الوطن العربي:ميزانيات للعسكر ولا عزاء للثقافة
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-09-25 الساعة 15:58
نيسان ـ من المتعارف عليه أن هناك ميزة يمتاز بها أي شعب ،وتمتاز بها الدول ،ويطلق عليها "ماركة مسجلة"وهي متميزة في ما هيتها ،فالصينيون مثلا مشهورون بالنظام وكانوا في برنامج صباحي إذاعي ،يمارسون التمارين الرياضية الصباحية على انغام موسيقى ذلك البرنامج،والشعب الألماني مشهور بصناعة المعدات الثقيلة وسيارات المرسيدس،والسياسة البريطانية معروفة ب"فرق تسد"وأمريكا ترامب إشتهرت بحلب دول الخليج العربية ،بحجة صفقات السلاح وما فاح ريحها مؤخرا صفقة مع السعودية قيمتها 460 مليار دولار.
أما العرب ولا أستثني أي دولة ولو كانت على هيئة مزرعة عائلية ،فقد إشتهروا بشراء الأسلحة ضمن صفقات في غالبيتها مليارية، وهذا يعني بدون ان نشغل العقل النقدي،ان العرب شعوب محاربة ،لا يمر يوم جمعة إلا وسجلوا نصرا جديدا على أعدائهم وتوسعوا في رقعة مساحتهم الضيقة أصلا ،لكنهم ويا لعارهم يخرجون من هزيمة نكراء إلى هزيمة أشد إيلاما من سابقاتها،وهاهم يدخلون في معركة مع بعضهم البعض لصالح الصهاينة.
هناك طبعا قسمان في الوطن العربي الأول هو دول الطوق التي إشتهرت بالهزائم أمام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،وحتى أمام الجيران من غير العرب كما حصل بين سوريا وتركيا ذات نزاع ،وقام حافظ"..."بتسليم المعارض الكردي عبد الله أوجلان لتركيا إختصارا للشر،كما أن أثيوبيا صرحت مؤخرا أن مصر لا تقوى على شن حرب عليها ،لكننا وأيم الله على بعضنا نزمجر كالأسود ونعلنها حربا شعواء والأمثلة على ذلك كثيرة.
أما القسم العربي الثاني فهم دول الأطراف ،وكانت الغنية منها تتبرع بشراء صفقات أسلحة لدول الجوار من باب دفع الحسد ليس إلا ،لأنه تبين لنا ان الصهاينة دقوا أوتادهم في المنطقة العربية على إتساعها ،ومن ثم نصبوا خيمتهم فوق فلسطين ،وجرى ما جرى من مسرحيات مكشوفة لنا ،ومنها قيام دول عربية سبع بإرسال بعض من قواتها ليس لتحرير فلسطين عام 1948 ،بل لتمكين العصابات الإرهابية الصهيونية من إحتلال الساحل الفلسطيني، كمرحلة أولى في مشروع بناء إسرائيل الكبرى التي أصبحت متد حاليا من شرقي البحر المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين،وما نزال نصيح مبتهجين:"أمجاد يا عرب أمجاد".
يتصدر العرب قائمة مشتري الأسلحة وتاتي السعودية في المرتبة الثانية عالميا،وبلغت حصة العرب التسليحية في العام 2016 "15%" من مجموع الفاتورة العالمية وقيمتها 1.57 تريليون دولار،ويبلغ متوسط الإنفاق العربي على السلاح 100 مليار دولار،وبحسب تقرير صادر عن المركزي العالمي للدراسات التنموية في لندن ،فإن حجم التسلح العربي في العام 2015 بلغ 165 مليار دولار،ويتوقع أن يصل حجم التسلح العربي بحلول العام 2020 إلى 820 مليار دولار.
ولا بد من التوضيح أن غالبية الصفقات التسليحية العربية المليارية ،فلا ينفذ منها سوى بند العمولة التي تذهب لصالح الأمير او الشيخ او وزير الدفاع الذي وقعها، اما بقية المبلع الفلكي فيكون عبارة عن شراء ذمم وحماية ،وهذا هو الحلاب ترامب يفضح الطابق ويواصل الحلب العربي دون هوادة او شفقة او حتى رحمة للمحلوبين الصاغرين.
أما المشهد الثقافي في الوطن العربي فهو معيب ومخزي ،من كافة جوانبه ونواحيه مع ان الثقافة هي السياج الواقي للهوية والوجود،لكن ذلك وعلى ما يبدو ليس في وارد المعنيين بالأمر ،وعليه لا بد من إعادة النظر في أنسابهم.
الثقافة في الوطن العربي مهانة من حيث إهمالها وتهميش المثقفين العرب والسيطرة والهيمنة عليهم وتوظيفهم أبواقا جوفاء للسلطة أي سلطة كانت،فميزانيات الثقافة في الدول العربية متواضعة إلى حد العدم ،حتى ان ميزانيات وزارات الثقافة نفسها تكاد لا تكفي لإصدار البيانات اللازمة في المناسبات الوطنية وما أكثرها التي تخلد القائد الضرورة الملهم الذي لولاه لما تنفس الشعب الهواء.
لننظر إلى أوضاع المثقفين العرب بشكل عام وأعني بمن رفضوا وظيفة البوق الجوف للسلطة ،فهم متسولون بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى،ويعيشون على الهامش ،وغالبيتهم وأنا منهم نادمون على إنخراطنا في العمل الثقافي بمعناه الحامي للهوية والوجود ،بينما نرى البعض ممن يعيشون على طريقة قراد الخيل يتصدرون المواقف والمواقع وهم يعلمون حقيقة انفسهم.
لم تقف الأمور عند حد تجفيف المنابع المالية للثقافة ،بل وصلت الأمور إلى التآمر على المؤسسات الثقافية الوطنية وإعلان الحرب عليها ،وتأسيس منصات هزيلة أطلقوا عليها زورا وبهتانا هيئات ثقافية ،وأغدقوا عليها بالمال...هذا هو حال الثقافة والمثقفين في الوطن العربي ،وهذا ما يفسر سوء الحال والواقع الذي نعيش ،فبدون نهضة ثقافية وطنية قومية إنسانية لن تقوم لنا قائمة.
أما العرب ولا أستثني أي دولة ولو كانت على هيئة مزرعة عائلية ،فقد إشتهروا بشراء الأسلحة ضمن صفقات في غالبيتها مليارية، وهذا يعني بدون ان نشغل العقل النقدي،ان العرب شعوب محاربة ،لا يمر يوم جمعة إلا وسجلوا نصرا جديدا على أعدائهم وتوسعوا في رقعة مساحتهم الضيقة أصلا ،لكنهم ويا لعارهم يخرجون من هزيمة نكراء إلى هزيمة أشد إيلاما من سابقاتها،وهاهم يدخلون في معركة مع بعضهم البعض لصالح الصهاينة.
هناك طبعا قسمان في الوطن العربي الأول هو دول الطوق التي إشتهرت بالهزائم أمام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،وحتى أمام الجيران من غير العرب كما حصل بين سوريا وتركيا ذات نزاع ،وقام حافظ"..."بتسليم المعارض الكردي عبد الله أوجلان لتركيا إختصارا للشر،كما أن أثيوبيا صرحت مؤخرا أن مصر لا تقوى على شن حرب عليها ،لكننا وأيم الله على بعضنا نزمجر كالأسود ونعلنها حربا شعواء والأمثلة على ذلك كثيرة.
أما القسم العربي الثاني فهم دول الأطراف ،وكانت الغنية منها تتبرع بشراء صفقات أسلحة لدول الجوار من باب دفع الحسد ليس إلا ،لأنه تبين لنا ان الصهاينة دقوا أوتادهم في المنطقة العربية على إتساعها ،ومن ثم نصبوا خيمتهم فوق فلسطين ،وجرى ما جرى من مسرحيات مكشوفة لنا ،ومنها قيام دول عربية سبع بإرسال بعض من قواتها ليس لتحرير فلسطين عام 1948 ،بل لتمكين العصابات الإرهابية الصهيونية من إحتلال الساحل الفلسطيني، كمرحلة أولى في مشروع بناء إسرائيل الكبرى التي أصبحت متد حاليا من شرقي البحر المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين،وما نزال نصيح مبتهجين:"أمجاد يا عرب أمجاد".
يتصدر العرب قائمة مشتري الأسلحة وتاتي السعودية في المرتبة الثانية عالميا،وبلغت حصة العرب التسليحية في العام 2016 "15%" من مجموع الفاتورة العالمية وقيمتها 1.57 تريليون دولار،ويبلغ متوسط الإنفاق العربي على السلاح 100 مليار دولار،وبحسب تقرير صادر عن المركزي العالمي للدراسات التنموية في لندن ،فإن حجم التسلح العربي في العام 2015 بلغ 165 مليار دولار،ويتوقع أن يصل حجم التسلح العربي بحلول العام 2020 إلى 820 مليار دولار.
ولا بد من التوضيح أن غالبية الصفقات التسليحية العربية المليارية ،فلا ينفذ منها سوى بند العمولة التي تذهب لصالح الأمير او الشيخ او وزير الدفاع الذي وقعها، اما بقية المبلع الفلكي فيكون عبارة عن شراء ذمم وحماية ،وهذا هو الحلاب ترامب يفضح الطابق ويواصل الحلب العربي دون هوادة او شفقة او حتى رحمة للمحلوبين الصاغرين.
أما المشهد الثقافي في الوطن العربي فهو معيب ومخزي ،من كافة جوانبه ونواحيه مع ان الثقافة هي السياج الواقي للهوية والوجود،لكن ذلك وعلى ما يبدو ليس في وارد المعنيين بالأمر ،وعليه لا بد من إعادة النظر في أنسابهم.
الثقافة في الوطن العربي مهانة من حيث إهمالها وتهميش المثقفين العرب والسيطرة والهيمنة عليهم وتوظيفهم أبواقا جوفاء للسلطة أي سلطة كانت،فميزانيات الثقافة في الدول العربية متواضعة إلى حد العدم ،حتى ان ميزانيات وزارات الثقافة نفسها تكاد لا تكفي لإصدار البيانات اللازمة في المناسبات الوطنية وما أكثرها التي تخلد القائد الضرورة الملهم الذي لولاه لما تنفس الشعب الهواء.
لننظر إلى أوضاع المثقفين العرب بشكل عام وأعني بمن رفضوا وظيفة البوق الجوف للسلطة ،فهم متسولون بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى،ويعيشون على الهامش ،وغالبيتهم وأنا منهم نادمون على إنخراطنا في العمل الثقافي بمعناه الحامي للهوية والوجود ،بينما نرى البعض ممن يعيشون على طريقة قراد الخيل يتصدرون المواقف والمواقع وهم يعلمون حقيقة انفسهم.
لم تقف الأمور عند حد تجفيف المنابع المالية للثقافة ،بل وصلت الأمور إلى التآمر على المؤسسات الثقافية الوطنية وإعلان الحرب عليها ،وتأسيس منصات هزيلة أطلقوا عليها زورا وبهتانا هيئات ثقافية ،وأغدقوا عليها بالمال...هذا هو حال الثقافة والمثقفين في الوطن العربي ،وهذا ما يفسر سوء الحال والواقع الذي نعيش ،فبدون نهضة ثقافية وطنية قومية إنسانية لن تقوم لنا قائمة.
نيسان ـ نشر في 2018-09-25 الساعة 15:58
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية