اتصل بنا
 

الاحتجاج' وخميس الرابع' هل لنا بروح وطنية جديدة؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-01-01 الساعة 17:05

نيسان ـ الاحتجاج" وخميس الرابع" هل لنا بروح وطنية جديدة؟
الروح الاردنية، التى مرجو أن تكون لها ولادة جديدة مشرقة وضاءة، والتى ايقظتها ثقافة الاحتجاج السلمي المحمية بالقانون والمنصوص عليها بالدستور والمواثيق وضرورة مواجهة التحديات، لا الهروب منها والخوف المشروع على الوطن من المجهول وفي ذات الوقت الأمل بالمستقبل،.. ليست بحاجة إلى مزيد من التشتيت والمبارزات والدنكوشوتيات والمزايدات والاستعراضات " والمزيد من الابوات" بقدر حاجتها الى حاضنة وطنية جامعةدافئة، لا مفرقة تشع ألقا وكرامة وعزة وعدلا وكبرياء والحرص على الوطن من الضياع لا بالمسبات والشتائم والإشاعات بل بسيادة الحقائق والوقائع وبعيدا عن شرور الانقسامات والتشظيات.
وهي بالتاكيد حاضنة شاملة تعيد استنهاض و صياغة مفهوم الوطنية الاردنية الصافية التى تعمدت تاريخيا بالدماء النقية وتخلصت من الشوائب والدخلاء بالعمل المتواصل والنضال وارتكاز ا بالضرورة على تضحيات ومحن الاردنيين من ويلات التآمر والإرهاب الذي ضرب الكرك مؤخرا وإرهاب السلط أخرا وقبلها ما شاهدناه من إرهاب اعمى في اربد وفي عمان"بتفجيرات الفنادق" وتراكمات التضحيات الاردنية في فلسطين والجولان والعراق وفي الكرامة الاشم وفي كل مديات التحرر والاستقلال وتعددالمواجهات التى خضناها بشرف واباء.
ولهذا نتمسك بمشروع النهوض بمعانيه الواسعة و نشرع الأبواب والنوافذ لرياح الاصلاح ليس فحسب في مؤسسات الدولة بل في بنيان المجتمع وقطاعاته الحيوية وأهمها واخطرها قطاع التربية والتعليم فهى النبراس والضوء الساطع الذي ينير للاردنيين الطريق لصواب ومصداقية وجدية مشروعنا الوطني بالنهضة ووروشها بالاصلاح والتنمية وترسيخ الديموقراطية وصون الحريات وأولها وليس آخرها حرية التعبير وإبداء الرأي بشتى الوسائل والأشكال والصيغ المتعارف عليها عالميا والمنصوصة في شرعة حقوق الإنسان وما انبثق عنها من مواثيق ومنظمات.
خلاف ذلك نظل في حالة ردات الفعل واستخداماته وتوظيفاتها الشيطانية الشخصانيةالعجولة وتعطيل العقل بالفوضى واللهاث وراء الشعبويات الرخيصة والمناكفآت والتصفيات المعنوية .
وربما شكلت احتجاجات الخميس" وكل خميس" على الرابع حساسية للبعض أو وقف منها البعض موقف تشكيكي خصوصا حين تخرج بعض التصرفات المعيبة والسلوكيات النشاز أو حين يحاول البعض خطف براءة احتجاجات "الرابع" أو حرفها لكن الانطباع الذي تلمسه من أحاديث الناس وأحاديث نخب الصالونات الثقافية والفكرية البعيدة، عن الأدلجة.. أن في احتجاجات "الخميس" بطولة وشجاعةروح اردنية جديدة فرضتها ظروف جوية غير اعتيادية.. تمور وتتبلور على شكل مطالب خدمية ورغبة في توسيع دائرة الاصلاح والحريات واجتثاث الفساد ومحاربته والتعديل على بعض القوانيين الجائرة وبالتاكيد فان ارتفاع كلفة الحياة اليومية وارتفاع الأسعار مقابل تأكل الدخول وانحسار مظلة العدالة الاجتماعية ما يدعو للتعبير عن الغضب والظلم لكن ليست كل هذه مبررات للفوضى والإساءة للرموز الوطنية بالسباب والشتم.
فالمفكر الفرنسي موريس دوفرجية وانطلاقا من تظاهرات الطلاب في الجامعات والمعاهد الفرنسية عام ١٩٦٨ من القرن الماضي وتظاهرات السترات الصفراء الآن التى رأت فيها بعض المنابر الإعلامية الفرنسية الرزينة.. ظاهرة سياسية حديثة برزت ببروز الديمقراطيات الحديثة وانتشرت منها إلى سائر القارات متوصلين إلى أن ثقافة الاحتجاج والتظاهر شئنا أم أبينا مرتبطة بالحرية السياسية التى نصت على الدساتير المحدثة والمواثيق ومظهر هذه الحرية الاحتجاج وثقافة التظاهر والروح الوطنية الإيجابية التى تتولد وتتوالد من رحم الحريات التى نحترمها وله قدسيتها عند كل الشعوب التائقة للعدل الاجتماعي والحقوقي.
فليس هناك من خوف أو ارتياب من ثقافة الاحتجاج وإن كانت بلا رأس واضح ولا برنامج أيضا واضح للان بل يجب أن يقابل الخوف والارتياب، فرح الولادة الجديدة لروح وطنية اردنية جديدة تتشكل ملامحها ومضامينها من الحاجة للعدل والتكافل والاحساس المتين بالأمان وليس بحثا عن المكاسب الرخيصة والمناصب الوثيرة بل باننا حقيقة تحت مظلة دولة عميقة بالإنتاج والمساواة وسيادة الحريات، سيادة موزونة عادلة وضامنة للحقوق وملتزمة بالواجبات.

نيسان ـ نشر في 2019-01-01 الساعة 17:05


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً