اتصل بنا
 

يا هملالى على بلد كل ديك فيها على مزبلته صياح

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-10-27 الساعة 12:05

نيسان ـ هل صحونا من هول صدمة غرق بعض من طلابنا ومواطنينا، حيث وصل رقمهم حتى الساعة ل 21 شهيدا وعشرات الجرحى وعددغير قليل من المفقودين .. ام اننا ما زلنا نتحزر ونرتبك ونتخبط ونكتفي إعلاما ومسؤولين "بالولولة والنواح" والازاحة والتنصل.
فيما نحى البعض منا إلى التقليل من خطورة ما حدث لأن (الآخرين تضربهم الزلزال والاعاصير) ونحن تعرضنا لفيضان صغير صرنا نرمي المسؤولية على مجهولين أوعلى آخر وثم آخر وهكذا بمتواليات ودرجات حسب قانون المسؤولية الأردني ونحتار أيضا وفق نص قانون العقوبات، من نحاسب وعلى من نوقع قصاصنا الأخلاقي القيمي على الأقل.
شخصيا أمني النفس بوجود شخصية مسؤولة في الدولة الاردنية يملك الشجاعة والجرأة ويعلن مسؤوليته الاخلاقية الكاملة عن فاجعة البحر الميت فيستقيل على الملاء. .
فمن هذه الجراة المطلوبة نطمئن بأن الاعتراف بالذنب فضيلة، وأننا سائرون على الصراط المستقيم في بناء الدولة المدينة الحديثة وفق نهج( كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته).
وغير ذلك بكون الكرسي بالمطلق، أهم من روح إنسانية بريئة ما زالت تمتص رحيق الحياة فيما الكرسي تاريخيا باعث على الاستهتار وباعث على الانانية ومدعاة للفساد ولفقدان حس المسؤولية الوطنية حتى عن الأجيال التى لم تولد بعد لهذا نفضل أن لا تولد حتى لا نكتوي بفراقها على حين غفلة .!
حجم كارثة البحر الميت ووقعها المأساوي الحزين يقتضي منا أن نكون على مستوي التحدي الوطني الذي تمثل بالخسارة الفاجعة لفلذات أكبادنا وشبابنا اليافع وسمعتنا الوطنية التى وضعت للأسف على المحك فيما الأخطر أن مقولتنا الأشهر الإنسان أغلى ما نملك ذابت بفعل التقادم والاستبدال..
يا هملالى على بلد كل ديك فيها على مزبلته صياح..!
يا هملالي على بلد كل ركب زلمه بترتج على وقع فاجعة غرق أطفالنا في البحر الميت فيختبئ حتى من ظله خوفا من ان تطاله المسؤولية فيحليها على سائق أو مدرسة أو سد؛ فجرته المياه فتدفق الطين وجرت معها الأجساد الطرية...
يا هملالي على بلد أول مخطوط فيه كل الابداع كان.. أحياء في البحر الميت واخر مخطوط فاض بالحزن والغضب كان أموات في البحر الميت في هذا الزمان....

نيسان ـ نشر في 2018-10-27 الساعة 12:05


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً