اتصل بنا
 

نساء ينافسن المطاعم في اعداد الولائم الرمضانية ببيوتهن في اربد

نيسان ـ بترا - ربى الخصاونة ـ نشر في 2015-07-07 الساعة 23:37

x
نيسان ـ

تعمل بعض النساء في تجهيز الولائم للمناسبات في بيوتهن حيث اضحت عائلات كثيرة تعتمد في ولائمها الرمضانية على الطعام الجاهز الذي تعده تلك السيدات اللواتي أصبح زبائنهن في ازدياد بعد ان استطعن شق طريقهن لكسب لقمة العيش من منازلهن بطعام يضاهي اكلات المطاعم الكبرى.

وتشترك نساء سوريات مع الاردنيات في اعداد الطعام السوري المميز والمخبوزات لذيذة المذاق بأسعار تنافسية، اذ يقمن بإعداد بعض الأطباق الرئيسية والحلويات في وقت قياسي ومميز لنساء عاملات قد لا يجدن الوقت الكافي للوقوف في المطبخ وإعداد أصناف الطعام اللذيذة لأسرهن .

وأجمع عدد من النساء على أن فكرة الإنتاج من المنزل وتحمل مسؤولية الأسرة ربما تكون صعبة في البداية ولكن بمرور السنوات فإن الأمر يصبح عاديا .

وتتباهى ام حسن " بتقديم وجبات مثل أطباق المحاشي بأنواعها مشيرة الى استعمالها وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة الفيسبوك للترويج والإعلان عن توافر أصناف من الأكل المنزلي بأقل الأسعار، وعرض صور وفيديوهات لطريقة صنع تلك المأكولات لجلب الزبائن، وفي المناسبات والأعياد تقوم بعض النساء العاملات في هذا المجال بعروض ترويجية تتضمن وجبات من عدة أصناف وبأسعار مغرية.

ام نايف سورية تعمل في هذا المجال على اعداد اطباق مميزة تلاقي رواجا من قبل العاملات وتتطلب وقتا وجهدا مثل الكبة واليلنجي والششبرك والتوصية تكون قبل يومين اذ ان الاقبال يتزايد وخصوصا للولائم الرمضانية.

وتقول أمل عبدالكريم كنت أعمل معلمة بمدرسة خاصة، ويستنزف العمل كل وقتي، وأعود إلى المنزل مجهدة وبعد موعد عودة زوجي وأبنائي بساعتين على الأقل، فلا أتمكن من الطهي ولا يسمح راتبي بشراء الطعام الجاهز؛ ما دفعني إلى ترك عملي من أجل الحفاظ على عائلتي.

وتتابع، بعد فترة شعرت بالملل ومنيت أسرتي بأزمة مالية في ظل غلاء المعيشة ما دفعني إلى التفكير في مشروع يعوض راتبي، ولا يتطلب مني الخروج من المنزل. ففكرت في مساعدة المرأة العاملة وحل ذات المشكلة التي عانيتها شخصيا، وبدأت في إعداد بعض الأكلات المتميزة مثل الششبرك والمفتول والمحاشي والتي تحتاج وقتا لا تملكها السيدة العاملة او حتى ان كثير منهن لا يتقتها .

وتضيف أصبح يطلب مني إعداد ولائم رمضانية بالاضافة الى عزومات وحفلات أعياد الميلاد مشيرة الى انها استعانت بعاملتين سوريتين في مطبخها حيث يبرعن في اعداد الاصناف السورية كالكبة والتبولة والصفيحة ما زاد الاقبال على انتاجها.

وتقول أم راكان (الريفية الخمسينية)، انها تصنع المفتول والخبز والمخبوزات بزيت الزيتون وهو أهم مكونات اطباقها ذات لطعم الأصلي، مشيرة الى ان الكثير من الزبونات من الشابات المتزوجات حديثا والموظفات اللاتي لا يجدن الطهي .

الأكل "البيتي" مطلب معظم الأسر ونقطة خلاف الكثير وانا اولهن بهذه الكلمات بدأت لبنى التل عاملة بأحد البنوك الحكومية، حديثها عن الأكل المنزلي الجاهز. وتضيف ان السؤال: ماذا نطبخ اليوم؟ كان سبب مشاكلي مع زوجي قبل أن أبدأ في التعامل مع إحدى النساء اللاتي تعد لي الأطعمة المنزلية بحرفية شديدة، خاصة أن هناك صنوفا من الطعام لا أستطيع طبخها بسبب ظروف عملي. وتؤكد أن فارق الأسعار بسيط، بالإضافة إلى إعفائها من عناء الذهاب إلى الأسواق أو محلات السوبر ماركت والتسوق ثم إعداد الطعام والخوف من النتائج.

وتقول نداء اردنية مقيمة في السعودية انها في فترة الاجازة الصيفية تعتمد في وجباتها ولائمها على مثل هذه الماكولات التي قالت انها قريبة من اكل امها وجدتها على حد تعبيرها مضيفة انها اضحت متنوعة بوجود سوريات ايضا حيث انه كثير منهن بدان بعمل وجبات متميزة وحدهن او العمل مع سيدة كنت اعرفها عملت على تشغيل سوريات الامر الذ ي نوع في ماكولاتها .

وتوضح ام أيمن أنها بدأت تجارتها الصغيرة بالملوخية الناشفة وتقول: توفي زوجي وترك لي ابنة صغيرة لا يوجد لها عائل بعد الله سواي ولتأمين حياة كريمة لها اتجهت إلى بيع الملوخية الناشفة وذلك بشراء الملوخية الخضراء وتنشيفها ووضعها في اكياس، ووجدت إقبالا كبيرا من السيدات عليها فخطرت ببالي فكرة أخرى تتمثل في صناعة المعمول ، وايضا وجدت إقبالا كبيرا عليه، فقررت أن أنوع في تجارتي الصغيرة فأصبحت أعد المأكولات التي ترغب بها السيدات ويصعب عملها في المنزل لأنها تأخذ وقتا طويلا واعدادها متعب. وتضيف بمرور الزمن توسعت تجارتي وأصبحت أقوم بأعداد ورق العنب والكبة السورية والحلويات ووجدت أيضا إقبالا من السيدات فاستقدمت عاملات سوريات في منزلي لمساعدتي في صنع المأكولات الأمر الذي زاد من ثقة النساء وإقبالهن على مأكولاتي.

وتقول سمر انها لم تتمكن من إكمال دراستها فبدات بعمل المخللات حتى تستطيع الحصول على عمل لمساعدة زوجها في المصاريف ووتضيف: كنت أعمل المخللات في منزلي وعندما يتذوقها الأهل والجيران يعجبون بطعمها ويطلبون مني أن أقوم بعملها لهم مقابل مبلغ معين من المال ونصحوني بأن أستثمر براعتي في صنع المخللات بأن أصنع منها العديد وأبيعها وفعلا قررت أن آخذ بنصيحتهم، وعكفت على صناعة المخللات وبيعها للمقربين.

وتكمل : فتح ابني بسطة صغيرة يعرض بها المخللات لبيعها، وبعد ذلك تعاقدت مع أحد التجار لتصنيع المخللات وبيعها له وبذلك توسعت تجارتي وتحسن وضعنا المادي واستطعنا أن نشتري منزلا بعد أن كنا نسكن بشقة متهالكة.

وتوضح امل انها منذ الصغر كانت تهوى الطبخ وحينما تخرجت من الثانوية العامة وجدت نفسها جالسة بين أربعة جدران ففكرت في استغلال موهبتها في الطبخ، وبدأت تشارك في المهرجانات السنوية والبازارات بإعداد المعمول والحلويات، وخلال فترة قياسية أصبحت لها شهرة واسعة في صناعة المعمول وخاصة معمول التمر .

وتقول ان الشهادة الدراسية ليست كل شيء وان المرأة يمكنها أن تروض الظروف وتنجح في حياتها بالإصرار والعمل من المنزل. يقول المتخصص الاجتماعي الدكتور مهند الصمادي : تختلف الشخصيات والقدرات من إنسان لآخر فهناك من يحول فشله إلى نجاح وهناك من يكون ناجحا وفي أول حالة فشل تعترضه يتوقف عن العمل ويصاب بالإحباط، أما اللاتي حولن حياتهن إلى نجاح بعد الطلاق أو موت الزوج أو عدم إكمال دراستهن فهن مثال رائع للعزيمة القوية التي تحول الفشل أو الإخفاق في شيء ما في حياة الإنسان إلى نجاح.

وويؤكد ان النجاح لا يأتي إلا بالعمل والتفاؤل والنظرة المستقبلية الجميلة لحياة الإنسان فالمتشائون الخائفون من خوض التجارب هم من يخفقون في حياتهم ولا يحققون أي نجاح، والمرأة التي تعمل بيدها و تحقق نجاحا مقابل فشل هي امرأة واعية مدركة أن الحياة لا تتوقف عند أشخاص أو مواقف مثمنا موقف المرأة السورية التي اجبرتها ظروفها الصعبة على العمل في مجال تتقنه لتحمي اسرتها من الفاقة والعوز.

نيسان ـ بترا - ربى الخصاونة ـ نشر في 2015-07-07 الساعة 23:37

الكلمات الأكثر بحثاً