اتصل بنا
 

السياحة في مادبا.. لا بواكي لها

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-03-14 الساعة 10:10

نيسان ـ بعدنا بنفكر غلط ونخطط غلط ونوارب بقصد عن الصح، ونخلط في الاولويات ونتخبط في الإجراءات وندخل الشأن السياحي العام في مدينة الفسيفساء في الإرباك فنفقدها، ونحرم اهاليها والخزينة والدولة مزيدا من الاستفادات المادية والمعنوية التي وفرها التنوع السياحي الثري في مدينة تعد سياحية من الدرجة الاولى.
فقصة إطالة إقامة مدة السائح في مادبا شاهد عيان على ما جاء في الاستهلال القصدي وبالتالي تدخل في سياق سؤال المرحلة هل هي ممر أم مقر.
فالسياحة أولا وبالمطلق لا علاقة لها بالشكل، أقصد جماليات المدينة وترتيبها ونظافتها لكن علينا الاعتراف إن هذا كله عامل مساعد ومغرٍ بقدر ما نحن بحاجة إلى فكفكة معادلة ظالمة يعرفها أصحاب القرار في الشأن السياحي الوطني من حيث كون المكتب السياحي هو المتحكم والآمر الناهي بامر البرنامج السياحي المعد مسبقا لزيارة مادبا والساعات محدودة.
فالوزارة و عبر مديرياتها العاملة قاصرة وعاجزة عن حل الإشكالية المزمنة و المتمثلة بإمساك المكتب السياحي بأطراف المعادلة السياحية والقرار السياحي في مادبا وتحكمه بكل المسارات فهو الذي يتحكم باطالة مدة إقامة السائح في مادبا وتقصيرها ويختصرها لبضع ساعات محدودة ولمسارات بعينها رغم وجود ما يقرب من ٤٠ موقعا سياحيا تراثيا دينيا طبيعيا في المدينة والمحافظة ككل.
وبمعنى أن مادبا تباع سياحيا لساعات للسائح.. "فيا دوب بيوكل فيها وجبة سريعة وفي الأغلب وجبة الإفطار المعدة أيضا مسبقا" ومن النادر وجبة الغداء اضافة إلى إنه يشتري منتجا سياحيا تراثيا محليا" إن وجد" من خارج حدود المدينة من محلات منتشرة في الضواحي والأطراف تصنع أحيانا وتستورد في أغلب الأحيان منتجا تراثيا وتبيعه للسائح على إنه مصنوع في مادبا وفي ظل معادلة أطرافها ومحتكروها سائق الحافلة السياحية والدليل وبالطبع المكتب السياحي مقابل عمولات وبنسب متفاوتة فيما تجار المنتج السياحي المحلي وأصحاب محلات التحف من أبناء المدينة لا بواكي لهم ..
من زمان كنا نقول قصة السياحة في مادبا ينقصها قرار من أعلى المستويات ويتسم بالصرامة والحزم يعتبر مادبا اولا مقرا لا ممرا وبالطبع كيف نقتنع كاهالٍ وحكم محلي إن السياحة مصدر رزق للكل وهي للكل وهي بالتاكيد ليست خلاعة ومجون وعري وبالتالي هى تحتاج إلى تكاتف وتعاضد الكل و بالضرورة ان يقتنع ويؤمن أصحاب القرار في عمان إن مادبا مدينة سياحية دينية أثرية تاريخية والسياحة فيها على تنوع مثري وبالفعل هي من الدرجة الأولى لا مدينة نزهو وتزهو ب.. كم يزورها سائح شهريا وسنويا واغلبهم عابرون للشوارع لا نيام في الفنادق ونتوهم ايضا إن عبور عشرات الحافلات السياحية لشوارع مادبا وتوقفها المؤقت لبرهة من الزمن في ساحة مركز الزوار وامام المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ومقاهي دليل حركة نشطة وازدهار للسياحة في مادبا.
أعود إلى الاستهلال فالسياحة في مادبا تحديدا ليست شكلا وانسيابية الأفواج السياحية في الحيز السياحي دون عوائق وعثرات.. السياحة حتى تعم استفاداتها تحتاج أولا إلى ايمان كل أبنائها إنها للكل وللمجموع وتحتاج ثانيا إلى قرار يصوب الاختلال و الاحتكار الممارس علانية وقرار حازم يحولها لمدينة مقر للافواج السياحية لا ممرا، وتحتاج الى برامج ترفيهية محلية فلكلورية تعدها البلدية والهيئات الأهلية تغري السائح باطالة مدة إقامته.
فالسائح القادم الزائرإلينا (شبعان) حد التخمة، من كل شيء ويرغب بأن يغذي نظرة بغير ما هو مألوف ومشاهد في بلاده ويطربه بلا نشاز ويحتاج إلى من يتحدث إليه عن الحيز الذي يقطن ويمر به مؤقتا حديثا علميا سلسا موثقا وبشغف لا بثمن.
ثم وأخيرا من حقنا إن نسأل ونحن بصد الحديث عن مادبا مقرا للسياح لا ممر أين صار مشروع الترانزيت الذي عد واحدا من عوامل إطالة إقامة السائح في مدينة لا روافع لها ولاجدارات ساندة.
وهيل هوب سياحة..

نيسان ـ نشر في 2019-03-14 الساعة 10:10


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً