اتصل بنا
 

'تمدنا' ... مليون لا.. بل زدنا تخلفا؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-04-30 الساعة 09:54

نيسان ـ .. لم نتمدن إلا في المظهر والشكل فمن الداخل وفي العقلية وفي التفكير الله، الله.. على القيود والاصفاد والسلوكيات المشينة من كل قطر واغنية ومن كل نوع وشكل وجنس واخر مشاهدتها المقززة رمي جثث كلاب نافقة على مقابر في (اليادودة بضع كليومترات عن عمان) ناهيك عن قوى الشد إلى الوراء التى ما زالت تعيق تقدمنا و تبقي على مراوحتنا لامكنتنا تحت الشمس.
فيما الآخر وصل القمر ويحاول اقتحام مجاهل ومجرات وكواكب أخرى ونحن غرقنا في التشكيك بالوصول للقمر، و قدرتنا على اكتشاف ملامح واسس لحياة أرحب وأغنىى وانظف في الموارد وأقل ضررا ومرضا مما على الأرض التى هي يوما بعد يوم تضيق بنا وفي ما بعد القمر.
فحروبنا على الأرض لم تشفي غليلنا الحيواني وتشبعنا دماء وجثث فبحثنا وهرولناعلى لافتعال حروب في الفضاء وتزاحم وتنافس على الفضاء، فجادت قريحتنا المريضة ومخليتنا الواسعة بحروب و استراتيجيات في الفضاء كحرب الكواكب والنجوم مثلا فجسدناها على الشاشات الصغيرة والكبيرة وتلهفنا عليها وعلى متابعتها واقتنائها كتابا واشرطة فديويهات وسناريوهات.
لا توهمني كثرة الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث وارتفاع نسب التعلم وانخفاض نسبة الأمية وأمتلاك ناصية التقنيات الحديثة ومنها وسائل الاتصال والتواصل فهذا كله في اللحم لا في العظم ولا في العقل كون العلم والتعلم حشو في حشو وهذا كله مجردمسايرة مماشاة شكلية مظهرية تقليدية لما وصله الآخر مع التأكيد أنني لا أبهر ولا بنجر لمقولة الافرنجي برنجي ما دام اصلي وفصلي يعتبر المرأة عورة ويرى إن وسائل الاتصال الحديثة تؤكد على ظاهرة الكذب وتمريره وإنها وسائل للتسلية وقضاء وتمضية أوقات الفراغ والتلصلص على الممنوعات.
فيما نحن ما زلنا غرقى في البحث.. هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟، ونقلنا الجدل إلى المختبرات ومدرجات الجامعات والمؤسسات البحثية والمعاهد ومراكز ومقار ودور الفتاوي وما زال البحث والجدل جاريا، مستمرا عصرا بعد عصر وجيلا بعد جيل ولن ولم نصل للحسم بعد .
فكوها سيرة ما زلنا في عصر الحريم والزير سالم وألف ليلة وليلة والجواري و الغلمان وشراء الذمم واشعار التمجيد والتفخيم ورضى السلطان.
ما زال النزق يكبلنا ويدفعنا لسلوكيات مشينة لا تغني ولا تسمن ولا تاخد بثار ما كان مثلا نضع جثث كلاب نافقة على مقابر مواتنا في اليادودة آخر مشهد لتخلفنا وإدانة فاضحة لتمدننا الموهوم الكاذب، أو ننتهك حرمة المقابر ونعبث بجثث مواتا.
ماذا حل بنا، ماذا، أصابنا
هل فقدنا مروتنا وانسانيتنا وانسقنا لغرائزنا وحيواناتنا الكامنة الداخلية وصرنا أصنام أو أحجار شطرنج تحركنا أصابع ملوثة وعقليات مريضة..
ماذا حل بكم يا قوم
مادبا ٣٠/٤/2019

نيسان ـ نشر في 2019-04-30 الساعة 09:54


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً