اتصل بنا
 

' التعديل'.. رجل قدام رجل ورا لا يحل المشكلات

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-05-07 الساعة 12:50

نيسان ـ من المعيب أن يكون. استبدال نهج سياسي ما واستبدال بعض من رموزه وأدواته واستجابة لمتطلبات المرحلة، يجري عل طريقة.. " رجل قدام رجل ورا" والنظر بنص عين إلى حراك الرابع ومن زاوية قصر النظر أو الإصابة بعمى الألوان والهوس بالعدد والكم المتواجد عليه ..بالقدر الذي غدت فيه مشكلات الاردن مركبة, والبحث عن اسباب المشاكل بتجميدها وبإقالة هذا أو ذاك وتغيير هذا النهج ورموزه ووفقا للمزاج مثلما حاولنا إن نبحث عن أسباب ومعطيات العنف المجتمي والجامعي تخصيصا فتحولت الاسباب المقرؤة أصلا الى طابع وتفاصيل مركبة ايضا كما التعديل الوزاري المرتقب يلامس ويحسس على المشكلات فيقراها بطريقة جبر الخواطر ويخدرها ويخدرنا" تاركينها للايام" فيدخلنا في دوامات لا اول لها ولا اخر .
وحين ,نقر بان ما نعاني منه ليس أزمة تعديل في الوزارة وتغييرها أو إقالتها،.. بل هو ازمة التحولات وهي ازمة طاحنة لانها فرضت وستفرض سلوكيات جديدة ومفاهيم جديدة وقيم جديدة وبالتالي تنشيء مجتمعا مدنيا جديدا محكوم بالقانون وبالفرص المتساوية والعدالة وبمنظومة اخلاق ونقر على ضوء ذلك بمبدأالقبول بالاخر .. اظن ان الامور ستهدأ ونرضي بالامر الواقع الجديد فلا يعنينا التعديل الوزاري المنتظر الذي هو على أحر من الجمر عند الكثيرين.
لكن ,حين يصر بعض من المحللين واصحاب النوايا المبيتة .. ان حالة التوتر التي يتسم بها المجتمع الاردني الان هي ناجمة عن احساس الاردني إن الوزارة الحالية فقدت اهليتها وإن الناس ملت من وجودها ووجووها وإنها وزارة ايلة للتفكيك وان الهوية التى تحتمي خلفها وهى كما افهمنا.. هوية باعثة للنهضة ولعقد اجتماعي، صارت بالقادم مرشحة للذوبان والتحلل لصالح هوية حصد شعبويات وهوية جبايات وهوية تعقيد الأمور الحياتية على المواطن وصارت مساراتها تخرج عن نطاق السيطرة وتدخل برضي تام في صراع الهويات الذي كنا نعدة ترفا يستهوي البعض كي يظلوا على الساحة او محور الاهتمام .
نحن ..على يقين ان حالة التوتر, الذي يعيشها الاردني في البيت في الشارع في الجامع ,في الكنيسة في الجامعه في المدرسة في العمل , حتي في الروضات .. ليست ضيق عيش او ازمة معيشية .. بل هي خوف من مجهول قادم يفاقهما أزمة الهوية المجهولة للسلطة التنفيذية" الوزارة" وأي رتوشات وتزويقات إصابتها وستصيبها وفقدان المجلس النيابي لبوصلته فدخل هو ايضا في أتون صراع الشعبويات على حساب إنجاز التشريعات والمسائلات والرقابة والمحاسبة! ,ومن تخلية عن دور ومرحلة .. لصالح دور ومرحلة, لم يستعد لها وهو يفضل البقاء على حالة خوفا من ان تنتزع منه مكاسب ومميزات صارت بالنسبة له.. حقوق مكتسبة وليست منقوصة لا تقبل التجنيس او ارقاما وطنية معروضة على طاولة المساومات والمقايضات.!!
فقط الاردنيون يخشون التحولات الاجتماعية الطبيعية فمامروا به طيلة عقود ..,هي مجرد حرق مراحل وقفز ميكانيكي وتلبس ادوار وقيم وسلوكيات طارئة فرضتها الحقبة النفطية.!
ويخافون بالتالي على اوهامهم..لهذا غزاهم التوتر وتعقد المشكلات وتشعباتها وتوالدتها و استشراءالعنف والعنف المضاد وحتمية الولادات و لكنهم بالكاد سيعبرون مرحلة الطلق.!!
هم يتمسكون بالوهم على حساب الحلم والرؤي والولادات الطبيعيه لهذا هم يلهثون وراء خربشات التعديلات والتبديلات الوزارية فيما جلالة الملك أطلق بجرأة غير مسبوقةرصاصة الانقلاب الأبيض في أخطر مؤسسات الدولة الأمنية ودون أن يهاب..!!

نيسان ـ نشر في 2019-05-07 الساعة 12:50


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً