اتصل بنا
 

صفقة القرن

نيسان ـ نشر في 2019-05-26 الساعة 15:02

نيسان ـ كثر الحديث والجدل حول ما يسمى صفقة القرن وبدأت التأويلات والتفسيرات لهذه القصة كل حسب فهمه وتعاطيه لهذه القنبلة التي تم قذفها في الشارع العربي بصورة عشوائية من قبل واشنطن وحلفاؤها.
صفقة القرن هي تتويج لما بدأ منذ عام 1917 واتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم والي تجلى تداعياته بإحتلال الاراضي الفلسطينية عام 48 وليس انتهاء بإحتلال عام 67 إضافة إلى إحتلال الجولان السوري .
منذ تلك الحقبة والعالم بأكمله دول ٌ ومنظمات دولية تطرح شعارات حل القضية الفلسطينية تحت مسميات مختلفة أبرزها الأرض مقابل السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانتهاءاً بمبادرة السلام العربية في بيروت التي تم الإلتفاف عليها ووأدها كلياً ليبدأ ما يسمى الشرعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة بغزو العراق وتدميره كاملا لتأتي فترة ما سمي الربيع العربي أو الفوضى الخلاقة حسب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس كان أبرز نتائجها سقوط العديد من الأنظمة بحجة نشر الديمقراطية والعدالة والقضاء على الدكتاتوريات المستبدة.
ليصل الأمر إلى شام العرب لإطباق الخناق عليها وبقاء العرب في مستنقع الفقر والجوع والفوضى والإرهاب والبحث واللهاث فقط وراء لقمة الخبز .
إدارة الرئيس الأمريكي التي جاءت إلى سدة الحكم في البيت الأبيض من خلال صناديق الاقتراع حاولت مباشرة تقديم حلول لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط بإعلان القدس الموحدة عاصمة أبدية لكيان الإحتلال وإلغاء الدعم المقدم من الأمم المتحدة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية التي تستضيف على أراضيها لاجئين فلسطينيين مثل الاردن وسوريا ولبنان ليتوج ترامب هذه الخطوات بإعتبار الجولان السوري المحتل أراض ٍ إسرائيلية.
أما محلياً وعلى الساحة الأردنية فقد استجابت الدولة وتحت الضغط والتهديد المبطن بقطع المساعدات الدولية عن اتخاذ حزمة و مجموعة من الإجراءات التي مرت على الشعب ونواب الشعب مرور الكرام من أبرزها تجنيس أبناء الاردنيات والسماح للغزيين المتواجدين على الأراضي الأردنية بإستملاك شقة سكنية ووسيلة تقل بكب آب على طريق التوطين النهائي وإلغاء صفة اللاجئ ما يعني في نهاية الأمر أن كل الأردنيين من أصل فلسطيني هم الان أردنيين بحكم القانون ولهم جميع الحقوق والواجبات التي نص عليها الدستور.
ويبقى موضوع الوصايا الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف والأقصى المبارك رمزياً تحت وصاية الاردن على أن تكون السيادة المطلقة في نهاية المطاف لكيان الإحتلال في التصرف ما يعني أن هذا الملف شكليا ومعنويا وماديا تابع الاردن وعلى مساحة أعتقد أنها لا تتجاوز حدود أربعين دونماً .
والحراك الاردني الان الرافض وبشكل مطلق لكل مخرجات صفقة القرن إيجابي ويجب تفويته والبناء عليه بكل السبل والوسائل لإنه طوق النجاة وضمام الأمان لفلسطين وأهلها والأردن وشعبه.
على أرض الواقع تم تصفية القضية الفلسطينية والحديث فيها عربيا وإسلامياً وحتى فلسطينيا ً لا يتجاوز فقط الشجون والعواطف والآمال والتطلعات فهناك دولة أصبح لها وجود وأن كانت نشازلكنها ترسم وتحكم وتدير ملف المنطقة كاملاً وتستطيع خربطة الأوراق وبعثرتها كما تشاء وفي أي وقت تريد وتبقى إرادة الله عز وجل نافذة في ظل سياسة الانكسار والإستكانة العربية .

نيسان ـ نشر في 2019-05-26 الساعة 15:02


رأي: أمجد السنيد

الكلمات الأكثر بحثاً