اتصل بنا
 

المخيال الشعبي وروايات الخطف وربطنا بشعرة جنونية

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-04-11 الساعة 10:02

نيسان ـ تذكرني قصص "خطف الأطفال والصبايا وبعض السرقات على غياب المصداقية في اغلبها "وآلتى نغرق بها هذه الايام بظاهرة" الكف الأسود" التى سادت ردحا من الزمن في أواخر ستينات القرن الماضي واوائل السبعينيات "وظاهرة أبو شاكوش" في اخريات القرن الماضي وظاهرة" عيص" وإشكال ومسميات ما هب ودب من عصابات هي في معظمها أيضا من صنع مخيلة شعبية مريضة بالوهم والخرافات وقليل منها فيه بعض من الواقع، وكيف أن مسلسل الرعب إللي واضح إن خلفه معلم واحد يريد هز نفسياتنا واستقرارنا المجتمعي الأمني.
وكيف أن بعض القصص كانت محبوكة على طريقة "الفشك الفاضي" وإن جهة ما"" ما بدي أقول" لها (أجندات خاصة) ، بقدر ما إنها تتسلى بنا لأننا شعب يلهث وراء قصص التسلية ويتسامر بها و يصغي بكل حواسه للإشاعات ويفتخر بأن إحداها هو صانعها ومعممها وينساق في هذا السياق" نحو كل ممنوع مرغوب"، لاسيما ونحن لا نرغب بالحقيقة ونخاف منها ونقصيها عمدا ونترك للعامة إن تعيش في الوهم و الأساطير والخرافات وصناعة روايات أجاثا كريستى الغامضة الجديدة بطابعها الهزلي والماساوي السوبرماني احيانا بدلا من الخوض في الجد والمقلق وكيفية الخروج من المأزق وبالتالي بتريح رأسها وتضمن انها مؤقتاعلى" السيف سايد" لحين ان يقع الفأس بالرأس.
لي اقتراح "اظنة ساذج" .. يبدو أن هذا "المعلم" فاضي إشغال وهاوي أفلام وصناعة البلبلة، لماذا لا نجد له وظيفة" مقطوعة" في الروضات والحضانات لان هذه الفترة العمرية مزعجة ببكائها وصراخها وشغبها المتواصل وعدم القدرة على ضبطها ولا ينفع معها أساليب التربية الخاصة وما من وسيلة لتهدئتها إلا بأسلوب التخويف والترهيب والزجر والعقاب الجسدي احيانا مع قناعتي إنها أساليب تربوية لا تمت للعصر بشيء ولا تعالج مشكلة بل تفاقم من أزمة الخوف المتاصلة عند الناشئة التي اغلبنا عاشها وتاصلت عنده في مرحلة الصبا والشباب و الشيخوخة ولكن وكما يقولون ما باليد حيلة لكن انا اقول دائما باليد حيلة حينما نصمم ونقرر على مواجهة ما يقلق وينغص البال.
ومع كل ما يخرج من المخيلة الشعبية من تصورات واحلام وروايات وقصص مرضية يظل كل التقدم البشري والفكري والحضاري أساسه المخيلة المتوهجة المتدفقة، باعتبارها فتيل الأحلام و الاختراعات والجنون التكنولوجي والعقول المتراكمة يظل هذا النوع من المخيلات، هي التي مزقت روتين الحياة وصعوبات العيش وخلقت الرفاه وأحيانا الرعب حين تجعلك تعيش فضاء الخيال والواقع بشعرة جنونية بين الفضاء المليء بالاوهام والواقع الغارق بالروايات التى ينثرها" معلم ما"، جهة ما.. على ما فيها من تخوفات وخرافات وتوظيفات سياسة اجتماعية ذكية تخدم الشياطين الساسة والقرود في مراكز صنع القرار.

نيسان ـ نشر في 2019-04-11 الساعة 10:02


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً