اتصل بنا
 

هل تجلب حادثة جمال خاشقجي ربيعًا عربيًا على السعودية؟

كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

نيسان ـ نشر في 2018-10-17 الساعة 21:21

نيسان ـ من المعروف أن النظام السعودي ذو سمعة سيئة في العالم الغربي لديكتاتوريته ومحافظته البالغة التخلف. وهناك عدة دول كبريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما ترغب في تغيير النظام السعودي جذريًا. وإن كان هذا الأمر غير معلنٍ بهذا الشكل، فإن هذه الدول الغربية تحاول الترويج لعملية التغيير السياسي بما يتيحه من انفتاحٍ وشفافية وتوجهٍ نحو الديمقراطية. لكن ذلك لا يعني حبًّا في السعودية ونظامها أو خوفًا عليها لأن المصالح الغربية والرغبة في استقطاب الأموال النفطية تغلب على تلك الأجندة. وهذا ما حصل في زيارة الرئيس الأمريكي للرياض دونالد ترامب العام الماضي.
ففي هذه الزيارة الأخيرة، تجلى لنا بشكلٍ واضحٍ لا لَبْس فيه أن الصداقة السعودية الأمريكية هي صداقة إشكالية، وغير متوافقة وغير حقيقية في الأساس، لأن السعودية دفعت ثمنها وثمن الحماية الأمريكية، التي يلوح بها ترامب ولسان حاله يقول: "أنتم لا شيء بدوننا". ومع بروز حاذثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي قالت السلطات التركية أنه قتل وقطّع في القنصلية السعودية بإسطنبول، يعود ترامب مجددًا للتهديد والوعيد بوقف بيع الأسلحة إلى السعودية، في حال ثبوت تورطها بمقتل خاشقجي، بما قد يوحي بفرض عقوبات دولية على السعودية. فخاشقجي صحفي سعودي يعمل في الواشنطن بوست وهي مؤسسة أمريكية تطالب السعودية بالإجابة على سؤال: أين هو جمال؟
لقد اعتدت السعودية على الشخص الخطأ فجمال خاشقجي يتمتع بشهرة دولية، في المكان الخطأ، في اسطنبول التي تحاول أن تبدو مكانًا آمنًا وفِي الوقت الخطأ الذي تتدهور فيه سمعة المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج حيث وصلت أجهزتها الأمنية إلى معارضين في دول عدة. وفِي حين، طالت حملات الإعتقال التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمراء وأفرادًا من العائلة المالكة وعلماء دين وكل من يختلف مع النظام الحاكم وكل من لا يظهر تأييده الصريح لولي العهد، فإن هذه الأخبار المتداولة لا بد وأن يكون لها صدىً في المجتمع الدولي بما سوف يؤرق مضجع السعودية وسمعتها. فهناك حوالي مليون سعودي ممن يطلبون اللجوء في العالم أي بمعدل 5% من عدد سكان المملكة.
هناك مطالبات دولية الآن بتسمية المسؤول عن مقتل جمال خاشقجي. فهل ستتم المطالبة بتسليمه للعدالة؟ وهل سيخضع لمحاكمة دولية؟ وما سيكون موقف السعودية وولي عهدها في حال ثبت تورطه؟ هل سيكون مقتل جمال القشة التي قسمت ظهر البعير؟ برأيي أننا ما زلنا في المراحل الأولى لتفاعلات الأزمة ولكني لا أستبعد تفاقمها لدرجة تضع النظام السعودي على المحك. فمن الممكن جدًا أن نشهد محاكماتٍ دولية للنظام السعودي وقوانين دولية تفرض عقوبات عليه. وقد نشهد حركات لنشطاء وحقوقيين سعوديين خارج المملكة تطالب بتغيير النظام. بمعنى آخر، قد تجلب حادثة جمال ربيعًا عربيًا على السعودية.

نيسان ـ نشر في 2018-10-17 الساعة 21:21


رأي: سندس القيسي كاتبة وصحافية مقيمة في لندن

الكلمات الأكثر بحثاً