اتصل بنا
 

دعونا نحارب الجهل والسطحية بأوراق من نور

نيسان ـ نشر في 2015-07-28 الساعة 14:53

نيسان ـ

مخرجات المراحل الدراسية الأساسية والثانوية تفضي لواقع هزيل من التراكم المعرفي في مناح عدة، اللغة الإنجليزية -كلغة مرتبطة بالمعارف الحديثة، والانفتاح على الآخر، وكلغة وسيطة بين الأمم المختلفة- ابرز تلكم المناحي.
إذ ما عملنا مقاربة متصلة بعالم التقنية الحديثة، فإن أقرب ما تشبّه بها اللغة أنظمة التشغيل الإلكترونية؛ فهي الوسيط ما بين الجهاز "الإنسان" والبيئة المحيطة به، وعليها يعتمد في نقل المعارف المختلفة منه وإليه بتخزينها ضمن مفاهيم ورموز معرّفة باللغة، حيث يستطيع العقل البشري التعامل معها بالاستدعاء ويستخدمها في عمليات الاستدلال واستنباط الأفكار الجديدة. وكلما جوّد الإنسان لغته الأم أو الثانية المكتسبة بزيادة المفردات المعجمية والتراكيب اللغوية؛ زادت قدرته وكفاءته في التواصل والتفاعل مع المحيط البيئي والمجتمعي، وحسّن خطابه، وتنوعت أدوات التحليل والتركيب لديه، وتوفرت مجالات وآفاق جديدة و واسعة للإبداع.
اللغة العربية حالها ليس بأفضل، ونلمس بوضوح مدى ضعف فئة المتعلمين من طلبة المدارس في التعامل مع أدواتها، فباتوا لا يحسنون الاستفادة منها، وطغت العامية السطحية بتراكيبها البسيطة على حساب المستويات المركبة والمعقدة من التراكيب العليا عميقة الدلالة، فوهن المتعلم في تناول موضوعات الدرس الأخرى وتسطحت معارفه لتصبح أشباه وأنصاف مفاهيمه عاجزة عن التلاقي والتشارك.
إن تطوير البرنامج التشغيلي للجهاز الإلكتروني وتحديثة له نفس الأثر لدى البشر عند زيادتهم لدقائق وساعات المطالعة والتعلم المتخصص في اللغة، وعليه تتطور أدوات التفكير وآلياته ويرتقي المُطالع إثرها فهمًا وفكراً.
اعتاد علماء الاجتماع والباحثون استخدام مبيعات الكتب في مجالات اللغة كمؤشر حضاري.
دعونا نحارب الجهل والسطحية بأوراق من نور!

نيسان ـ نشر في 2015-07-28 الساعة 14:53

الكلمات الأكثر بحثاً