اتصل بنا
 

ليس دفاعا عن فيصل الفايز

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2018-10-14 الساعة 10:21

نيسان ـ دولة فيصل الفايز عبّر عن ضمير مؤسسة الحكم العميقة في رؤيتها للإصلاح السياسي، مفادها عدم جاهزية الجماهير الأردنية على تداول السلطة في الوقت الراهن، وممارسة دورهم الدستوري في احد اركان ثلاثية الحكم، كما نص عليها الدستور الأردني بأنه نيابي ملكي وراثي.
و قدر الفايز ان الامور تأخذ نصابها الطبيعي في الحياة السياسية بعد "جيلين" من عمر الشعب الأردني، وأضيف على ما قاله؛ لو بقينا على هذا الحال من التشتت في العمل الوطني، وعدم إيجاد قاعدة حزبية قوية، تمثل المصالح العليا للدولة الأردنية، وشعبها المصون، قد نقف على الصراط، ولم نحقق شيئا يذكر.
لم ار أن الفايز "شطح" في وصف دور العشيرة السلبي او الايجابي في الحياة العامة، بل كان واقعيا في طرحه، و ان المثالية التي يرسمها البعض في منصات التواصل الإجتماعي، غير موجودة ولا تلامس الواقع أطلاقا، وأضيف على ذلك أننا في أسوأ مناخ اجتماعي سياسي تعيشه الدولة قد يكون منذ تأسيسها.
اعتقد من يريد العمل السياسي عليه ان يلتقط الرسائل التي ذكرها الفايز الذي لا ينطق إلا من وحي "القصر"، ويدرك انه علينا إختصار الأجيال في إثبات قدرة الشارع الأردني عمليا انه شريك مؤهل للحكم، و قادر على إدارة مؤسسات الدولة الحديثة بأسلوب ديمقراطي يحقق نموذج العدالة وسيادة القانون، بعيدا عن الجهوية والإقليمية والمحاصصة التي "تعشعش" في اروقة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
الإصلاح السياسي لا يأتي من أعلى الهرم إلا إذا "سخنت" قاعدته، والشباب الأردني وقود هذا الإصلاح الشامل، علينا مسؤولية تاريخية في إنتاج واقع ومستقبل جديد بعيد عن "الإفراز السياسي الهرموني" الذي نعيشه، وخلق بيئة صحية يجد الفرد فيها ذاته، يعبر عن حريته بمسؤولية، ويطلق قدراته الإبداعية في كيان سياسي إجتماعي من صنع يديه.

نيسان ـ نشر في 2018-10-14 الساعة 10:21


رأي: عمر الشوشان كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً