اتصل بنا
 

نحن وترامب

نيسان ـ نشر في 2021-01-10 الساعة 09:30

نيسان ـ تابعنا مع العالم بدهشة بالغة وعيون مفتوحة على مصراعيها ما حدث يوم الاربعاء الماضي ٦/١/٢٠٢١ عندما تجمّع متظاهرون معترضون على نتائج الإنتخابات الرئاسية الامريكية ، ثم قام المتظاهرون بناء على تعليمات من ترامب الرئيس المنتهية ولايته بالهجوم على مبنى الكونجرس لتعطيل تصويته على قبول نتائج التصويت لصالح الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ، ومع أن " فألهم" خاب في نهاية المطاف إلا ان الحدث ككل ألقى بظلال واقعية ربما نسيها العالم وهي " أن البشر متساوون في كل انحاء العالم سواء المتخلف منه والمتقدم " وبالتالي فكما انه في كثير من دول العالم الثالث يوجد أيضا في امريكا ديكتاتور متشبث بالسلطة ويرفض الانصياع للقوانين ثم يقوم بتسخير جزء من شعبه للإعتداء على جزء آخر من هذا الشعب ونشر الفوضى والارهاب وحتى ؛ التحريض على الحرب الأهلية والنيل من المؤسسات الدستورية التي طالما تغنى بها النظام الامريكي الديمقراطي - رغم تحفظنا على الديمقراطية الأمريكية بشكل او بآخر - فهذه المؤسسات بالنتيجة جهد بشري للمحافظة على التوازن والمضي بالحياة على نحو يسهل حياة المواطنين ويؤمن لهم متطلبات العيش الكريم دونما إذلال او تجبّر فئة دون فئة او جماعة دون جماعة .
اذن ففي أمريكا يوجد بلطجية وشبيحة ، وعندهم رئيس قد يكون بلطجيا او شبيحا لا يحترم منافسيه ولا يريد ان يتنافس بنزاهة معهم ، ثم هو يستغل منصبه لتحقيق مصالحه الضيقة ، عندهم وعندهم تماما مثلنا رؤساء يعتبرون نتائج الإنتخابات لاغية إن جاءت على عكس ما يريدون ، فيعملون ضد من فاز بها إنقلابا مكتمل الأركان ، وآخرين يتلاعبون بنتائج الانتخابات ويكلون امرها للمحاسيب وأجهزة الأمن المحلية كي " ترستقها " كما يريد الحاكم بالنسب الأسطورية إياها ، أو حتى يرسلون قوات الأمن لإعتقال من يخالفونهم الرأي او يطلقون عليهم الرصاص الحي او يقطعونهم بالسكاكين ويذيبونهم بالأسيد وحتى يستخدمون المحاكم والقضاء المسيّر لتنفيذ اجنداتهم وحرمان معارضيهم من احزابهم ومنظماتهم وجمعياتهم ونقاباتهم .
ولكن الجميل حقا ولكي تكتمل الصورة أنه في أمريكا كما تبيّن يوجد مؤسسات منتخبة وحكم مدني قوي وإعلام حرّ خارج عن ارادة القصور ورأي آخر قادر على الوقوف في وجه أمثال هذا الرئيس وأمثاله من القوى الظلامية المنتمية لعصور عفى عليها الزمن عندهم فأستطاعت المؤسسة الحاكمة المنتخبة من الشعب وخلال ساعات ان تتجاوز هذه المحنة الرهيبة هناك وأن تنتصر لنفسها وللقانون وللشعب الأمريكي الذي أُحترمت إرادته وعلّمت العالم بأسره شرقه وغربه أن قوة أي دولة تنبع من الدولة نفسها ، حين تحترم هذه الدولة قوانينها ومؤسساتها الدستورية بشكل مطلق وبدون هوادة دائما وأبدا بلا حصانة ولا محاباة لأحد ، من رأس الدولة ولأصغر موظف من موظفيها ، هذه الوصفة هي وصفة القوة والحياة الكريمة والإستقرار ، الآن وفي الماضي والمستقبل على حدٍ سواء وهي طوق النجاة في الملمات والأزمات دائما وأبدا

نيسان ـ نشر في 2021-01-10 الساعة 09:30


رأي: د. اسامة المجالي

الكلمات الأكثر بحثاً