اتصل بنا
 

منافيستو مجزرة ' مسجدالنور' عتمة.. واستنهاض لخطاب الكراهية والاحقاد

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-03-16 الساعة 11:20

نيسان ـ المبتلون بالانفصام الحضاري لا يتورعون عن ارتكاب ما يؤكد انفصامهم من الجرائم بحق الانسانية والحضارة التى يدعونها والتى تلبسوها فتلبستهم عهرا وزورا ونفاقا.
تلك هي أولى استخلاصات، مجزرة "مسجد النور" في نيوزيلندا فجر امس الاول "الجمعة" ، التى هزت العالم بدقائق معدودات وإعادتنا جميعا إلى مربع مرعب كنا نخشاه ولا نصدق ما تنبأ به بعض المفكرين وكتاب السنيوريهات السياسية الفكرية، خلال عقدين من الزمن الماضي القريب.
فقد بشرنا بصراع الحضارات وحروب دينية وافتراقات مذهبية ما زالت عجلة التأمر تدور بها وحولها هنا في منطقتنا بالصراع السني /الشيعي والتمحور والاستقطاب حوله والصراع الاسلامي /الإسلامي بعموميتة بطابعة السياسي المصلحي والصراع المسيحي/ المسيحي والصراع الإسلامي/ المسيحي، آلتى حاولت سسلسة من الحوارات إن تطفئها وتخمده ولكن سرعان ما يطفو على السطح الخلاف لا التوافق والتكامل في الرسالات السماوية لحساب الافتراق.
وتبدو قراءة" منافيستو سفاح مسجد النور" التى تركها خلفه سفاح نيوزيلندا إن الرجل قارئ للتاريخ وقارئ باحث عن الأحقاد التاريخية لم يكتفي بتسطيرها على الورق لكنه وعن سابق ترصد وتصميم وتدبير رسمها بالرصاص وبدم بارد على أجساد سجد في رحاب بيت من بيوت الله.
والرجل السفاح ترك قبل أن يقدم على مجزرته أو اثناءها عنوانا فارقا واضحا إنه يبشر ويدعو الى العمل بسياسة الفصل والتطهيرالعنصري والدفع بالمهاجرين و الوافدين للهجرة العكسية سيما وحسب ما جاء في" ال منافيستو" إن البلاد البكر "فاضت بهم وهذه رسالة لطالما كانت عنوانا للأحزاب اليمينية المتطرفة في اوربا كفرنسا مثلا التى تهب فيها الدعوات لطرد الوافدين، كلما حركت نيرانها الجبهة الوطنية مجموعة لوبان ولغايات انتخابية وفي بريطانيا وألمانيا وهولندا والدنمراك وربما كانت جريمة صحيفة شارلي ابدو الفرنسية الأسبوعية عام ٢٠١٥ انذرا للبدء بسياسة التطهير وإشعال لفتنة التطهير العرقي الديني في أوروبا والعالم لتكون سياسة التطهير في الأراضي الفلسطينية العربيةالمحتلة في عام ١٩٤٨ و١٩٦٧ وتفريغها من سكانها وتهويد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية .. نهجا مستساغا ولا يثير الاستغراب والرفض والادانة.
والمدقق في منافيستو صاحب مجزرة مسجد النور، إن الرجل ايضا يقود نهج الاحلال فبدلا من ردم الفجوات بين الأديان والاعراق والحضارات وتلقيط نقاط الالتقاء والحوار والفهم المشترك المتبادل للحياة والإنسان والآخرة والعقاب والاجر ومفهوم الرحمة التى حملتها الرسالات السماوية قاطبة.. هو بجريمتة، مجزرته يعزز ويعمل بسلوك شيطاني فريد من نوعة قائم على صب الزيت على النار وفي ذات الوقت باطفاء وهج حوار الأديان والحضارات وافهام الجمع إن لا فائدة من رسالة عمان ووثيقة الإخوة الإنسانيةوالوئام واي نهج تقريبي بين الأديان والحضارات والاحلال محلها، الحروب وعلى شاكلة الحروب الصليبية التى استحضرها ال منافيستو السيء الذكر.
وعلى ضؤ ذلك فإن اليقين الذي لا مجال للشك فيه إن موجة الإرهاب الاعمى التي غزت العالم العربي والغربي عموما واكتوينا بنيرانها في سوريا ولبنان وعمان والقاهرة والجزائر وتونس والمغرب.. إلا من صنع أصحاب نهج التهجير العكسي للوافدين والمهاجرين وتأجيج صراع الحضارات على خلفية مذهبية مقيته وهذا النهج متغلغل في دوائر صنع القرار الاستراتيجي في أوروبا وأمريكا وإسرائيل التي تعد وتخطط وتنفذ مجازر عل شاكلة ما حدث في مسجد النور وما حدث سابقا في الحرم الإبراهيمي عام ١٩٩٤ وما يحدث في غزة باستمرار.
فالخلاصة تقول... ان هذه المنطقة والمؤمنين بما هبطت عليها من رسائل سماوية تثير غيضهم وغيرتهم واحقادهم، فالحضارة، حضارتهم التي تعمدت برسالة المحبة وبالشهادة في بيت لحم وفي مكة حضورا نبويا وانتصارا على الاوثان والوثنيين وتطهرا يرادلها إن، تعود للظلام والكراهية والدنس بأي شكل كان ولو على حساب سيل من دماء الأبرياء وبفعل المبتلين بلوثة النقاء.

نيسان ـ نشر في 2019-03-16 الساعة 11:20


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً