اتصل بنا
 

إسمعوا ذيبان لمرة واحدة

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-11-27 الساعة 09:44

نيسان ـ خرجت أزمة ذيبان التى مضى عليها أزيد من ٧ سنوات عن كونها -كما وصفت سابقا- شغب وخروج على القانون ومحاولة لي ذراع الدولة، إلى اعتبارها عند البعض الاخر ركوب الرأس اومناقرة روؤس حامية، إلى قائمة تطول وتطول من الشيطنة، إلى الاعتراف الذي لن يفسد للود قضية، ان هذه المدينة الوادعة وقضيتها المزمنة تتوجع ووجعها طال والمدينة العفيفة النظيفة الأردنية اب عن جد لا تريد من متاع الدنيا إلا القليل ولا ترغب الا ان تسمع ويسمع انينيها باصغاء شفيف.
الازمة متفق عليها، أن واقع أزمة ذيبان ومطالبها منذ عام ٢٠١١ مطالب خدمية واحساس بالإهمال وإدارة الظهر وواقع الحاجة، أن يقطع دابر كونها غدت مدينة طاردة للسكان بدلا أن تكون مدينة بالأصل جاذبة للناس بالاستقرار والاستثمار بها على أن توفر لها بعضا من المتطلبات والحاجات، لكون الأزمة في ذيبان لا تخرج عن كونها نقصا في الحاجات و"الحاجة" هنا لها دلالاتها ومضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
فذيبان كانت وما زالت بالرغم من شيطنتها الباطلةعصية، على شق الصف وهي بكل قراها وتجمعاتها، عمرها ماكانت الا حاضنة للعمل الوطني وللثقافة والفكر والايدلوجيا بكل تلويناتها اليمينية واليسارية والوسطية والوطنية وحاضنة للتاريخ والبطولات الفذة وحاضنة للاعتدال والحوار والوحدة الوطنية وعشق الوطن بلا حسابات، مثلما هي ليست عصية على الحل يا العقلاء حين نكون كلنا في حضرة العقل والوطن وفي حضرة الأردن... خاضن الكل ومعقلن الكل ومحاور الكل.
والكل يريد ان يخرج ذيبان وبالتالي البلد كله من ازمتها الطاحنة قبل ان يفقد الكل عقله وبصيرته وايمانه بوحدة الاردن ارضا وكيانا ونسيجا اجتماعيا وبالاساس الايمان بالحياة والعمل لاستمراريتها دون منغصات أو معطلات .
لم نخطئ وكذلك اخرون قبل سنوات قليلة وعلى وقع قصة انطلاق الحراك واشتداد زخمه واحقية وعدالة المطالبات والتجييش الذي نظم حوله من الطرفين حين وصف المشهد بركوب الرأس من جهة العقل الرسمي ومن جهة بعض من صانعي الحراك والسعي الحثيث للصدام مع بعض من مراكز صنع القرار فاحدهم يدفع بالدولة ان تتصدى بحزم وايذاء "للمشاغبين" وهكذا أطلق على الحراكيين المطلبيين، لأن مزاجهم يفترق ويتضاد مع مزاج الدولة التى تريد بعض من مستويات القرار ان تثبت انها صاحبة الولاية حتى على الشارع وامزجته .
وتحول الامر من ركوب الرأس الى مناقرة الروؤس الحامية طيلة اشهر عديدة .. ساهمت الحالة اياها التي سحبناها من واقعنا الاجتماعي وعلاقات المتشابكة المعقدة واسقطناها على السياسي الراهن من زواية تبسط الامر والتخفيف من غلواء الاحتقان والتجيش والتحشيد لاننا في النهاية سنصل الى ما هو سائد وبشكل محزن وسيء وكارثي على البلد وعلى الناس وعلى المستقبل وعلى الامن الاجتماعي الذي كان ويفترض أن يظل مفخرة الاردنيين .
ولا ندري كيف انفلت الوضع مؤخرا ولا ندري عن معطياته الملحة .. فهل كانت كل الاطراف تخطط الى الوصول الى هذه الحالة بمعني ان نفقد القدرة على الامساك باللحظة الحرجة ونبطل فتيل الانفجار .. كما حدث في احداث ريف درعا .. بطابعها المعيشي المطلبي فركبت اجهزة النظام السوري الامنية رأسها وكذلك المحتجون وانفتحت الحالة كما انفتحت طاقات للشاطين في العالم لتوقد النيران وتشعل الحرائق .
نحن في الاردن ما تزال الامساك باللحظة السياسية .. لحظة ادارة الازمة بذكاء ووطنية بيضاء متوفرة حتى حد معين ... تعيد الامور الى وضعها بعيدا عن نهج ركوب الرأس ومناقرة الرؤوس الحامية .. تعيدنا الى الحوار .. وتعيدنا الى الاحساس والايمان ان لا ملاذ للاردنيين الا الاردن والا فالنوافذ مشرعة مش بس لشياطين السياسة بل لسعادين تهريب السلاح والمأجورين والباحثين عن المجد الرباني بحرق البلد وحرق ناسة .
هناك ولا اقصد بلدا مجاورا فحسب من يتهيأ لتصدير ازماته والخروج من حالة الترنح الى السقوط وفي المقدمة اسرائيل اذا ظل نهج الروؤس الحامية محرك الازمة في البلد .
فيا اهلنا في ذيبان وعمان.. "الفقر بندقية تصرخ في الشوارع لا يفيدها القمع الذي هو في النهاية يريح الضمير ويجعلك تشعر دائما انك على حق ويسرك انك تفحم أناسا لا يجرؤون على رفع أصواتهم بل يثرثرون ولا يحاورون"

نيسان ـ نشر في 2018-11-27 الساعة 09:44


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً