اتصل بنا
 

'ألمي مقطوعة يا أفندي' .. الصراخ العادل لأهل مادبا ..

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-04-03 الساعة 14:43

نيسان ـ من سنوات عديدة طويلة، وقصة انقطاع المياه عن ما يقرب من خمسة ألاف مشترك في محافظة مادبا الذي يقترب عدد سكانها من نحو ١٨٠ ألف نسمة غدت مشكلة المشاكل وحولت شتاء الناس المنتظر بلهفة وشغف، من نعمة إلى نقمة، لاسيما وهذا الانقطاع يتم في أغلب الاحيان بعد سقوط الأمطار وتسببها في عكورة آبار التزود من مياه الوالة والهيدان، البالغة ١٣ بئرا عاملة.
وقصة الانقطاع وتوقف الضخ من الآبار ليس كل الناس على دراية بتفاصيلها الخطيرة التى تشير وتكشف عنها الجهات ذات العلاقة في وزارة المياه والصحة والأجهزة الرقابية الاخرى إلى إنه مع سقوط الأمطار تفيض الوديان المجاورة لابار المياه الجوفية بما فيها من ملوثات ومكاره صحية خصوصا وذيبان بكاملها غير مشبوكة منازل المواطنين فيها بشبكة صرف صحي.
مما أجبر ويجبر الأهالي، إلى الاعتماد على الحفر الامتصاصية التى غالبا ما تفيض فيلجا الأهالي إلى أسلوب النضح عبر" تنكات" مخصصة لهذه الغاية وفي غياب الرقابة المنصوص عليها في قانون الصحة العامة يجري" كب" ألحمولات في هذه الاودية( نعيد مرة اخرى).. المجاورة لمياه آبار التزود التى بفعل فيضان مياه الأمطار والسدود تصبح مياه هذه الآبار غير صالحة للاستهلاك والتزود مما يجبر الجهات المعنية بوقف الضخ والعمل بسياسة" الدور" ومباشرة اخذ عينيات على مدار الساعة وإجراء فحوصات مخبرية عديدة للتأكد من صلاحيتها وبالطبع هذا قد يستغرق وقتا طويلا يطول كلما كان هناك سقوط للأمطار وبديمومة وباستمرار.
والبدائل.. المتوفرة بين أيدي الجهات المعنية باستمرار ضخ مياه الشرب للمواطنين وفق الدور شحيحة أيضا إما من عمان ومن القسطل وأحيانا من الديسى وبكميات محدودة تتراوح أحيانا بين ٣٠٠ م٣ في الساعة إلى ٤٠٠م٣ إلى ٦٠٠ تصل في ذروة الطلب ال ١٠٠٠م٣ لا تكفي لحاجة مادبا وذيبان وبالتالي يرتفع الصوت والتظلم و الشكاوي ولكن وفق الواقع ما باليد حيلة الا تزويد الناس المياه بالقطارة أو اللجوء لشراء تنكات مياه من القطاع الخاص الذي يسيطر عليه الاحتكار ورفع الأسعار بلا ضوابط ومضاعفة مسؤوليات الناس والزيادة في فواتير الاستهلاك اليومي ومضافا اليهامتطلبات المصاريف اليومية للاسرة.
والحلول،.. المتوفرة على المدي المنظور.. للخروج من الأزمة الشائكة هي أولا تفعيل قانون الصحة العامة بفرض رقابة شديدة على تنكات النضح وايقاع أقصى العقوبات بحق أصحابها وسائقيها ولا مانع من أن تكون الحبس والغرامة ومن ثم إيجاد مناطق بعيدة لاسعمالات تنكات النضخ فيما يشار إلى إن التلوث بفعل عشوائيات عمل تنكات النضح أوصلت التلوت إلى مياه الوزارة ومياه سيل الزرقاء ومياه منتجع حمامات ماعين وتلوث المياه الجوفية عموما في محافظة مادبا.
اما الحل على المدى البعيد فهو مكلف للغاية يحتاج للملايين الدنانير لربط لواء ذيبان المترامية الاطراف بشكبة صرف صحي أصولية كما جرى لمخيم الطالبة ولواء الجيزة بالبحث الجاد عن تمويل أجنبي للخلوص من كارثة بئيية بالمعني الشمولي للتعبير الكارثة.
وهناك حل اخر وفحواه "إن يشتبك مجلس مركزي محافظة مادبا وزير المياه بهدف انشاء محطة تنقية صغيرة تفي بالغرض مبدئيا لحين مباشرة المشروع الاكبر ربط لواء ذيبان بشكبة الصرف الصحي وبناء محطة تنقية شبيهة بمحطة تنقية الطالبية ومادبا.
وفي موضوع" ألمي مقطوعة يا أفندي"،.. تثور هواجس كثيرة ،محوره بالطبع المواطن الغلبان، الذي يحتاج" للمي" في كل ساعة من يومياته، والكلف التى يتحملها بشراء المياه من القطاع الخاص إضافة للفاتورة الربعية وارتفاعاتها المتتالية وبروز ظاهرة الاحتكار والسمسرة على ظهر المواطن الغلبان و أطرافها أصحاب الآبار الخاصة وموزعو المياه وسائقي تنكات التزود بالمياه الصالحة والفاتورة بالطبع إلى ارتفاع والصوت العالي أيضا إلى ارتفاع والخروج عن الطور مبرر ويملك وجاهة و يفترض إن له اعتبارية ويحتاج فقط لمن يسمعه ويؤخذ به..

نيسان ـ نشر في 2019-04-03 الساعة 14:43


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً