اتصل بنا
 

البتراء.. فوق صفيح ساخن

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2020-02-19 الساعة 15:33

نيسان ـ الموازنة بين، الوطني والسياسي هي مقياس تقدم الدول ونضوج مسؤوليها، وبالتحديد من يمثلون المواطنيين في مجالس تمثيلية.
لكن الظاهر، ان الخطاب السياسي ذي الصوت العالي بامتداداتة القومية والاقليمية وهو دارج في الاردن، يطغى على الصوت الوطني الخجول، في بعض الأحيان والامثلة عموما واردة في السجل التاريخي المعاصر للدولة الأردنية.
قصة" بيع البتراء" التي ادرجت عام ١٩٨٥ كاحدي المدن التراثية في العالم حسب تصنيفات اليونسكو واختيرت عام ٢٠٠٧ كاحدي" عجايب" الدنيا السبع تكللت العام الماضي برقم مليون سايح زاروها ولأول مرة في التاريخ... نستهجن على طرحها مجالا للمزاودة والعهر على خليفة إشاعة بيعها وبتزامن مع جولة الملك في الجنوب ومنها المدينة الصخرية.. الجولة التي اردها" ابي الحسين" كاحدي محطات مشروعه ومشروع الدولة في تحفيز الاستثمار وتطوير ممكنات النهوض بالساحة في الجنوب وتحديدا في العقبة ووادي موسى وبالضرورة البتراء.
من المحزن والمفجع، ان يوقد موقد الاثارة والتخويف والتلفيق بتداول مجلس النواب وفي ربع ساعته الأخيرة مسخرة بيع بعض من الأراضي في البتراء للهيود حتى أن أحدهم صاروخا" نأكل خبزا ناشفا ولا نبيع" وقد حالفه الموقف في ظل هذه "المعمعه" الخطابية الصارخة المدوية،
قطع مفوض إقليم البتراء الشك باليقين حين اماط اللثام عن إشاعة البيع وباعتقادي ان بعض من نوابنا الضليعين بالتشريع والمساءلة كانوا على تماس بحقيقة الموضع المثار لكن للمنبر جاذبيته فخطفتهم الشعبية والبحث عن الأصوات الانتخابية المبكرة.
بداية تداول "إشاعة البيع" كان مطلقها تعديل قانون معدل لقانون سلطة إقليم البتراء السياحي التنموي لسنة ٢٠١٩ الذي يكشف في بعض من بنود وديباجته" انه لم يتم بيع اي اراضي حتى ٢٠٠٩ سوي لشركات محليه داخلية" وفقا للنص
تفاصيل الاشاعة المفبركة " ان السياحة انتعشت في البتراء لذا هناك فندق يراد توسعته لكن القانون وفقا" للفرجات ".. لا يسمح الا للشركات الاعتبارية الاردنية والعربية الدخول في المناقصة والعطاء لكون القانون ذاته ينص ويسمح ب ٥١ ٪ من أسهم الشركات ان تكون لاردنيين وسلطة اقيلم البتراء تلتزم وتطالب بشركات اردنية.
البتراء أعجوبة الكون والعالم اتحف بما بها من مكتنزات تحكي قصة الانباط العرب ليس غريبا ان تواجه وتقابل بتفاهة بيعها وان تكون امتداد لمحاولة يهودية، تم ضبطها بالجرم المشهود، حين تم تسويقها إسرائيليا في حقب القرن الماضي كأنها موقع سياحي اثري ملكيته للدولة اليهودية تبيعه مكاتب سياحية في تل أبيب لشركات سياحية اردنية وتجلب للبتراء أفواج سياحية أوروبية من بينها جنسيات يهودية معجبة بالمدينة الحجرية و"ببحيرة لوط"، البحر الميت اخفض بقعة في العالم.
مجددا يهجم علينا" غول" الاشاعة ونحن نقدم أنفسنا لقمة طرية للهضم في وقت نرفض فيه صفقة القرن واخرون هواة في الاخبار الكاذبة "كقناة العالم الاخبارية".. "تدعي زورا ان الأردن يطبق جانب من المشروع الاقتصادي للصفقة سريا وبصمت و بأن حصة الأردن من الصفقة تبلغ ٧ مليارات و٢٤٥ مليون دولار"
الأردن والبتراء جلمود صخر لن تهدة الإشاعات ولا التهديدات.

نيسان ـ نشر في 2020-02-19 الساعة 15:33


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً