شطب العراق ..المقدمة الأولى لصفقة القرن
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 09:48
نيسان ـ حسب نظرية القياس والتطبيق التي أعتمدها في التحليل السياسي فإن شطب العراق ،كان هو المقدمة الأولى لصفقة القرن التي يراد بها شطب القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس ، لصالح الصهاينة وشطب الأردن الرسمي من أجل إستكمال مشروع الوطن البديل، بدليل أنهم يحاصرون الأردن ماليا لوضعه في الزاوية وإجباره على التنازل لهم عن المقدسات العربية في القدس المحتلة.
ليس مبالغة او سرا القول ان العراق كان هدفا لطرفي صفقة القرن الرئيسيين ،وهما الصهاينة إنتقاما من الملك نبوخذ نصر الذي وضع لعبثهم حدا وأخرجهم من فلسطين، كما كان يفعل الآشوريون والأكديون وحتى العرب الفراعنة في مصر الذين كانوا يعتبرون فلسطين جزءا من أمنهم القومي،أما الطرف الثاني فهم أبناء التيه اليهودي في الصحراء العربية الذين إكتشفهم المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب بيرسي كوكس وسهل لهم الحكم القسري، وكانوا يعرفون سابقا بالدهقنة السياسية ،وتحولوا حاليا إلى المراهقة السياسية ،مقابل تسهيل قيام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية في فلسطين ووقعوا له على ذلك عام 1915.
قال أول رئيس وزراء في مستدمرة إسرائيل ديفيد بن غوريون مخاطبا مستدمريه عام 1956 أن ما حققوه ليس بقوتهم ولكن بضعف الآخر ،ولذلك فإن عليهم العمل الجاد والدؤوب لتنفيذ خططهم المتمثلة بتدمير ثلاثة جيوش عربية وهي على التوالي :الجيش العراقي والجيش السوري والجيش المصري،وهذا ما حصل وما يزال يحصل إذ دمروا العراق وشطبوا جيشه ،وهاهم يدمرون الجيش السوري والجيش المصري.
يروى والعهدة على الراوي أن دهقن الجزيرة إستدعى أبناءه وهو على فراش الموت وقال لهم :لا تظنوا أن قوتكم هي سبب إستقراركم،وأن عليكم ان تفهموا أن ضعف الجوار هو الذي يخلق إستقراركم ،ولذلك عليكم مواصلة إشعال النيران في المنطقة والتركيز على العراق واليمن ،ومن ينظر لمجريات الأمور في كل من العراق واليمن يجد أن ما يروى صحيحا،ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن قراءتي لأحداث البصرة ،تختلف عن قراءات الآخرين وانها فعل خارجي ،إستغل واقع البصرة المزري .
إمتاز العراق بخشونة المواقف السياسية بإستثناء عميل الإنجليز نوري السعيد الذي خدع الفلسطينيين وأجبرهم على وقف الإضراب عام 1936، لأن "صديقتنا العظمى بريطانيا"سوف تحل المشكلة ،دون ان يعلم ان بريطانيا العظمى آنذاك لم تستطع حماية جنودها في فلسطين بعد أن إشتد عود الصهاينة الإرهابيين هناك ،وتمكنوا من طرد بريطانيا بحجة أنها دولة محتلة.
من يراقب الأحداث التاريخية المؤلمة التي مر بها العراق وشعبه ،يجد أنها نتاج تآمر الصهاينة الخزريين وأبناء عمومتهم من صحراء التيه اليهودي العربية أيتام بيرسي كوكس ،ومع ذلك كان العراق مستمرا في اداء دوره القومي ،وكان جيشه يتحرق شوقا للمشاركة في كل حرب تفرضها مستدمرة إسرائيل على العرب ،لكنه ولأسباب خارجة عن إرادته فشل في إرسال جيشه إلى بيروت عام 1982للقتال جنبا إلى جنب مع اللبنانيين والفلسطينيين الذين صمدوا في وجه السفاح الإرهابي شارون 88 يوما.
كان هناك حبلا "سرّيا"بضم السين يربط العراق بفلسطين ، وهو منذ الأزل وكرسه أبو الأنبياء إبراهيم الذي لجأ إلى فلسطين بعد هجرته من بلدته "اور"بالعراق،وهذا هو سر النظرة العراقية لفلسطين ،ولكن الجغرافيا الحالية منعت العراق من التواصل مع فلسطين ،بعكس ما حصل مع نبوخذ نصر الذي لم تمنعه الجغرافية من القيام بواجبه القومي والإنساني وتأديب اليهود الذين كانوا يقومون بالفوضى في المنطقة .
بعد إكتشاف بريطانيا النفط في المنطقة عام 1905 بدأ التركيز على العراق وتم وضعه في عين العاصفة مجددا ،وخاصة بعد التحالف الصهيوني مع أيتام بيرسي كوكس ،وإصدار مؤتمر كامبل الذي أنهى اعماله عام 1907 بعد إجتماعات مفتوحة لسنتين وإصداره وثيقة كامبل السرية التي تنص فيما تنص على إنشاء كيان غريب في فلسطين لتقطيع اوصال المنطقة ،وماكانت بريطانيا لتنجح في مسعاها لو لم يعثر مندوبها السامي بيرسي كوكس على جماعات التيه اليهودي في الصحراء العربية .
لقد أخلص أيتام كوكس جهدهم وحققوا اهدافهم واول عملية هدم انجزوها هي تنازلهم عن فلسطين والقدس ل"اليهود المساكين او من تراه بريطانيا مناسبا "، بإعتراف صريح أنهم ينفذون إرادة بريطانيا التي كانت تسعى للتخلص من اليهود الفاسدين المفسدين وإقامة مملكة إنجليزية مسيحية خالصة في بريطانيا.
بعد إنسحاب بريطانيا من المنطقة ووضعها فلسطين تحت إنتدابها تمهيدا لزرع الصهاينة فيها بدا العمل الجاد والمخطط له جيدا ،وحاولوا إنهاك العراق بالإنقلابات ،ولم يتمكنوا من السيطرة عليه ،فدبروا له مع أبناء التيه اليهودي في الصحراء العربية مؤامرة محبوكة جيدا ،جرت مصالحة سعودية في الطائف عام 1980 ،خلال زيارة قام بها الرئيس صدام حسين إلى الطائف ،وكانت نذر الحرب العراقية –الإيرانية تعصف بالأفق وإستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر قبل اليابس.
كان وزير خارجية امريكا آنذاك "العزيز"هنري كيسنجر في الأيام الأولى لنشوب الحرب في زيارة لألمانيا ،وعقد مؤتمرا صحفيا قال لصحفي ألماني فيه أن امريكا ستتولى امر الرابح في تلك الحرب،وبالفعل تم تخريج العراق منتصرا من أجل سهولة الإنقضاض عليه.
خلقوا له مشكلة مع الكويت وحاول شيخ العرب وكريمهم الشيخ زايد حلها بدفع مبلغ العشرة مليارات دولار من جيبه ،لكن أبناء التيه اليهودي إتصلوا به وطلبوا منه عدم التدخل لأن اللعبة أكبر منه ،وفعلا جرى توريط العراق في الكويت ومن ثم جرى شطب العراق ،ووضع الكويت في وضع حرج.
مرت خمسة عشر عاما على تدمير العراق ،ورغم انهم يقولون أن امريكا إنسحبت منه إلا انه يعيش أجواء تدميرية مستمرىة طالت الحجر والشجر والبشر، وأصبع عنوانا للفقر والمرض والجهل رغم أن مدخوله من النفط في هذه الفترة يمكنه من تبليط كافة مساحة العراق بالذهب الخالص بإرتفاع 1 بوصة "إنش" كما قال لي صديق عراقي قبل يومين.
ليس سرا القول أن قوة عسكرية يهودية شاركت الجيش الأمريكي في إحتلال العراق ولم تكن لها مهام أمنية كما هو الحال بالنسبة للقوات الدولية المشاركة ،بل كانوا ينصبون خيامهم ويقومون في مناطق محدد يعرفونها جيدا ويحفرون لنهب آثار عراقية بعينها ترتبط بتواجد يهود في العراق.
تعمق الوجود الصهيوني في العراق إنتقاما من الكرامة العراقية الجريحة وأصبحت حركتهم في بغداد مكشوفة ،في حين ان وجودهم في أربيل كان علنيا ،وقيل انهم إشتروا الكثير من العقارات التي يقال أنها تعود ليهود عراقيين.
قلنا سابقا أن خمسة عشر عاما مرت دون تحقيق السلم الأهلي في العراق ،وإنما تعمقت خلافاته ومأساته ، بعد تسليم المالكي للموصل وغرب العراق لفرع خدمة المخابرات السرية الإسرائيلية"ISIS" الملقب بداعش ،وقد ألحق هذا الكيان الصهيوني الإرهابي أضرارا كبيرة جدا بالعراق، وعمق الخلافات الطائفية وأستطيع القول أنه ادى رسالته الموكلة إليه بدعم من مستدمرة إسرائيل وتمويل من أبناء التيه اليهودي ،حتى يضمنوا عدم قدرة العراق على النهوض من جديد.
الغريب في الأمر ان من أسهم في تدمير العراق وتسليمه لإيران ،يقوم حاليا بالتسلل إليه من خلال التحالف مع مكونات عراقية شيعية وسنية هشة بحجة محاربة إيران وحصارها ،ويقيني ان هذا التسلل يهدف إلى إبقاء جذوة الصراع الداخلي مشتعلة حتى يكتمل تنفيذ صفقة القرن ويفوت الفوت وعندها لا ينفع دب الصوت ،كما أنه يعبث في الكويت لإبتزازها.
ليس مبالغة القول ان العراق كان أبو التاريخ وأبو القانون وأبو الحرف والسبّاق في تنظيم الري ،وكما قال صديقنا الناشط الإسكتلندي جورج غالوي أنه عندما كان الأوروبيون يعيشون حفاة عراة جوعى في الغابات ،كان العراق يكتب ويتمتع بالعدالة وينظم الري للزراعة،ولا يغيبن عن البال أن إسم بغداد مشتق من "البغددة "وهي طريقة العيش ما بعد الغنى أي طريقة العيش الرغد.
شطب العراق فتح الباب على مصراعية بعد شطب الدور الفلسطيني منذ خروجهم من لبنان ،لإعلان صفقة القرن ،ويقيني لو ان العراق باق على حاله لما تجرأ خنزير منهم على التحدث عن هذه الصفقة وكشف علاقاتهم السرية القديمة مع مستدمرة إسرائيل.
لا يصح إلا الصحيح فخير العراق غمر الجميع مع أن الكثيرين غدروا به وأسهموا في تدميره ،لكن الله لن يغفل دعوات الأرامل والأيتام العرب الذين كان العراق يوفر لهم أسباب العيش الكريم، في حين أن الآخرين كانوا يتآمرون على الجميع لتعميق القتل والشروخ بين الجميع ،وسوف يرد الله لكل عامل ما عمل، ولا بد من التذكير أن صفقة القرن التي فضحوا إنتماءهم بها سوف تدمرهم ،لأن القضية التي يسعون لشطبها هي قضية ربانية ،وعليه فإن العاقبة السوء ستكون لهم هم انفسهم ولأبناء عمومتهم الخزريين ،وإن غدا لناظره لقريب .
ليس مبالغة او سرا القول ان العراق كان هدفا لطرفي صفقة القرن الرئيسيين ،وهما الصهاينة إنتقاما من الملك نبوخذ نصر الذي وضع لعبثهم حدا وأخرجهم من فلسطين، كما كان يفعل الآشوريون والأكديون وحتى العرب الفراعنة في مصر الذين كانوا يعتبرون فلسطين جزءا من أمنهم القومي،أما الطرف الثاني فهم أبناء التيه اليهودي في الصحراء العربية الذين إكتشفهم المندوب السامي البريطاني في جزيرة العرب بيرسي كوكس وسهل لهم الحكم القسري، وكانوا يعرفون سابقا بالدهقنة السياسية ،وتحولوا حاليا إلى المراهقة السياسية ،مقابل تسهيل قيام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية في فلسطين ووقعوا له على ذلك عام 1915.
قال أول رئيس وزراء في مستدمرة إسرائيل ديفيد بن غوريون مخاطبا مستدمريه عام 1956 أن ما حققوه ليس بقوتهم ولكن بضعف الآخر ،ولذلك فإن عليهم العمل الجاد والدؤوب لتنفيذ خططهم المتمثلة بتدمير ثلاثة جيوش عربية وهي على التوالي :الجيش العراقي والجيش السوري والجيش المصري،وهذا ما حصل وما يزال يحصل إذ دمروا العراق وشطبوا جيشه ،وهاهم يدمرون الجيش السوري والجيش المصري.
يروى والعهدة على الراوي أن دهقن الجزيرة إستدعى أبناءه وهو على فراش الموت وقال لهم :لا تظنوا أن قوتكم هي سبب إستقراركم،وأن عليكم ان تفهموا أن ضعف الجوار هو الذي يخلق إستقراركم ،ولذلك عليكم مواصلة إشعال النيران في المنطقة والتركيز على العراق واليمن ،ومن ينظر لمجريات الأمور في كل من العراق واليمن يجد أن ما يروى صحيحا،ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن قراءتي لأحداث البصرة ،تختلف عن قراءات الآخرين وانها فعل خارجي ،إستغل واقع البصرة المزري .
إمتاز العراق بخشونة المواقف السياسية بإستثناء عميل الإنجليز نوري السعيد الذي خدع الفلسطينيين وأجبرهم على وقف الإضراب عام 1936، لأن "صديقتنا العظمى بريطانيا"سوف تحل المشكلة ،دون ان يعلم ان بريطانيا العظمى آنذاك لم تستطع حماية جنودها في فلسطين بعد أن إشتد عود الصهاينة الإرهابيين هناك ،وتمكنوا من طرد بريطانيا بحجة أنها دولة محتلة.
من يراقب الأحداث التاريخية المؤلمة التي مر بها العراق وشعبه ،يجد أنها نتاج تآمر الصهاينة الخزريين وأبناء عمومتهم من صحراء التيه اليهودي العربية أيتام بيرسي كوكس ،ومع ذلك كان العراق مستمرا في اداء دوره القومي ،وكان جيشه يتحرق شوقا للمشاركة في كل حرب تفرضها مستدمرة إسرائيل على العرب ،لكنه ولأسباب خارجة عن إرادته فشل في إرسال جيشه إلى بيروت عام 1982للقتال جنبا إلى جنب مع اللبنانيين والفلسطينيين الذين صمدوا في وجه السفاح الإرهابي شارون 88 يوما.
كان هناك حبلا "سرّيا"بضم السين يربط العراق بفلسطين ، وهو منذ الأزل وكرسه أبو الأنبياء إبراهيم الذي لجأ إلى فلسطين بعد هجرته من بلدته "اور"بالعراق،وهذا هو سر النظرة العراقية لفلسطين ،ولكن الجغرافيا الحالية منعت العراق من التواصل مع فلسطين ،بعكس ما حصل مع نبوخذ نصر الذي لم تمنعه الجغرافية من القيام بواجبه القومي والإنساني وتأديب اليهود الذين كانوا يقومون بالفوضى في المنطقة .
بعد إكتشاف بريطانيا النفط في المنطقة عام 1905 بدأ التركيز على العراق وتم وضعه في عين العاصفة مجددا ،وخاصة بعد التحالف الصهيوني مع أيتام بيرسي كوكس ،وإصدار مؤتمر كامبل الذي أنهى اعماله عام 1907 بعد إجتماعات مفتوحة لسنتين وإصداره وثيقة كامبل السرية التي تنص فيما تنص على إنشاء كيان غريب في فلسطين لتقطيع اوصال المنطقة ،وماكانت بريطانيا لتنجح في مسعاها لو لم يعثر مندوبها السامي بيرسي كوكس على جماعات التيه اليهودي في الصحراء العربية .
لقد أخلص أيتام كوكس جهدهم وحققوا اهدافهم واول عملية هدم انجزوها هي تنازلهم عن فلسطين والقدس ل"اليهود المساكين او من تراه بريطانيا مناسبا "، بإعتراف صريح أنهم ينفذون إرادة بريطانيا التي كانت تسعى للتخلص من اليهود الفاسدين المفسدين وإقامة مملكة إنجليزية مسيحية خالصة في بريطانيا.
بعد إنسحاب بريطانيا من المنطقة ووضعها فلسطين تحت إنتدابها تمهيدا لزرع الصهاينة فيها بدا العمل الجاد والمخطط له جيدا ،وحاولوا إنهاك العراق بالإنقلابات ،ولم يتمكنوا من السيطرة عليه ،فدبروا له مع أبناء التيه اليهودي في الصحراء العربية مؤامرة محبوكة جيدا ،جرت مصالحة سعودية في الطائف عام 1980 ،خلال زيارة قام بها الرئيس صدام حسين إلى الطائف ،وكانت نذر الحرب العراقية –الإيرانية تعصف بالأفق وإستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر قبل اليابس.
كان وزير خارجية امريكا آنذاك "العزيز"هنري كيسنجر في الأيام الأولى لنشوب الحرب في زيارة لألمانيا ،وعقد مؤتمرا صحفيا قال لصحفي ألماني فيه أن امريكا ستتولى امر الرابح في تلك الحرب،وبالفعل تم تخريج العراق منتصرا من أجل سهولة الإنقضاض عليه.
خلقوا له مشكلة مع الكويت وحاول شيخ العرب وكريمهم الشيخ زايد حلها بدفع مبلغ العشرة مليارات دولار من جيبه ،لكن أبناء التيه اليهودي إتصلوا به وطلبوا منه عدم التدخل لأن اللعبة أكبر منه ،وفعلا جرى توريط العراق في الكويت ومن ثم جرى شطب العراق ،ووضع الكويت في وضع حرج.
مرت خمسة عشر عاما على تدمير العراق ،ورغم انهم يقولون أن امريكا إنسحبت منه إلا انه يعيش أجواء تدميرية مستمرىة طالت الحجر والشجر والبشر، وأصبع عنوانا للفقر والمرض والجهل رغم أن مدخوله من النفط في هذه الفترة يمكنه من تبليط كافة مساحة العراق بالذهب الخالص بإرتفاع 1 بوصة "إنش" كما قال لي صديق عراقي قبل يومين.
ليس سرا القول أن قوة عسكرية يهودية شاركت الجيش الأمريكي في إحتلال العراق ولم تكن لها مهام أمنية كما هو الحال بالنسبة للقوات الدولية المشاركة ،بل كانوا ينصبون خيامهم ويقومون في مناطق محدد يعرفونها جيدا ويحفرون لنهب آثار عراقية بعينها ترتبط بتواجد يهود في العراق.
تعمق الوجود الصهيوني في العراق إنتقاما من الكرامة العراقية الجريحة وأصبحت حركتهم في بغداد مكشوفة ،في حين ان وجودهم في أربيل كان علنيا ،وقيل انهم إشتروا الكثير من العقارات التي يقال أنها تعود ليهود عراقيين.
قلنا سابقا أن خمسة عشر عاما مرت دون تحقيق السلم الأهلي في العراق ،وإنما تعمقت خلافاته ومأساته ، بعد تسليم المالكي للموصل وغرب العراق لفرع خدمة المخابرات السرية الإسرائيلية"ISIS" الملقب بداعش ،وقد ألحق هذا الكيان الصهيوني الإرهابي أضرارا كبيرة جدا بالعراق، وعمق الخلافات الطائفية وأستطيع القول أنه ادى رسالته الموكلة إليه بدعم من مستدمرة إسرائيل وتمويل من أبناء التيه اليهودي ،حتى يضمنوا عدم قدرة العراق على النهوض من جديد.
الغريب في الأمر ان من أسهم في تدمير العراق وتسليمه لإيران ،يقوم حاليا بالتسلل إليه من خلال التحالف مع مكونات عراقية شيعية وسنية هشة بحجة محاربة إيران وحصارها ،ويقيني ان هذا التسلل يهدف إلى إبقاء جذوة الصراع الداخلي مشتعلة حتى يكتمل تنفيذ صفقة القرن ويفوت الفوت وعندها لا ينفع دب الصوت ،كما أنه يعبث في الكويت لإبتزازها.
ليس مبالغة القول ان العراق كان أبو التاريخ وأبو القانون وأبو الحرف والسبّاق في تنظيم الري ،وكما قال صديقنا الناشط الإسكتلندي جورج غالوي أنه عندما كان الأوروبيون يعيشون حفاة عراة جوعى في الغابات ،كان العراق يكتب ويتمتع بالعدالة وينظم الري للزراعة،ولا يغيبن عن البال أن إسم بغداد مشتق من "البغددة "وهي طريقة العيش ما بعد الغنى أي طريقة العيش الرغد.
شطب العراق فتح الباب على مصراعية بعد شطب الدور الفلسطيني منذ خروجهم من لبنان ،لإعلان صفقة القرن ،ويقيني لو ان العراق باق على حاله لما تجرأ خنزير منهم على التحدث عن هذه الصفقة وكشف علاقاتهم السرية القديمة مع مستدمرة إسرائيل.
لا يصح إلا الصحيح فخير العراق غمر الجميع مع أن الكثيرين غدروا به وأسهموا في تدميره ،لكن الله لن يغفل دعوات الأرامل والأيتام العرب الذين كان العراق يوفر لهم أسباب العيش الكريم، في حين أن الآخرين كانوا يتآمرون على الجميع لتعميق القتل والشروخ بين الجميع ،وسوف يرد الله لكل عامل ما عمل، ولا بد من التذكير أن صفقة القرن التي فضحوا إنتماءهم بها سوف تدمرهم ،لأن القضية التي يسعون لشطبها هي قضية ربانية ،وعليه فإن العاقبة السوء ستكون لهم هم انفسهم ولأبناء عمومتهم الخزريين ،وإن غدا لناظره لقريب .
نيسان ـ نشر في 2018-10-08 الساعة 09:48
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية