اتصل بنا
 

الزميل المعلا عن مجلس نقابة الصحافيين: أفرطتم في الإذعان والتبعية فوجب إسقاطكم

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2020-02-13 الساعة 13:50

الزميل المعلا عن مجلس نقابة الصحافيين:
نيسان ـ شكل مؤخرا في الديوان الملكي لجنة تعكف على مواجهة ازمة الاعلام الوطني وايجاد الحلول والرؤى المناسبة للخروج منها، كانت محط احتجاج الوسط الصحفي ، والنقابة التي كان عنوان احتجاجها ينحصر في اقصائها فقط.
تشكيل اللجنة يكشف في جوهره تعاظم ازمة الاعلام في الاردن، ويأتي تدخل الديوان في معالجة هذا التدهور، استنادا الى هذا الادراك والحاجة لتدارك هذا المفرق الوطني الهام بوصفه اساسا لصناعة الراي العام وقيادته، ومرفقا رقابيا وتنويريا وطنيا هاما.
مبادرة الديوان تأتي بفعل فشل النقابة ومجلسها الحالي في قراءة المشهد والمبادرة لايجاد الحلول العلمية والعملية القادرة على تصويب المسار في الحد الادنى او العمل على احداث اختراق يؤسس لمسار جدي وجديد، الا ان النقابة امعنت في هذا التقصير عندما احتجت على اللجنة لغيابها عنها، بدل ان تبادر الى شق مسارها الخاص بوصفها المضلة للجسم الاعلامي في الاردن .
هذه المحطة تأتي في سياق تراكم التخبط والفشل في تطبيق الشعار الذي تم رفعه من قبل الفريق النقابي الحالي الذي كان تحت عناوين (الشباب والتغيير)؛ ليتحول الى برنامج خاص كرس مسار الاذعان والارتهان للسلطة بلغ ذروته حينما كانت النقابة تقف في وجه المعلم الاردني وفقراء القطاع العام، لتستدير النقابة بعد استجابة الحكومة لتحسين الوضع المعيشي لعموم الموظفين العامين وتقدم نفسها بوصفها من سحب الزير من البير.
مناسبة هذا الحديث هو اقتراب انتخابات النقابة والتي من المتوقع ان تكون في العاشر من نيسان المقبل، وهي انتخابات تأتي في وقت حرج على المستوى الوطني، في ظل تحولات عميقة على المستوى الدولي والاقليمي والعربي والمحلي، وتحولات عميقة تعصف بـ الاعلام كمهنة، في ظل انهيار الصحافة الورقية وتصاعد دور الاعلام الرقمي، وتبلور الرأي العام وتشكله خارج السياقات المعهودة، وهو ما يحتاج الى وقفة جادة من قبل الوسط الصحفي في العموم ونخبه على وجه الخصوص من اجل تجاوز التجربة الحالية والذهاب الى استعادت النقابة وتحصينها من التبعية والاختراق، ودفعها الى ان تكون هي المحدد لمعايير المهنة والعمل الصحفي .
في مقابل ازمة الاعلام على عمومها تسعى الحكومة اليوم الى هيكلة عميقة للاعلام الرسمي، في سياق مشروع الهيكلة المعلن، وهو ما سيرتب اعباء على هذا الوسط والعاملين فيه، وهو ما يحتاج الى مجلس ونقابة فاعلة تسهم في تجويد تلك الهيكلة وتحسين متطلباتها، في مواجهة خيارات تحميل الجسم الصحفي الرسمي المسؤولية عن تردي واقع تلك المؤسسات، في حين ان رعب المسؤولين وليس رعب الاعلام، وتخبط الاستراتيجيات الحكومية، وغياب المعلومة تشكل عوامل مهمة في ضعف مخرجات الاعلام الرسمي على التحديد.
من هنا، على الوسط الصحفي ان يتحمل مسؤولياته الوطنية والتاريخية، عبر اسقاط التجربة القائمة، والعمل على استعادت النقابة على طريق استعادت بريق الصحافة الوطنية ودورها، عبر برنامج حقيقي للشباب والتغيير، في مواجهة تجربة توظيف هذه الشعارات في التجربة السابقة مع التخلي عن مضمونها.

نيسان ـ نشر في 2020-02-13 الساعة 13:50


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً