اتصل بنا
 

زيارة الأردنيين إلى سوريا وبعض اللغط

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2018-11-02 الساعة 16:19

نيسان ـ فرحة كبرى غمرت الأردنيين جميعا ومن كافة المنابت والأصول ،عندما تأكد فتح المعبر السوري"نصيب" ،مبعثها لأمرين جوهريين ،الأول أن الغمة زالت عن الأخوة السوريين الذين هم منا ونحن منهم ،وأن كل خير يصيبهم لا بد أن يصيبنا وبالعكس،والثاني أن التواصل الأردني- السوري بات ممكنا ،والكل يعلم أن الشقيقة سوريا هي المتنفس الوحيد للشعب الأردني.
لذلك وعندما تم فتح معبر "نصيب"الحدودي في الرمثا،كان الأردنيون يتدفقون على الشقيقة سوريا بجملة الجملة،أملا بتنشق هواء الشام العليل ،والتواصل مع الأشقاء السوريين الذي إنقطعوا عنا وإنقطعنا عنهم، لسبع سنوات عجاف تعرضنا فيها جميعا لإمتحان قاس ربما لم ينجح فيه أحد،لأن الإرهاب الأسود ضرب سوريا مغلفا بالدعم الصهيوني.
حدث لغط كبير من بعض الأخوة السوريين الذي صمدوا على أرضهم ولم تغرهم دعوات الهجرة إلى الخارج،ومعهم بعض الأخوة الأردنيين الذين يقفون مع النظام السوري من منطلقات عديدة ،وكان هذا اللغط قاسيا ويحمل أكثر من معنى ،وتمحور حول قيام الأردنيين بالتسوق من سوريا ،وتسببوا برفع الأسعار،وأضافوا أعباء جديدة على المواطنين السوريين.
قيل أيضا أن الأردنيين هم الذين يعانون من الحصار وليس السوريين ،وان ذلك واضح من طريقة التسوق الأردنية ،ولأننا توفيقيون فإننا نقول أن الأمور لا تقاس بهذاالشكل ،وعلينا أولا التركيز على وحدة الحال بين الشعبين الأردني والسوري بعيدا عن تجاذبات السياسة التي لا دخل لأحد منا فيها ،لأن ما يجري كان خارج إرادتنا وبعيدا عن تمنياتنا.
عموما فإن زيارات الأردنيين للشقيقة سوريا ليست لزيادة أعباء الحياة على الأشقاء السوريين ،بل هي دعم لهم ،لأن الأردني "المحاصر"الذي حرم من هواء الشام لسبع سنوات ،وجد كالعادة ضالته في سوريا حيث المنتجات المحلية والريق الحلو من قبل أصحاب المحلات والأكل الشامي اللذيذ في المطاعم،بمعنى أن التسوق الأردني"الجائر"كما يقول البعض أنعش الأسواق السورية ،ورفع سعر الليرة ،وأعطى برهانا للشعب السوري أننا شعب واحد ،وهمنا واحد وقاتل الله السياسة.
بدهية أخرى وهي أن حركة الشعوب الذين يتشاطرون الحدود لا تنقطع ،حتى إبان مراحل الشد وما أكثرها في الوطن العربي، ونلاحظ أننا جميعا غير قانعين او مقتنعين بما لدينا وننظر إلى ما لدى الجار الشقيق،فالأردني عندما يذهب إلى سوريا في السابق كان يقول للسوري أنه يحسدهم على ما هم فيه ،فيرد عليه السوري أننا نحن الذين نحسدكم على ما أنتم فيه من حرية وأمن وامان وهكذا دواليك.
عام 1976 عندما وصل الأردن وسوريا إلى حالة من وحدة الحال وتم التوقيع على ذلك رسميا ،شاهدنا السوريين ومن ضمنهم ضباطا وجنودا، يغزون الأسواق الأردنية في المدن الحدودية على وجه الخصوص ومن ضمنها أسواق الزرقاء ،وقاموا بتسوق"جائر" ،لأن باب الإستيراد عندنا كان مفتوحا ،بعكس الشقيقة سوريا التي كان الإنتاج فيها على أشده ،ونحن العرب بطبيعتنا نحب المستورد ،ألا نقول أن الإفرنجي برنجي؟

نيسان ـ نشر في 2018-11-02 الساعة 16:19


رأي: أسعد العزوني كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً