اتصل بنا
 

مشاركة الأردنيات بالقوى العاملة الأدنى عالميا

نيسان ـ نشر في 2019-06-30 الساعة 11:04

x
نيسان ـ قالت دراسة حديثة صادرة عن البنك الدولي، إن مشاركة النساء في القوى العاملة في الأردن الأدنى في العالم ضمن الدول التي لا تشهد حروبا.
وأضافت الدراسة التي جاءت بعنوان “قياس المعايير الاجتماعية حول الإناث -مشاركة القوى العاملة في الأردن”، أنه رغم أن المرأة الأردنية من بين أكثر النساء تعليماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (53 % من خريجي الجامعات هم من النساء)، إلا أن نسب مشاركتها ضعيفة فقد بلغت مشاركة الإناث في القوى العاملة 14 %، مقارنة بـ64 % بين الرجال.
وأكدت أن المعايير الاجتماعية تلعب دوراً رئيسياً في نتائج سوق العمل بالنسبة للنساء. لكن المعايير الاجتماعية ليست داخلية بعمق بحيث لا يوجد مجال كبير للتدخلات -فمعظم النساء غير العاملات يرغبن في العمل، وفقا لما نشرت يومية الغد.
وقالت إن 96 % من الأردنيين رجالا ونساء، مع مشاركة المرأة في القوى العاملة، وهي نسبة استنتجتها الدراسة عن طرح السؤال بشكل عام على أفراد العينة؛ حيث إن هذه النسبة تنخفض عندما تم توجيه أسئلة أكثر تحديدا عن مشاركة المرأة في سوق العمل.
واستندت الدراسة على إجراء استطلاع رئيسي يعتمد على عينة مكونة من 2،007 من العائلات منخفضة إلى متوسطة الدخل في المناطق الحضرية وشبه الحضرية في عمان والزرقاء والمفرق، وتم إجراء هذا الاستطلاع بين آذار ونيسان 2018. وبالنظر إلى انخفاض معدل مشاركة النساء في القوى العاملة في الأردن، كانت منهجية أخذ العينات عينة عنقودية طبقية.
وقالت الدراسة إنه على الرغم من انخفاض معدل المشاركة في القوى العاملة السائدة بين النساء في الأردن، كان هناك قبول واسع النطاق لمشاركة النساء في سوق العمل؛ حيث أجاب 96 % من العينة (رجالا ونساء) أنهم مع فكرة عمل النساء.
ومع ذلك، جاء هذا الدعم العام لفكرة عمل المرأة مع محاذير مهمة، وانخفض بشكل مطرد؛ حيث تم تحديد معلومات إضافية حول طبيعة الوظيفة أو المرأة العاملة.
وأشارت الدراسة الى أن 80 % كانوا على ما يرام مع النساء العاملات خارج المنزل، بينما 72 % كانوا بخير مع النساء المتزوجات العاملات.
وكان سؤال “عمل النساء بعد الساعة الخامسة مساء” قلل من مقبولية النساء العاملات بشكل عام إلى 26 %.
وبالنظر إلى أن العديد من الوظائف، لا سيما الوظائف في القطاع الخاص، والتي تعمل فيها 72 % من النساء العاملات في العينة، غالباً ما تنطوي على العمل في بيئات مختلطة بين الجنسين والعمل حتى الساعة 5 مساء، فإن هذه الآراء يمكن أن تقيد بشدة خيارات العمل بالنسبة للمرأة على أرض الواقع.
وبشكل عام، تخلص الدراسة الى أن “المعايير الاجتماعية السائدة” قد تكون دقيقة وذات تأثير كبير على وجهات نظر وقرارات الأشخاص حول عمل النساء، ونتيجة لذلك، يمكن أن تكون الإجابات عن الأسئلة البسيطة العامة نعم/لا فيما يتعلق بدعم مشاركة النساء في سوق العمل مضللة، ولا بد من التركيز على العوامل والمعايير الاجتماعية السائدة التي غيرت من الإجابات.
وتشير الدراسة الى أن التوقعات الاجتماعية هي “ببساطة مجموع المعتقدات الشخصية لجميع المشاركين في العينة”.
وتقول الدراسة إنه بالرغم من أن 96 % من أفراد العينة يعتقدون أنه من الجيد للمرأة أن تعمل، فقد قدروا، في المتوسط، أن 63 % من الناس الذين يعيشون في محيطهم يعتقدون الشيء نفسه، وهو ما يسمى، وفق الدراسة، بـ”تجاهل الأغلبية”.
ويعرّف “تجاهل الأغلبية” (Pluralistic ignorance)، في علم النفس الاجتماعي بأنه حالة يرفض فيها الأغلبية سلوكا معينا، ولكن يفترضون أن معظم الآخرين يتقبلونه، فيخافون إعلان رفضهم لهذا السلوك أو هذه العادة، مما يساعد على ترسيخ هذه العادة أو السلوك في المجتمع. عادات وسلوكيات لا يؤمن بها أحد، ولكن كل فرد يعتقد أن كل شخص يؤمن بها. هذه الظاهرة قد تساعد على ترسيخ مبادئ وعادات وسلوكيات قد تكون في الواقع مرفوضة من معظم العامة.
وكانت المعتقدات الشخصية أكثر “ليبرالية” من التوقعات المعيارية الاجتماعية فيما يتعلق بالنساء اللاتي يعملن خارج المنزل والنساء اللاتي يعملن إذا تزوجن. من ناحية أخرى، كانت المعتقدات الشخصية أكثر تحفظا “من التوقعات المعيارية الاجتماعية فيما يتعلق بالنساء اللاتي يعملن مع الرجال، والنساء اللاتي يعملن حتى الساعة 5 مساء”.
وتظهر الصورة التي رأى المستجيبون الأردنيون أنفسهم “أكثر ليبرالية” من غيرهم عندما يتعلق الأمر بدعم حق المرأة في العمل، ولكن “أكثر تحفظا” من الآخرين عندما يتعلق الأمر بحماية النساء من المخاطر الجسدية والسمعة “في العمل المتأخر بعد الخامسة”.
ووفقا للدراسة، فإن 56 % من النساء يتوقعن أن لا يعارضن نظراءهن من النساء العاملات في بيئات مختلطة بين الجنسين، وقال 26 % فقط إنهم لا يعارضون ذلك.
وبالمثل، توقع 49 % من النساء أن يوافق أزواجهن العمل بعد الساعة 5 مساء، ولكن في الواقع 17 % من هؤلاء الرجال كانوا على ما يرام مع هذا؛ حيث إن “النساء في هذه الحالات يبالغن في تقدير مدى تحرر أزواجهن”.
وفي مجال السلامة والسمعة، كانت التوقعات الشخصية، من جانب الرجال والنساء، متوافقة إلى حد كبير مع المعتقدات الشخصية، والجدير بالذكر أن المعتقدات والتوقعات الشخصية تشير جميعها إلى أنه عندما تعمل المرأة، فإن ذلك يشير إلى أن الأسرة في “حاجة مالية”. وهذا يشير إلى أن إيجاد طرق لمواجهة تصور الحاجة المالية من جانب الأسر التي تعمل فيها المرأة يكون وسيلة مثمرة أخرى لرسائل الأعراف الاجتماعية.
وأشارت الدراسة الى أن النساء العاملات هن الأكثر “ليبرالية” في معتقداتهن وتوقعاتهن في العموم، يتبعهن رجال مع نظرائهم العاملين، ثم غير العاملات النساء، وأخيرا الرجال غير العاملين.

نيسان ـ نشر في 2019-06-30 الساعة 11:04

الكلمات الأكثر بحثاً