اتصل بنا
 

حسيس أرواحهم للكاتبة أماني فياض

نيسان ـ نشر في 2015-07-29 الساعة 12:09

x
نيسان ـ

أماني فياض

بعد معاناة ، بذلت فيها أملا طويلا ؛ لأصل إلى حامل شعلة الانتصار ، إلى ثائر الفكر الحر ، إلى صاحب الكلمات النابغة، إلى ذلك الصائغ، الذي صاغ الأحرف بطريقة مجنونة ، فجعل للإسلام موطئا، وللحرية رونقا آخر ، وصلت كطفله هاربة من الواقع وصلت عطشة جدا، انتظر أن تروي ظمئي كلماته الثائرةالنزيهة.....

رغبتي المجنونة بالتهام كتبة دفعة واحدة ،وعيناي اللامعة، التي لم تستطع إخفاء جنوني جعلته يلاحظ ذلك ،فناداني لأكون أول من يوقع لها كتبه.

حملت كتبه كالتائهة، غادرت على عجلة من أمري وانا أضم تلك الأوراق التي امتلأت وجعا ،سكب على صفحاتها ، التي بكى بكل حرف معها ، تلك الأوراق التي روت حياة الراحلين والغادين.

....وصلت لمنزلي ، أغلقت النوافذ والأبواب ، أغلقت ذاتي على كل ما يخص العالم الخارجي ،جلست أقبل الأوراق وأتناولها ،الواحدة تلو الأخرى، عشت قصصهم بكيت تارة و ابتسمت أخرى ، عشت تفاصيل السجون بكل ثانية عاشها أولئك الشهداء، الذين لم يذكرهم التاريخ،رموزا أخفوها عنا ؛ لأنهم هم الأبطال الحقيقيون ، أصحاب الأرواح الطاهرة ،التي فاضت مبتسمة مودعة العذاب والألم، وضيق الدنيا، أولئك الأحرار الذين عاشوا الموت بطرق مختلفة منهم من ودعنا مسموما ، ومنهم من ذبح بسكين ، ومنهم من ردم تحت الأنقاض، ،،،، ارتقت أرواحهم غير آبهة بما كان، رانية لما هو آت .

ودعونا لأنهم نادوا بالحرية نادت حناجرهم صارخة" ياحرية ياحرية" عاشوا تموز عام 1980بحرارته وقساوته، من أجل كلمة حق وحرية ...

حرموا مغازلة الشمس صباحاً حتى وافتهم المنية.

آآآآه لا أعلم لماذا أقرأ ؟!! لماذا أشهق صارخة مع كل حرف همست به، لكنني علمت بعدما فرغت من قراءة مخطوطاتك ""أن عقولنا عارية من أي رداء فكري، نبحث جميعنا عما يستر أجسادنا، وأننا ما زلنا في تيهنا.....

ما ذنب تلك الأرواح الطاهرة!!!!!!!؟؟؟؟

بكيت عند قول عمر( متى استعبدتم الناس، ولقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)

بكيت بكاء مكلوما، تنهدت اوجاعٌ صعدت، وعادت روحي مع صرخاتهم ناديت آهات بغرفتي المظلمة.

نخاف من الموت ونحن في بيوتنا ، وهم يذهبون للموت لينادوا "ثوري ياحرية "

صدقت يا ابن الوليد عندما صرخت (ها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلانامت أعين الجبناء )

اتقصد يا خالد أننا الآن جبناء ؟!!أننا خائفون؟ !!!!

أنهيت كتبه وأنا أسمع حسيس أرواحهم....

شكراً د. العتوم أيقظت روح الحرية شكرا

#بقلمي_اماني_فياض

نيسان ـ نشر في 2015-07-29 الساعة 12:09

الكلمات الأكثر بحثاً