اتصل بنا
 

ازمة بني حسن

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-05-15 الساعة 01:29

ازمة بني حسن ـ بقلم: منصور
نيسان ـ مر نحو عام ونصف على تبلور حراك سياسي داخل قبيلة بني حسن كانت شرارة انطلاقه من دوار الشهيد راشد الزيود. الحراك حينها انطلق عبر دعوة على الفيس بوك انتظم فيها نحو ٩٠ الف مشترك وصل منهم إلى صحن الدوار نحو ١٥٠٠ شخص كان جلهم من بني حسن، سرعان من انتهت تلك الفعالية التي اعقبها عدة فعاليات كانت اقل زخما حتى انتهت تلك التجربة، التي فتحت افق لتشكل تيار حراك احرار بني حسن،كانت فعالية الدوار هي الشرارة التي جمعتهم لتأسيس حراكهم.
على غرار الحركات المناطقية والعشائرية الاخرى انخرط الحراكيون بالعمل العام مشاركين بشكل منتظم باي فعالية في المحفاظات والعاصمة عمان، بالإضافة إلى دعوتهم لعدد من الاجتماعات السياسية في مضارب القبيلة.
لعل التحرك الاهم كان ابان احداث رمضان الماضي اذ كانت قبيلة بني حسن تقود اعنف الاحتجاجات في الزرقاء والمفرق وجرش حيث اغلقت الطرق الرئيسية ومداخل المدن وكانت الإطارات المشتعلة والشعارات الجذرية هي عنوان تلك التحركات.
كانت بيانات الحراك تذهب في مجملها لرفع شعارات وطنية تتعلق بالاصلاح ومحاربة الفساد، بينما كانت القوى التقليدية تعلن تبرمها واستنكارها لتلك التحركات، مسنوده تلك القوى بمزاج رسمي يسعى لمحاصرة الظاهرة.
عمليا لم يتمكن الحراك من تحقيق اختراق كبير على المستوى السياسي، خصوصا ان تصاعد حراكهم جاء في ظل تراجع الزخم الحراكي، وهو ما أدى إلى جنوح الحراك نحو التشدد والتصعيد في الخطاب والفعالية.
لعل ما جرى مؤخرا ينسجم مع حالة تململ وطنية عامة وازمة حادة تتصاعد بشكل مطرد، وتنسجم مع تجربة التحرك العشائري الذي مر في الأعوام السابقة بذات المنحنى من حيث التشكل العفوي ومن ثم محاولة التنظيم والانتظام ومن ثم تصعيد يؤدي إلى تراجع الظاهرة وانحسارها ونماذج ذيبان وحي الطفايلة ومعان اكبر شواهد على تلك المسارات.
لعل تلك الحركات والتداعيات الداخلية مناطقيا تكشف عن حجم الازمة في المحافظات وداخل قاعدة النظام التاريخية، وهي ازمة تواجه الحراك بوصفه الفاعل الساعي لتغيير الوضع القائم، والنخب التي تمثل تلك الفئات التي تعجز عن ضبط ايقاع قواعدهم الاجتماعية المتملمة.
بين الحراك ، والنخب العاجزة تكشف تلك الاحداث ان الطرف القادر على دفع عجلة التغيير ووضع اطارها العام والعمل على نقله الى ارض الواقع هي النخب البديلة والتي تقف الى اليوم موقف المتفرج عاجزة عن المبادرة بفعل ارتهانها التاريخي الانتهازي الذي يدرك ان الاعتراف الاجتماعي بهم كنخب لا يكون الا عبر بوابة السلطة، وهي فئة اجتماعية إنتقلت عمليا من موقع المؤيد لمشروع النظام، إلى موقع المحايد، وهي مرحلة مؤقته، سيكون على تلك النخب ان تجيب على سؤال وجودها ومشروعها ومصالحها المطروح اليوم بشكل موارب.

نيسان ـ نشر في 2019-05-15 الساعة 01:29


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً