اتصل بنا
 

الأردن والشهادة صنوان وبلا عزاء ....

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-02-17 الساعة 15:16

نيسان ـ الى الشهداء..( أحمد الجالودي ومصعب العتوم ومحمد الشرفات وصخر الزغول) ..
صباح الخير على شهداء البلقاء والوطن جميعا، و الشهداء اللذين سقطوا في كل معارك البطولة والصمود، فلقد رسم القدر لابنائه ورسموا، ان يكونوا دائما على موعد مع الشهادة، وفي كل ميدان، في الحرب وفي السلام وفي الدفاع عن الوطن وعن الأشقاء ومقارعة الإرهاب في كل مكان ، وإن يكون دمهم الانقى الأطهر قربانا لوطن، أجمل وابهى بالشهداء والشهادة وبالدم المراق من أجل قضية تساوي الوجود وتستحق منا كل التضحيات والاثار وبعيدا عن أي استخفاف بالمنجز الأردني في كل الحقب والازمان.
قدر الأردن ،قدره منذ الازل، وقدر بنيه الشهداء الأطهار واللذين ينتظرون ومن كل الأصول والمنابت ومن كل أرجاء الوطن، إن يروى تراب الوطن دائما بالدماء، ففخرنا منذ أوائل نشؤ الدولة، أن جباه الأنقياء من الاردنيين المضمخة بالعرق الطيب والعروق الدافئة الدافقة بالدم الأطهر،.. هي قصة البناء، وقصة الأردن وقصة البطولة وألتحدى والاستمرار بالحياة والتنعم بالحرية اولا والتباهي بالديمقراطية والاستقلال وبقيمة الإنسان الأردني، قبل التباهي بالمال والثروات والأبراج وناطحات السحاب والاسوار وما في الحياة من زوائل وتفاهات..
ففي لحظة فاصلة ، من لحظات الاردنيين، بين الحياة والاستشهاد كما هي فاصلة لأخر دقائق من ليل يمضي مهرولا وفجر نهار يطل علينا ببطء تتشكل وتشكلت دائما لوحة استشهاد الأردنيين من أجل وطن يتفوق على كل شيء وقضية تتفوق على كل القضايا وتساوي الوجود، فإذا هو الأردن يغرق أبناؤه الإطياب بدمائهم الزكية الأرض بالندى وبالدم الاطهر في زمان القحط والجفاف فيما الأخرون على قائمة الانتظار ينتظرون سطوع شمس الاستشهاد ليسري الدفء في أوصال الأرض وفي الشرايين وحدقات العيون.
وعلى الضفة الأخرى من الحياة يرتعش، أحدهم، يتضعصع توازنه، وهو يرى بأم عينية فلذة كبده، وهو يوارى الثرى، فيما أحدهم أيضا يذرف دمع الفراق على رفيق درب وسلاح، ومسيرة وتتلوع إحداهن ، وهى ترى حبيبها، عشيقها، زوجها أخاها، ولدها، وهو يبحث عن دفء الأرض بدلا من دفء حضنها.. فالشهداء طماعون لا يكتفون بدفء احضان الأحياء.. تراهم يهرولون بحثا عن دفء اخر من نوع آخر، هو دفء الأرض رغم ان الموت بارد لكن الأرض أكثر دفئا وحميمة من الاحضان.
نحن الاردنيون ، لا نكتفي بتلاوة فعل الصباح ونشيد الحياة، ترانا نتوق دائما لتلاوة فعل الشهادة مع نشيد صباح الخير، وصباح الحياة و نتلو صباح الخير على الوطن وهو يتعطر بدم الشهداء، لان الوطن دائما يتجدد بالشهداء والأردنيين دائما من" زمن عبدالله الأول ووصفي وهزاع ونورس اليعقوب وفراس العجلوني" وقوائم الشهداء يستعدون دائما لاحتضان الأرض الأطهر لهم، الأكثر دفئا.. في يوم جديد بارد من أيام الوطن وقد غطت جغرافياته الموحدة الواحدة على صفار التجزئيين وأصحاب الأجندات والمهووسين بالمكاسب والمغانم وعلى حساب الفقراء.
قدر الأردن ومع كل صباح جديد إن يكون دائما، على موعد مع الشهادةوالشهداء والتضحيات الغالية، من أجل وطن أجمل يستحق منا الاغلى.
فدائما في حضرة الشهادة والشهداء
لا بحر إلا بدماء
ولا صحراء إلا بماء
لاوضوء
إلا بماء
من زمزم
ومعمودية
من نهر
الوفاء
فتستقبلهم ملائكة
السماء
بالاحضان
وبالفرح
والاهازيج
والتراتيل
بلا بكاء
في حضرة الشهادة والشهداء
الأردن ابقى
فكله ضؤ
وضياء..
وشمس تعرف كيف تشرق على
قبور الشهداء
ولا تغيب
في المساء
في حضرة الشهادة والشهداء
نتلو فعل الإيمان
بالأردن
وطن الشهداء..
ولا نولي
الادبار
نهرع
إلى الشهادة بكل
الكبرياء..

نيسان ـ نشر في 2019-02-17 الساعة 15:16


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً