اتصل بنا
 

الاختبار الكبير ..سقوط النهج

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2020-04-07 الساعة 17:15

نيسان ـ نواجه اليوم تداعيات هائلة على المستوى الوطني تتعلق بشكل ادارة البلاد، المحكوم برؤيا عليا تدفع المسؤولين في الدولة لنيل الثناء والاعجاب من اجل الحصول على حظوة الطبقة الحاكمة، والتي يشكل التعلق بها صمام الامان للسلطة والثروة معا.
يقوم منطق هؤلاء على (ابشر، احنا قدها، توجيهات من فوق، كلة تمام) وهو منطق يترافق مع ظاهرة (الداتا شو) التي صدعت رؤوسنا طوال السنوات السابقة بمشاريع ومبادرات ومليارات، واستثمارات ستتدفق للبلاد اما عبر مواجهة الارهاب او موجات اللجوء او الصناديق الخليجية او مبادرات دولية في عواصم العالم كان اخرها ما تم الحديث عنه عن (مؤتمر لندن) وسبقها ميارات مؤتمر دافوس البحر الميت.
تيار الهمبكة ذلك، كان يقدم تلك المقاربات والمشاريع العملاقة من التعليم الالكتروني، والمدن التنموية والصناعية وعوائد وفوائد الخصخصة، ورفع الدعم عن المحروقات والسلع، وقانون ضريبة المبيعات، وفرق اسعار الوقود، والهيئات المستقلة، وتخفيض ضريبة الدخل عن الاغنياء والبنوك، وقوانيين العمل والعمال ،تلك الاجراءات كانت تدور في فلك وتحت خطاب (توجيهات من فوق) ادت مجمل تلك التجربة الممتدة عبر عقود الى فقدان الثقة بين الناس والنظام السياسي وصلت الى شفير الصفر واكثر.
لا يقتصر الفشل ذلك على الليبرالية بل ساهم في تقزيم مؤسسات الدولة واصابتها بالعدوى، لتكون الضربات الموجعة من الارهاب في اربد والسلط والكرك، تزهق ارواح خيرة رجال البلد في مواجهة كان منطق التنافس ومحاولة تسجيل السبق والفهلوة احد ابرز اسباب تلك الخسائر الجسمية التي تلقاها ابناء مؤسسات الدولة وعلى التحديد الجيش.
وانتقل المرض ليصيب قطاعات الدولة كافة من خلال تعديل القوانين التي تخدم هذه الطبقة وتعزز مصالحها ومكاسبها على حساب عموم الناس، وهو ما يتكشف اليوم من خلال تنمر رأس المال (اللاوطني) في اهم القطاعات الحيوية في التعليم والصحة بحديث صريح وعلى الهواء مباشرة من قبل المدارس الخاصة والمتشفيات الخاصة ايضا دون الوقوع في خطاء التعميم.
ما يميز جائحة كورونا انها ازمة عاصفة وخانقة دفعت الاطراف المأزومة الى حد الهاوية وهو ما يتكشف من خلال انهيار حكومة الرزاز وفشل فريقها المدوي في كل المجالات وهي الحكومة التي كانت تدير البلد بمنطق المحاضرات والمواعض والخطب، وتكشف انتهازية وصلافة رأس المال الذي يسعى لتأمين مصالحة على حساب مصالح الدولة والناس.
في وسط هذه الغابة المتشابكة من الانهيارات والفشل، تطل اربد والتي يشرف الجيش العربي على ادارة ملف كورونا فيها، كنموذج ناصع من النجاح، من خلال السيطرة على الوباء هناك عبر ثلاث ايام لم تسجل حالات جديدة، ومن خلال النجاح في ادارة الحياة اليومية وسلاسل الإمدادات التي وضعت المدنية بوصفها نموذج واضح على قدرة مؤسسات الدولة وتحديدا الجيش في مواجهة تيار الفهلوة والاذعان.
نحن نسير الان بخطى ثابته باتجاه انهاء لمسار اسقاط البلاد ونهبها وهو النهج الذي ارهق البلاد خلال العقود الماضية في انتظار تبلور خيارات وطنية يكون عمادها الجيش واساس انطلاقها التعليم والصحة.

نيسان ـ نشر في 2020-04-07 الساعة 17:15


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً