اتصل بنا
 

العبث بالتركيبة اللبنانية بأيدٍ لبنانية

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2019-10-22 الساعة 10:33

نيسان ـ الثنائية الشيعية في لبنان" حزب الله وحركة أمل"،.. المستحكمة بكل شيء في لبنان وعلى نظام المحصاصة، وجسدت هذا الاستحكام بحركة وتظاهرة الدراجات الهوائية و النارية، التى غزت شوارع لبنان بالأمس استذكارا لاجتياح حزب الله وحلفائه بيروت وبعض من لبنان في الثامن من أيار ٢٠٠٨.
هما وراء حرف الحراك اللبناني الحالي وركوب موجة الاحتجاجات بعد أن سحب اللبنانيون البساط من تحت إقدام الطائفية المستجدة والحرص على الغاء نظام المحاصصة المعمول به و احلال الثنائية إياها، محل اتفاقية الطائف والدوحة والتوافق اللبناني /اللبناني التاريخي وغيرهما الذي يظهر بجلاء الآن على أن لا يفهم أنني من المتشيعين لنظام المحاصصة السياسي الذي فرض على الأمة فرضا، وسلب ارادتها وقرارها المستقل، هذا هو واقع الحال، الذي رفض باستماتة منذ أوائل القرن الماضي ٢٠٢٠.
ينتفض الشارع اللبناني منذ ١٧ أوكتوبر الحالي بصوت واحد وعقلية واحدة ونفسية واحدة، وهو صوت وشكل لبنان القومي الوحدوي والموحد أمل الجميع والمنادى بأعلى الأصوات وبحرص لبنانيي بحمل علم لبنان الواحد لا إعلام الطوائف والأحزاب والحارات.
فسنة بيروت وطرابلس وسنة الجنوب الذي يمثلهم سعد الحريري وبقية زعماء السنة على رأسهم رئيس الوزراء الاسبق النظيف سليم الحص وحزب القوات والكتائب والعائلة السياسة اللبنانية العريقة عائلة فرنحية والمردة ووليد جنبلاط وغيرهم من قوى سياسية نشطة أدركوا بعد فوات الأوان إنهم ضحية مخطط خبيث لإحداث انقلاب في لبنان فعادوا جميعهم إلى الذاكرة والى مشروع وبرنامج الحركة الوطنية اللبنانية للإصلاح عام ١٩٧٣، الذي كان ضحيته كمال جنبلاط واغتياله وبالدخول السوري العسكري في لبنان بتغطية عربية ولعب دمشق على التناقضات الذي زاد الطين بله ونحر المقاومة الفلسطينية وتهجيرها إلى تونس في اعقاب اجتياحين إسرائيليين للبنان في عامي ١٩٧٨ عملية الليطاني و١٩٨٢ باحتلال بيروت وكل هذا وغيره على طاولة التشريح والغربلة لما فيه وله ما له من دلالات ستكشف عنها القادم من الايام.
مجبر أخاك لا بطل إن نعيد ما قلناه قبل أيام إن الشارع اللبناني ألحر المستقل قلب الطاولة على الجميع وأعاد عقارب الساعة إلى الوراء، مستعيدا دور إذاعة صوت لبنان العربي الذي كان صوتا واضحا عروبيا قوميا خالصا في ظل نغمات أصوات نشاز سواء كانت تدوي عبر الأثير أو في الشارع أو في الغرف المغلقة تنادي بمسيحية لبنان وبالتصاق لبنان بالأم الروم فرنسا وبصراع الناصرية مع الملكيات العربية ومخلفات العهد الاستعماري وفي مقدمتها السعودية وبقايا حلف بغداد وتنازع الولاءات عند طوائف لبنان للحفاظ على مكتسباتهم السياسية والاجتماعية المثبتة باتفاقات دولية اقرتها الشرعيات الدولية والعربية.
دققوا في خطابات زعماء لبنان من سعد الحريري في" خطبة الوداع" وبرنامجه الإصلاحي في خطبة العودة عن المهلة التي اعتبرها مهله لشركائة في الحكم وخطاب" أبو العمامة" وتهديداته المسرحية وتصريحات جعجع وباسيل ووليد جنبلاط وحركة الشارع اللبناني المتواترة العفوية وتسطيح مشاركة المرأة اللبنانية باعتبارها "عورة الحراك" ونفسية التحدي الذي يظهرها اللبناني والتي تعبر عن قهر وجوع وقلق ورغبة بالخلاص من حبل المشنقة والسكين الذي يضغط على رقبة لبنان واللبنانيين جميعا وهو ضغط في مجمله مطلبي معيشي وسياسي في الدرجة الثانية.
ساحة لبنان حبلي بالمفاجئات أخطرها ان تنفتح على شلال من الدماء والتصفيات والتهجير القسري.

نيسان ـ نشر في 2019-10-22 الساعة 10:33


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً