اتصل بنا
 

صمت الجنرالات

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-29

نيسان ـ جاء اعلان الجنرال محمود الفريحات قائد الجيش السابق عن انه نظيف اليد، من مدينة اربد بحضور نخبة ابناء الشمال من وزراء واعيان ونواب ووجوه المدينة، بعد ان اتم الرجل جملة من اللقاءات على مستوى الاقليم الشمالي مؤكدا على الاهمية التي اضطلع بها على مستوى المؤسسة بشكل عام وابناء الاقليم بشكل خاص.
الفريحات يلوذ بعصبته في شكل من التحدي لقرارات الملاحقة والاخبار التي تناولت المقربين منه الى حد قريب جدا، وهو بذلك يكسر مسار صمت الجنرالات الذي يشكل عرفا عسكريا، ويضع مسار امكانية شراء الولاء اثناء العمل وشراء الصمت ما بعد الانتهاء منه امام امتحان جدي، مستندا الى حالة عصبوية ترى ان هناك جور وقع بحقها، والتي جرى الكشف عنها من خلال توافد عشرات الالف من المواطنين الى قريته (الجزازة) ابان توليه منصب قائد الجيش، وهو توافد كشف عطش الناس هناك ونهم الى وجود شخصية منهم في موقع متقدم تعكس اعتراف الدولة بهم وتؤدي الى افساح المجال امام بناء تلك الجغرافيا او بالحد الادنى رفع الاذى عنهم.
قال الفريحات انه خلال (20 عام) حقق ما لم يحققه سابقوه، والذي تم تسريب اخبار تنال منهم سرعان ما جرى تناسيها وتجاوزها، فيما تسري تسريبات عن تسوية ما تمت يبدوا ان الجنرال ليس بصدد انجازها بل هو ذاهب الى مقاومتها والتمرد عليها .
في العشرين سنة الماضية كان هناك اربع جنرالات الملكاوي جاء في اول العهد ولم يعلق بالذاكرة، ومن ثم الصرايرة والزبن وهما من خدما فترة طويلة نسبيا انتهت اعمالهم ووجودهم العام بعد مغادرة الموقع بينما يبدوا ان الفريحات لن يركن الى تلك المقاربة وهو عازم على التموضع في مسار مختلف، لعل مزاج المؤسسة ومتقاعديها الذي حاورهم الرجل ساهم في تأسيس لمنطق مختلف عند الرجل مسنودا بمزاج متوتر وغاضب من رفاق السلاح السابقين.
في مسار مواز كان هناك ثلاث جنرالات في العشرين سنة الماضية، الجنرال القديم عبد الهادي المجالي صاحب الطموح السياسي والذي غادر بعد اتم تكسير ادواته وطموحه السياسي بقيادة تيار يؤهله للمجيء رئيس للحكومة عبر كتله برلمانية، لكنه سرعان ما لاذ بالصمت.
مع رحيل المجالي سياسيا برز الى السطح الجنرال معروف البخيت، مقدما نموذج الجندي المحترف وصاحب الرؤيا الاستراتيجية، الا انه تعثر نتيجة لعدم قدرته على قيادة الادارة العامة التي تعاني من الترهل والعجز، في ظل صراع مميت مع القوى اليبرالية التي سعت بكل قوتها لوصمه وتحييده غير ان الجنرال البخيت بقي نموذج وعنوان لرجل الدولة البيروقراطي الذي سعى الى قيادة (بيريسترويكا وغلاسنوست ) الدولة الاردنية والتي تعني (إعادة الهيكلة والشفافية) كان البخيت اخر محاولة والتي تجاوزتها الاحداث والتطورات، البخيت اليوم يلوذ بالصمت بفعل ازمة صحية المت به، كل امنيات الشفاء والصحة له.
اليوم دخل الجنرال الفريحات الى مسار الاحداث محمولا على مزاج سلبي ومتوتر على المستوى الوطني، وعلى مستوى رفاق السلاح المتقاعدين، ومستوى الاقليم الذي ينتمي له، لعل قادم الايام كفيلة بتوضيح المسارات التي ستحمل الرجل، وان كانت رهاناته تلك في مكانها، بعد ان كسر حاجز الصمت.

نيسان ـ نشر في 2019-12-29


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً