اتصل بنا
 

أوهام الربيع العربي.. ارتدادات اهتزازية عمّقت جهلنا وظلاميتنا

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-04-17 الساعة 11:07

نيسان ـ كنا نعتقد و"بعض الاعتقاد اثم"، ان مخرجات "الربيع العربي ستنقلنا، تنشلنا من وهدة الأمية الفكرية والظلامية.. الى غد النور وإلى غد افضل بإنسانه المضيء المستنير، وبالتالي فان مشاريعه الإصلاحية، التي تفتقت عنه ستنهي على الاقل "السواليف الطرمة" والأمراض المعدية المتناقلة من جيل إلى آخر، فإذا بنا في كامل الوهم وبعمق الوهم ، وإذا بنا مازلنا نغرق في أمراض ما قبل الربيع للان.. كالاقليمية والطائفية والرغبة المخبؤة بالاقصاء والازاحة والشماته و فيماتبدو إنها معشعشة في العمق وملتصقة بالجلد وملازمة كالظل..،
فإذا بنا مكانك سر وأحيانا نهرول إلى البئر وإذا بها تحجب عنا الرؤيا الصح وإذا بها،.. تتسع افقيا وعاموديا، بل يخيل لنا جميعا، انها اهم مخرج يجرى تداولة على كافة المستويات وكل الكلام الاخر، الذي نسمع له وننصت له.. عبارة عن وجبات من التسويق وحصد شعبويات زائلة زائفة مقتنصة زورا وموجهة للاخر خصوصا لمؤسسات قياس الراى العام وصناعة النظريات ثم اعادة تسويقها علينا باثواب اهم ما فيها" ال بطانة " الجديدة لمزيد من التجميل والأناقة الشكلية لا أناقة العقل والسلوك والتفكير والعلاقة مع الاخر بسوية عاقلة وبندية رائدة.! إذن.. ماذا جاء به الربيع العربي ومشاريعة الإصلاحية السياسية الاجتماعية القيمة مجرد هباء وضحك على الذقون وصناعة نجوم ،بدلالة انه إذا كان انتقال شخص ما من دين إلى آخر ليثير هذه الزوابع رغم قناعتنا كلنا، إن مازاد حنون في الإسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون، بقدر ما هو مصلحة في مصلحة وتفريغ لنزوة وغريزة، وبقدر ما هو يميط اللثام عن منظرين في التربية والأخلاق لسانيا كلاميا وهو جزء من الكلاموجيا العربية، التى صنعتها الهزائم اعتقادا من أصحابها إنها قد تبرر وتقنع وقد تنقلنا من واقع مهزوز مقموع، مفتت، إلى واقع الزهو و الخيلاء وآلوهم وإذا بنا في حالة من الصحو المؤقت نري ذواتنا .. في الحضيض واذا بنا أسرى وعبيد" لفرق تسد" القبيحة وتؤاماتها اللعينة .
.. وماذا نستفيد حين يحترق معلم حضاري انساني فني كالبتراء مثلا لا نوتردام بكل إبداعياته بفعل فاعل "ربما" أو بفعل تماس كهربائي مثلا أو فيضان مائي، نهرول لنميط اللثام ايضا عن خزان مقيت من التشفي والحقد والكراهية، لأن هذا المعلم، كنيسة، معبد مسجد ملهى، ملعب مدرسة تراث أثري.. نقيض لنا،.. فنطالب جهارة بمزيد من صب الكاز عن النار المشتعلة وتنظيم فزعة لديمومة إشعال النيران، في المعلم، كتعبير عن انتصار تحقق من هذا الاحتراق، يعوضنا عن هزيمتنا الأخلاقية التاريخية من عدو جاثم في عمق الدار وقاضم مساحات من الدار ومشتت أهل الديار ومنتزع لأي أثر وملكية لأهل الدار.
لقد تبشرنا، بان أهم مخرج من مخرجات الربيع العربي، السير قدما نحو المجتمع المدني، من حقله الدلالي الذي ينتمي اليه والمقاربة الجديدة لمفهوم المجتمع المدني، التي تنطلق من افتراض مشترك بين جميع قوى الأمة وتمثيلاتها وعلى اعتبار أن المجتمع المدني المأمول التى هي بالضرورة خطوة نحو دولة حق وقانون يجمع مواطنيها ويطبق على مواطنيها بلا استثناء ولا تميز ويمنح عدالة ومساواة للجميع وبالتالي يقود نحو الدولة الوطنية بهويتها الوطنية الواحدة فيما مازلنا وفق الشواهد المرضية التي يستدعيها انتقال وايمان انسان بدين آخر وإحتراق مكان عبادة،.. نفاحص للتخلص من المجتمع الجاهلي المتخلف بالفهم السوسولوجي له وما زلنا عبيد لأمراضه أو أسرى لسلوكياته و تشظياته وارتداداته وجهله.
باختصار وبعيدا عن اللت والعجن وامتطاء الصهوات... الربيع العربي جاب لنا" القشل" وإصلاحاته عملت ارتدادات اهتزالية عمقت من التخلف والجهل وزادت من الكلاموجيا العربية وبقينا مكانك سر، نعجز عن السير إلى الأمام ونستسهل الهرولة الى البئر هربا من أوجاع العصر واهم وجع كيف تخلع عن جلدك الوسخ" والقشب" و"تقحط" طبقات من الكراهية والحقد متأصلة في العمق ومسيرة لنا وحسب الاصول والاهواء.
وفي النهاية هل يعقل إن تكون حضارة إنسانية تلتهمها النيران ومعبد تأكله نيران ويحوطه الظلم البشري وفي ذات الوقت يكون مدعاة لفيضان خزان من الحقد والكراهية واستحضار ثارات.

نيسان ـ نشر في 2019-04-17 الساعة 11:07


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً