اتصل بنا
 

الأردن قويا بقراءاته للاحداث الى تركه وحيدا ينهار

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-04-08 الساعة 10:29

نيسان ـ حين تعفف الأردن عن أن يتعامل مع أحداث الاقليم ببراغماتيه مفرطة حيال ما يجري فيه و بالتحديد حين تضررت مصالحه وأمنه الوطني بفعل هذه الأحداث، بدءا من المأساة الفلسطينية وجر،.. كانت القراءة الأردنية العامة الدقيقة والمتعمقة في المشهد الاقليمي ومشهد الجوار هي التى عظمت من قوة الأردن، قوة على قوة لحين.. ان ظل وحيدا كما هو الآن، وقد عصفت به هذه الأحداث وعصرته و وهاهي تكاد تطيح به" لولا بعض من شد الحيل".. إما لإنه صلب لا يقبل بأن يفرض عليه ما يناقض ثوابته الوطنية والقومية والانسانية أو لان إمكانياته محدودة شحيحة والأغنياء من الأصدقاء والجوار يساومونه، بأسلوب وعلى طريقة" خذ قد ما بدك بنريحك بس ريحنا" .
فكانت تداعيات هذه الأحداث من" حرب الأيام السته وحرب ١٩٧٣ وحروب الخليج الأولى والثانية" إللي لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل، اللهم انها اختبرت قوميتنا وعروبتنا وحسنا الإنساني بما فيه من منظومات قيمية اخلاقية ولو ادرنا ظهرنا لها وتخلينا عن واجبنا الإنساني والقومي لما غسلتنا كل بحار ومحيطات العالم من العار.
ومن هذه الأحداث بطبيعة الحال.. الربيع العربي الذي اتخذ شكلا متفق عليه اردنيا بالحراك السلمي المطلبي وفيماكانت ساحاته ايضا فاعلة بالتداعيات السياسية المتفاعلة والمتضامنة مع ما يحدث في الاقليم.. و كلها كانت محكومة بالوعي ومحكومة بوعي ان تقليد الاخر وبسلوكة الدموي الفوضوي ومن طرفي المعادلة هو القتل والانجرار نحو مغامرات الآخرين ومنها مغامرة حرب ١٩٦٧ وامتصاص مغامرة ١٩٧٣ والانتفاضات الفلسطينية المتتالية ومغامرات الخليج المتتالية واحداث لبنان باحتلال جنوبه ودحر المحتل لاحقا حتى مغامرات الربيع العربي بنسخه المتعددة وأشكاله المختلفة ودواعيه المربية في البعض منها.. هو الموات البطيء بعينه .
ولذا كان حراكه يملك هو لا غيرة الية ضبط النفس والية عدم التورط في بعضنا البعض والنظر دائما الى ان الحوار وادوات الحوار وخاصية الاستماع والهمس سواء في الشارع او على الطاولة او تحت الطاولة مانعا من سيل الدماء والارتماء في احضان قوى الخارج تمويلا وتحريك وتسليحا !
وكلنا يدرك ويعرف إن الشارع الأردني دخل طواعية أحيانا وعنوة أحيانا اخرى في حالة من" التقليد الاعمى" مقتديا بما حدث من فوضى وانهيار أنظمة على إيقاعها كالذي، حدث في مصر واليمن وليبيا وسوريا وتونس، فيما كانت دوائر إعلامية وصحيفة اجنبية ودوائر دبلوماسية وسياسية اقليمية ودوائر استخبارية تأمل أن يتحول إلى أنهر من دماء لكن وعي الأردنيين وبصيرتهم وافقهم الواسع حالت دون هذا المشهد المرعب فكانت هذة القراءة الاردنية ألاولى القوية.
ونجحت مؤسسة الحكم وتحديدا "الملك" في وقف شعلة التظاهرات عند مستواها الأدنى فلم تقم مثلما قامت وفعلت في سورية وتونس ومصر بسكب مزيد من الزيت على نيران الاحتجاجات فتجنبتت تعميدهابالدم وبالتالي استفزازها واثارتها. ليكون هذا السلوك بمثابة عامل قوة في القراءة الاردنية الثانية وبالرغم من راهينتها ، إلا أنها كانت وضاءة وبعيدة الاثر وفيها من الحنكةوالحكمةالكثير.
أما القراءة القوية الثالثة فهي تمثلت بسرعة الاستجابة لمطالب الاحتجاجات والبدء بالإصلاحات الاقتصادية والدستورية قاطعة الطريق على تنظيم الإخوان المسلمين واستمرارهم في خطف الحراك وما أصابهم من هوان جراء ما تعرضوا له من هزيمة في مصر مع التأكيد أن تحيد المكون الفلسطيني يعد قوة صاعقةوخارقةللقراءةالاردنية للواقع الاقليمي والوطني.
وواضح أن الاحتجاجات الاردنية انطلقت من مبدأ تأمين العيش الكريم والحرية والعدالة لا المطالبة بازالة النظام أو بالاستهزاء بلغة الحراكات العربية الأخرى التى نادت بإسقاط النظام مما ابتعدنا عن التأزيم والقطيعة والصدام المسلح.
لا نريد أن نقلل من ما يجري هذه الأيام في الأردن بالدخول في دائرة توصيف الحراك السياسي المتواتر وعده بإطلاق شتى الأرقام والتسميات عليه من كونه أو اعتباره ثقافة احتجاج تحتل مكانها ووسط مطالبات خدمية يحتاجها المكون الأردني بكل تكويناته الى اختلاط الرؤية عند الأردنيين .. فهل هم ذاهبون إلى التغير السياسي بمفهومه الانقلابي الرائج أم أنهم يلهثون نحو الإصلاح الشامل باعتباره حاصل بالأصل سواء في النهج أو في المفاهيم أو السلوكيات أو العلاقات بين اللي فوق أو اللي تحت واعتبارها مفردة رائجة في الصالون السياسي النخبوي اوفي الشارع السياسي.
الحاصل أن الحراك السياسي الأردني اكتسب في الآونة الأخيرة ومن خلال قراءة قوية مفادها أن الحراك أستنفذ أغراضةمتحولاالى ترف احتجاج.
لكن من كل هذا ومع ما تشتعل في الساحة الأردنية من تجاذبات واصطفافات وصراعات.. لا أجد من مانع من القول أنا كل الجوار بما فيهم الأغنياء والفقراء وفي العالم الذي يمتلء فيه لنا أصدقاء يدركون معاناة الأردن الحقيقة ولكنهم يديرون لنا الظهر كأننا نفهم إنه يراد لنا السقوط في الهاوية ويراد لنا إن نركع على إيقاع الأزمات المالية وارتفاع نسب المديونية والفقر والبطالة كرد جميل لنا وهو رد عاهر ولا اخلاقي فقد كنا للجميع ومع الجميع وللجميع حتى حين كانت حرب المعسكرين مشتعلة وبعبع الدب الأحمر مقلق للجميع اشترعنا هنا قانون محاربة الشيوعية والزج بمن يعتنق هذه العقيدة بالسجون والتضييق عليهم وظيفيا ولقمة العيش وفرض قيود على الحريات العامة.. هي يبدو أيضا لا تشفع لنا مثلما لا يشفع لنا وقوفنا البطولي مع الأشقاء في محنهم لنصل إلى أن لا ظهر يسندنا الآن وأننا لوحدنا نؤكل كما يؤكل الثور الأبيض.
تعففنا في البدء عن ان نكون براغماتيين فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من ضرب رأسنا بالحيط أو دخلنا في الحيط كما يقولون.. فلماذا لا نعود إلى البراغماتية ذاتها من جديد ونحمي شعبنا والكيان من جديد فما بين أيدينا من أسلحة كثير منها السلا ح الفاعل.. اننا بلد قد نحوله ممرا لكل شيء ممنوع ومضر لكل من أدار لنا ظهرة فتركنا وحدنا لنواجه المصير المر إما إن نكون وطنا للأردن وللاردنيين أو لا

نيسان ـ نشر في 2019-04-08 الساعة 10:29


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً