رزق الهبل على المجانين أم طفرات ثقافية بالخليج بالملايين

نيسان ـ سباق تسلح ثقافي فني يغزو دول الخليج العربي وبشكل لافت للانظار فانشاء متحف متكامل في احد الدول البترولية كلف ٤٣٤ مليون دولار، ودولة أخرى قد تصل الكلفة الإنشائية نحو ٦٠٠ مليون دولار ويستقدم لهذه المشاريع خبراء وفنانين عالميين وبرواتب فلكية وينصب في ميادينها وساحاتها تماثيل واصنام لبوذا مثلا بكلف عالية.
السؤال المطروح الآن، هل هذه المشاريع "بعزقة" أموال أم بطر أو عناية فائقة طارئة بالثقافة والفن والتراث والموروث وتطويره وتنميته وحمايته من الذوبان و الاندثار وفي سياق معادلة الأصالة والمعاصرة.؟
والسؤال الآخر الملح، هل هذا التوجه يشير إلى انكفاء الدور الآخر المشبوه التخريبي في اغلبه ودورالتدخل في الشوؤن الداخلية للدول وحبك المؤامرات و الانقلابات والحروب الأهلية و شحن وتجييش اقتتال الإخوة وإعلام التهييج والتهريج وانطلاق من دور واهم،.. اننا دول صانعة لسياسات الإقليمية والقرارات العالمية ودول محورية مهيوبة الجانب، أم أنه دور دولة" البقرة الحلوب" ال منهوبة والمضحوك عليها ومسروقة أموال شعوبها وثرواته تحت عناوين ويافطات تارة عسكرية تنافسية وعسكرية مجتماعاتها ليس لخوض معارك مصيرية بل لادامة العروش والكراسي والقهر وتارة ثقافية فنية وتارة تامرية وعمرانية و تخريبية وتفاخرية استثمارية وبذخ استهلاكي من الصنف الاول.
يا خوفي من أن المقولة الشعبية" رزق الهبل على المجانين" سارية المفعول على دول البترول الذي يقترب ذهبها الاسود من حالة النضوب والسرقة المحمية بالبلطجة الدولية وعلى المكشوف فيما جموع الجموع من الأهل يفتك بها الجوع والمرض والامية.
عيني عليك يا الشعوب المنهوبة المقهورة
وخزائنك المسروقة
ودول وشعوب أخرى تثري على البارد المستريح وهي مصمودة كالعروس ليلة دخلتها المعهودة..
مادبا 28/4/2019