اتصل بنا
 

حزب الادارة العامة

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-09-04 الساعة 14:39

نيسان ـ يعقد غدا في دوار الحجايا (الرابع) فعالية وطنية كبرى، تحت عنوان مطلبي يتعلق بحق المعلمين بالحصول على علاوة 50 بالمائة، والتي تقدرها الحكومة ب 112 مليون دينار سنويا، وهو رقم متواضع اذا ما تم قياسه على كادر المعلمين في الاردن 120 الف معلم مقارنة مع صرف الحكومة 100 مليون على فضائية لم تقدم جديد او خسارة الحكومة بفعل قرار رفع الدعم عن الخبز الذي قال نائب رئيس الوزراء انه كلف الدولة 270 مليون، او قرارات الحكومة الاقتصادية التي ادت الى تراجع ايراداتها بنحو 230 مليون على اساس سنوي.
لعل اهمية تحرك يوم غد المؤسس على اساس مطلبي لأعرض شريحة من الموظفين العامين، بالتالي فتح الافق امام باقي شرائح الموظفين للمطالبة بحقوقهم، تمكن اهمية هذه الفعالية في انها تأتي في مسار تصليب العمل النقابي وعودة الروح لهذه المؤسسات الاهلية ، في مواجهة حالة العجز داخل مجمع النقابات، التي تعاني من ازمة تاريخية تطال خياراتها الداخلية على مستوى التيارات التي تعتمل داخلها، ومستوى اشتباكها في الهم العام، اضافة الى ان هذه النقابة تمتلك ادوات قاهرة لا يمكن مواجهتا.
على المستوى الوطني، يمكن القول ان الادوار التي تقوم بها النقابة في دفع وتعظيم (الاحتشاد) استنادا الى شأن عام وطني، يمثل محطة ومصلحة وطنية عامة تأتي على حساب خطاب المحاصصة الفئوي والمناطقي، الذي كان في الغالب يؤدي الى حالة من التخلي الاجتماعي عن اي مطلب يغلف بهذه الصيغ وان كان مطلب محق.
لعل اهمية هذا التحرك تمثل ايضا انها تؤسس الى بلورة قيادات ونخب وطنية مجربة وفاعلية ينتجها ميدان الصراع في مواجهة عملية (تنخيب) الاردنيين استنادا الى سجلهم الامني ومنطق توزيع السلطة (المحاصصاتي ) الذي ادى الى افقار الادارة العامة وترديها.
تمر المنطقة العربية والعالم في مرحلة انتقالية كبرى، وبلدنا يمر بهذه المرحلة منذ نحو عقد ونصف، ولعل فعالية التاريخ ومكره ايضا، يؤسسان لتراجع القوى القديمة على مستوى السلطة والمعارضة اي النظام السياسي بعمومه، فاتحه الافق للقوى البديلة لصياغة برنامجها ورؤيتها وفق منطق التسويات التاريخية الموضوعية التي ستؤسس الى تسوية تاريخية على المستوى الوطني تزيح كل الراسب التاريخي في بلادنا فاتحه الافق لصيغة جديدة، يكون عنوانها الوطني العريض دولة وطنية ديمقراطية وعلمانية.
لعل اهمية ما يجري اليوم على المستوى الوطني ، يمثل في ان عجز الادارة العامة عن انتاج نخبها وفق المنطق القديم يتم الاجابة عليه من خلال ان الادارة العامة قادرة على خلق مسار اخر لانتاج النخب الوطنية، وهذا بحد ذاته رد على فكرة صياغة مسار نخبوي عنوانه الدولة المدنية وتيارها وادواتها، بالاضافة الى ان تيار (الاذعان) الذي هيمن على مفاصل القرار اليوم يواجه رد تاريخي عنوانه تيار (العنفوان) الوطني، القادر والمسنود بنخب وطنية لها رأيها وبصيرتا.

نيسان ـ نشر في 2019-09-04 الساعة 14:39


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً