اتصل بنا
 

مسيحيو مأدبا... صُنّاع المحبّة

نيسان ـ نشر في 2019-05-28 الساعة 01:52

نيسان ـ في اللحظات التي سبقت آذان المغرب لهذا اليوم الاثنين، ونحن نجلس حول موائد الافطار التي دعا إليها إبن مادبا المعروف وضّاح جميعان، قلت لمفتي مأدبا الجالس بجانبي : "ما أجمل هذا المشهد الذي يُميّز الأردن، وما أجمل الأخوة المسيحيين في مادبا الذين بأخلاقهم اتعبوا فينا الرد بالمثل".
عشرات من مسيحيي مادبا يقفون في استقبال المدعوين من المسلمين، وكم هي الابتسامات والضحكات والعِناق والفرح الذي يعم جمعيّة الازدهار (ديوان الكرادشة)، وكم هي المحبة والاحترام والتقدير الذي ارسى دعائمه وتوارثه أبناء مادبا عن أجدادهم كما قال "المعزّب" جميعان أثناء ترحيبه بالحضور.
وفي هذه اللحظات الإيمانية من غروب الشمس التي يحضرها المئات من مختلف عشائر مادبا، تجد نفسك وتلقائياً تدعو الله أن يحمي هذا الوطن بحجم ما فيه من تعاضد ومحبة ووئام.
وفي هذه اللحظات أيضاً ترى المسيحيون يقفون جانباً ليفسحون المجال للمسلمين أن يتناولوا الافطار في الوقت الذي تجد فيه إصرار المسلمون أن يشاركهم المسيحيون الطعام.
وفي هذه اللحظات أيضاً كان المسيحي الذي يقف معنا على المائدة، يفتح عبوة الماء للمسلم ليشرب، وكلاهما لا يعرفا بعضهما إذ قال وهو يُعطيهِ إياها : وتعاونوا على الإيمان.
هذه هي الأخوّة العميقة النابعة من القلب وليس الشكلية، لا بل هي تقليدُ محبة متوارث وراسخ في عقول وقلوب أبناء محافظة مادبا الذين يتبادلون الدعوات في رمضان مِن كل عام.
أخيراً، أن يدعوك أخوك المسيحي لتناول الافطار هي دعوة مقدسة لا تُرد، ولا يُمكن أن نوفيها حقها ورمزيتها .

نيسان ـ نشر في 2019-05-28 الساعة 01:52


رأي: د. زياد الشخانبة

الكلمات الأكثر بحثاً