اتصل بنا
 

من افسد عيشنا؟

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2018-09-27 الساعة 11:17

نيسان ـ التوتر والخوف من المجهول أضحت السمة الأبرز التي تملأ مساحات النقاش العام حول واقع و مستقبل البلد، الحديث عن الفساد وعدم حسم ملفاته بشكل قاطع يزيد من حالة الشك والريبة، أسئلة كبيرة تضج بها صدور الناس عن قدرة البلد على العبور إلى بر الآمان.
جاءت تغريدة الأمير حمزة الأخيرة وسط مناخات سياسية متوترة أصلا فأعادت خلط الاواق مجددا ولا سيما انها صدرت من شخصية تعرف ما يدور خلف الأبواب المغلقة.
الخطاب الرسمي غير مريح، بل يزيد من تعقيد المشهد أكثر وأكثر؛ في ظل عدم تنفيذ أي حلول على الأرض، قد تزيل او تخفف من الضنك الذي يعيشه الأردني بمختلف مستوياته الإقتصادية والإجتماعية والفكرية.
نعيش حالة ترقب حذر لشيء قادم، لا نعرف ملامحه، و الروايات متضاربة عن المستقبل السياسي الداخلي و الإقليمي، لا أحد يمكن أن يدعي معرفة الحقيقة أو حتى نصفها، جل ما نسمعه هو أشبه في الهذيان الذي لا يسانده المنطق او حتى واقع الحال.
أمام قيادة الدولة أسئلة ملحة، لا يمكن ان تواري او توارب في الإجابة عنها، أهمها جدية مكافحة الفساد، و أسباب إرتفاع المديونية و أوجه إنفاقها في السنوات التي مضت، الإصلاح السياسي العملي والإطار الزمني لتنفيذه، فك الإشتباك بين دوائر النفوذ الحاكمة و إرجاع مؤسسات الدولة إلى دورها الدستوري وحجمها الطبيعي؛ وغير ذلك من الاسئلة الحرجة التي تستقر وجعا في جوف الأردنيين.
لا يمكن البناء ويد المسؤول الشريف ترتجف وقلبه مرعوب من سحق أوكار الإفساد، لا يمكن أن نستمر في ظل المناخ المسموم، الذي شكل بيئة خصبة لصناع الخراب، ليرتعوا في أردنيتنا و يفسدوا علينا قصتنا العتيقة مع هذا البلد الجميل.

نيسان ـ نشر في 2018-09-27 الساعة 11:17


رأي: عمر الشوشان كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً