اتصل بنا
 

السرحان: التغيير الاجتماعي بطيء وصعب

نيسان ـ نشر في 2015-08-11 الساعة 20:47

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

أقرّ مدير جمعية العفاف الخيرية في الأردن مفيد سرحان بصعوبة عملية التغيير الاجتماعي وبطئها بما تحتاج من وقت، مشيراً إلى أنّ «الجمعية نظّمت أول عرس جماعي في العام 1995 بأربعة أزواج فقط لتصل إلى 22 حفلاً زوّجت فيها 1440 عروساً».

ولفت سرحان إلى أنّ «الجمعية تعتمد على تبرّعات الأفراد والمؤسسات وتحظى بثقة المجتمع». وأضاف سرحان: «نلمس تجاوباً مع فكرة الأعراس الجماعية يجعلنا نطمئن إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، وهو مؤشر على نجاح التغيير».

وفيما يلي نص الحوار بين سرحان:

لعل أول الأهداف التي قامت من أجلها الجمعية هو العمل على تيسير سبل الزواج، عبر إيجاد نظرة جديدة حول قيمه وتكوين الأسرة عن طريق نشر العادات الحميدة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقنا العربية الأصيلة، ومع الوقت تطورت الأهداف واتسعت فبتنا ننادي بتقديم نماذج عملية لترسيخ القيم الإيجابية للارتباط.

وتنهض أهدافنا ووسائلنا من خلال دراسات اجتماعية حول مشكلات الأسرة والزواج وتقديم الحلول المناسبة لها، ومن أجل ذلك جاءت الترجمة لهذه الدراسات إنشاء صندوق الزواج «صندوق العفاف»، إضافة الى عقد دورات للتوعية والإعداد والإرشاد الأسري، وإنشاء مشاريع استثمارية تخدم أهدافنا.

توعية وتثقيف

ماذا عن الوسائل لتحقيق ما ترمون له من أهداف؟

نقوم بالعمل على تحقيق أهدافنا عبر عدة وسائل منها، نشر التوعية والتثقيف من خلال الندوات والمحاضرات ووسائل الإعلام والمطبوعات، كما نعمل على توعية فئة الشباب المقبلين على الزواج لمساعدتهم على بناء الأسرة على أسس سليمة، إذ تشمل التوعية موضوعات صحيّة واجتماعية وقانونية مثل موضوعات اختيار الشريك وفهم الآخر، والفحص الطبي قبل الزواج والتعامل مع أهل الزوج وغيرها.

وفضلاً عن ذلك قامت الجمعية بإجراء دراسات حول موضوعات الزواج والطلاق وأصدرت دليلاً متخصصاً هو الأول من نوعه بعنوان: «مؤشّرات الزواج والطلاق في الأردن». إن التجربة أثبتت نجاح الجمعية، لكن دعني أؤكّد أنّ من عوامل هذا النجاح اسهام أعداد كبيرة من المتطوعين في نشاطاتها.

1440 زيجة

عدد حفلات الزفاف الجماعية التي قمتم بها حتى الآن؟

إنّ الأعراس الجماعية واحدة من الوسائل العملية التي تسهم في تقليل تكاليف الزواج، ونظمت الجمعية أول حفل زفاف جماعي في العام 1995م بمشاركة أربعة أزواج فقط وحظي الحفل باهتمام كبير من حيث الدعم المعنوي والمادي، وتهدف الجمعية من تنظيم هذه الحفلات مساعدة الشباب والفتيات على الزواج ودعوة المجتمع إلى التعاون لتقليل التكاليف. وبعدها نظّمت الجمعية 22 حفل زفاف جماعي حتى الآن شارك فيها 1440 زوجاً.

وتتكفل الجمعية بجميع نفقات الحفل من إعداد المكان ودعوة الفرق الفنية وتقديم الضيافة للمدعوين، وإعداد بطاقات الدعوة وغيرها من مستلزمات، كما تقدم ثوب الزفاف وبدلة العريس ومستلزمات يوم العرس، فضلاً عن توفير مجموعة من الهدايا النقدية والعينية تشمل الملابس والأدوات الكهربائية والمنزلية والأثاث وغيرها.

أعتقد أن فكرة الأعراس الجماعية نجحت بدليل تزايد أعداد المشاركين من العرسان والعرائس، وزيادة أعداد المتبرعين المساهمين في تقديم الهدايا، كما أن الفكرة انتقلت إلى عدد من الدول الأخرى، حيث استفادت هذه الدول من تجربة جمعية العفاف في هذا المجال.

لا قيود

الأعراس الجماعية مناسبة لإبراز روح التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد، هل يشارك أبناء الأغنياء فيها؟

هي متاحة للكل ولا نضع قيوداً على المشاركين سواء من حيث الوضع الاجتماعي والإمكانات المادية، لكن تقوم الجمعية بدراسة أوضاع المتقدمين، حيث يقسم ما يتم تقديمه إلى قسمين:

- الهدايا وهي تقدم لكل المشاركين فيما المساعدات وفق الأوضاع المادية للعرائس وإمكانات الجمعية.

ماذا عن تكلفة الزفاف في الحفلات الجماعية؟

تكلفة الزواج الجماعية بسيطة حال مقارنتها بتكاليف الحفلات الفردية.

ماذا عن خدمات الجمعية الأخرى؟

تقدم الجمعية القروض الحسنة للمقبلين على الزواج، حيث استفاد من هذه القروض حتى نهاية شهر 2015 (9318) زوجاً، وتسدد هذه القروض على أقساط ميسّرة.

هل تراعون المظهر الاجتماعي بمعنى توفير كل ما يشعر العروسين بألّا فرق بين الجماعي والخاص؟

نحرص على تنظيم الحفل بطريقة تناسب جميع المشاركين وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم.

لعل المواقف في حفلات الزفاف الجماعية كثيرة وهي تعكس تجاوب المجتمع وتفاعله مع الفكرة، ومنها أن بعض الأشخاص المتطوعين حرصوا على المشاركة في مساعدة الجمعية في تنظيم حفلات الزفاف الجماعي جميعها ومنذ انطلاق الفكرة وبعضهم يأتي من أماكن بعيدة.

اطلعنا على موقف طريف حدث خلال حفلة من الحفلات الجماعية؟

في أحد الأعراس كان من بين المشاركين زوج وزوجة من الصين من المقيمين في الأردن، وحضر الحفل عدد من أبناء الجالية الصينية وكانت فرحة العروسين كبيرة، وأن الاهتمام بهما كان أكبر مما لو تم زواجهما في بلادهما، ما أعطى صورة مشرّفة عن المجتمع الأردني.

مصادر تمويل

ماذا عن الموارد؟

تعتمد الجمعية على تبرّعات الأفراد والمؤسسات، حيث تحظى بثقة المجتمع، كما قمنا بإنشاء مجمع العفاف الكبير على قطعة أرض مساحتها أربعة دونمات، حيث أنهينا أعمال التشطيبات لأجزاء من هذا المشروع وانتقلت مكاتب ادارة الجمعية إلى هناك.

ويتضمن المشروع مركزا لدراسات الأسرة وعيادات صحية وصالات أفراح وبركة سباحة ومخازن تجارية ومركز لياقة، وسيتم قريباً الإعلان عن طرح بعض المرافق للاستثمار ليكون إيراده داعماً مالياً لنشاطاتنا.

هل أنتم قلقون من تأخر سن الزواج في المجتمع الأردني؟

تشير دراسة لجمعية العفاف الخيرية إلى الارتفاع المستمر في معدلات تأخر سن الزواج، إذ تشير إلى أنّ متوسط سن الزواج للذكور يقارب 29.5 عاماً، وبالنسبة للإناث 26.5 عاماً، فضلاً عن وجود ما يزيد على 96 ألف فتاة أعمارهن تجاوزت الثلاثين عاماً ولم يتزوجن، وهو أمر يجب أن يحظى باهتمام كبير نظراً لأثر تأخّر سن الزواج على الفرد والمجتمع والدولة، ونحن بحاجة لتظافر جهود المؤسسات الرسمية والأهلية للمساهمة في الحد من ظاهرة ارتفاع سن الزواج.

في مقابل تأخر سن الزواج هناك مشكلة ارتفاع نسب الطلاق؟

أشارت دراسة الجمعية إلى أن معظم حالات الطلاق في الأردن تتم قبل الدخول أي قبل إتمام مراسم الزواج، حيث تصل إلى 44 في المئة، وهو أمرٌ يحتاج الدراسة ومن ثمّ المعالجة حتى نستطيع تقليل حالات الطلاق وما تنتجه من آثار مدمّرة.

بطء التغيير

وما هي العقبات التي تواجهكم؟

ندرك أننا نقوم بعملية تغيير اجتماعي وهي مسألة صعبة لأنها بطيئة تحتاج وقتاً لأننا نتعامل مع إفراز عادات وتقاليد متوارثة منذ عقود طوال والمهم درجة تقبل المجتمع للتغيير والتجاوب معه، ونحن نلمس تعاون الكثير من الأشخاص والمؤسسات وما يبشّر أن الأمر في تزايد. نلمس تجاوباً مع فكرة الأعراس الجماعية يجعلنا نطمئن إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح، حيث تضاعف العدد عشرات المرات خلال سنوات، وهو مؤشر على نجاح التغيير.

في اعتقادي أن من أهم أسباب النجاح بعد توفيق الله تعالى هو الرؤية الواضحة للعمل، ووجود فريق متجانس بعيد عن المصالح الشخصية، والحرص على الاستفادة من خبرات الكل، واتباع المنهج البحثي العلمي في التعامل مع القضايا الاجتماعية، وهو منهج يقوم على تحديد المعضلة بشكل دقيق وإعطائها حجمها الحقيقي بعيداً عن التهوين أو التهويل، وللأسف نجد أن بعض المؤسسات تلجأ إلى التضخيم في التعامل مع بعض القضايا الاجتماعية، ما يفسّر فشلها في إحداث التغيير المنشود.

إن الجمعية تحرص على تعزيز الإيجابيات وهي كثيرة في مجتمعنا، وهذا لا يعني بالتأكيد إغفال المشكلات وعدم معالجتها، لقد كنّا أول من بادر إلى تناول موضوع الفحص الطبي قبل الزواج وتابعناه حتى صار قانوناً، انطلاقاً من إيماننا بأن الزواج يجب أن يقوم على أسس سليمة.

خدمات موازية

هل من خدمات موازية تقدمونها؟

أطلقت الجمعية مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسياً، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية والذي يشرف عليه د.عبد الحميد القضاة اختصاصي تشخيص الأمراض الجرثومية والأمصال، إذ تقوم الفكرة على تدريب مجموعات من المتطوعين للإسهام في نشر التوعية وتثقيف الآخرين لخطورة هذه الأمراض وطرق الوقاية منها. وضمن المبادرة أصدرت الجمعية عدداً من المطبوعات.

وأسهم متطوّعون بإلقاء عدد كبير من المحاضرات في مختلف مناطق الأردن استفاد منها آلاف الشباب.

وماذا بشأن مشاركة المرأة في النشاطات؟

تهدف «العفاف» كما أشرت إلى تيسير سبل الزواج واستقرار الأسرة، وهذا يحتاج تضافر جهود الرجال والنساء على حد سواء، فالمرأة شاركت في تأسيس الجمعية وهي كذلك تلعب دوراً فاعلاً من خلال عضويتها في الهيئة الإدارية ومختلف اللجان، وعملها في بعض الميادين يفوق نظيرها الرجل.

تحرص الجمعية على تقديم نموذج إيجابي للمرأة تكون من خلاله قدوة لشقيقاتها النساء، وقطعاً لا يكون نشاط المرأة خصماً على واجباتها نحو أسرتها.

نيسان ـ نشر في 2015-08-11 الساعة 20:47

الكلمات الأكثر بحثاً