اتصل بنا
 

بين فكي السارق السياسي والسارق العادي..أين الملاذ؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2018-12-16 الساعة 11:38

نيسان ـ ثمة سارقان في يومياتنا.. الأول" سارق عادي" اما يسرق محفظتك بخفة وذكاء، ويسرق أيضا الخليوي والسيارة وبعض من الأغراض سهلة الحمل وربما الثقيلة ولا يتوانى عن سرقة حسابك الافتراضي والبنكي وغلة حصادك وحصالة اطفالك .
والسارق الثاني يطلق عليه ب "السارق السياسي"، الذي لا يوفرك إطلاقا، فيسرق منك البسمة من على وجهك، ويسرق حلمك ومستقبلك وروحك ورزق عياك بتطرفة الزائد وموالاته المفرطة وبادعاءة الشرف والفضيلة وهو منهما براء ويسرق أيضا بعض من مواقفك وافكارك.
وهو سارق.. نحن اخترناه وقد يكون نحن انتخبناه، طواعية ورضا تام، وحشد هويات واصطفافات و فيما بعض من مستويات القرار الرسمي تحيطة بكل عنايتها وتحافظ عليه وتؤمن له كل متطلباتة ورغاباته وتدلله وتنحني لنزقة فتخشاه فترشيه بكل ما أوتيت من قباحة وبجاحةفيفوز كلاهما" بجنهم من الغضب الشعبي وفقدان الثقة والمصداقية" وبئس المصير.
وأما السارق الأول ، فلا ناقة و لاجمل لنا به، ومن المفارقة أن مؤسسات القرار الرسمي بكل أجهزتها، تبحث عنه على مدار الساعة بكل شغف وحميمية وتطوق كل أمكنة تواجده، وفي حين كل المجتمع يدينه ويؤنبه وينبذه بأسوأ الامكنة و العبارات والتهم وشتى الإدانات و ان قدر له أن يعلق له المشانق في الساحات فلا ضرر.
ونحن بكل بساطة ولاخجل نصفق ونهلل له بحماسة منقطعة النظير، طبعا" للسارق الأول" ونحمله على الأكتاف ونهتف له ونبصق بكل قوانا على السارق الأول وإن قدر لنا لدعسناه بارجلنا بلا هوادة دون أن يهتز لنا ضمير ويرف لنا جفن ..
أليس في ذلك مفارقة صادمة يا أهل النفاق والشجار الفضفاص والأصوات العالية التى لا صدى لها وتنطلق بكل افتخار وخيلاء.
وربما وهنا نعوذ بالله من هذا الزج الاضطراري والتنظير العشوائي.. فندعي أن السارق السياسي هو في النهاية.. انسان عادي، مندفع في طلب الوجاهة والمكانة والقدرة والنفوذ والقوة، فيما السارق العادي هو أيضا انسان مندفع في طلب الرزق والكسب اللامشروع المخالف للاعراف والقوانيين والأنظمة وبالطبع للمعايير الأخلاقية الوضعية.
فيما السارق السياسي يواجه دائما وإبدا بمسألة... كيف استطيع ان انفذ إرادتي بدون إن يحول الآخرون دون ذلك ودون أن اصطدم بالدهماء واغرق الآخرين بالاوهام والأكاذيب والوعود ومتواليتهما واحول دون انكشافي وعري.
وهنا يجوز لنا أن نقول وبالفم الملان أين المفر ومن أين النجاة من الفلكيين فكلاهما مؤذيان مضران بالصحة النفسية والجسدية والعقلية" والضميرية" ..؟

نيسان ـ نشر في 2018-12-16 الساعة 11:38


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً