اتصل بنا
 

بمناسبة قانون الانتخاب الجديد

نيسان ـ نشر في 2015-08-31 الساعة 08:53

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

بما أنه يحلو للبعض اطلاق وصف عرس وطني كبير على الانتخابات النيابية، وبما أن العمل جار على قدم وساق على إعداد قانون جديد للانتخابات، فإن الحكومة هيأت للحفلة بأن أبلغت المعازيم بعبارة مؤدبة قي ذيل بطاقة الدعوة "السماء لا تبتلع الرصاص فلا تطلقوه في الأعراس"، و"نوما هنيئا لأحزابكم".

لا رابط منطقيا بين تغليظ العقوبة على مطلقي العيارات النارية في الأعراس وبين التهيئة للانتخابات بقانون جديد، غير التفسيرات المعقدة الداخلة في عمق علم نفس الحكومات وشكلية الموضوع من حيث التسمية، اعراس وعرس وطني، ثمة تفسير لا بد من تنحيته لإيغاله في الخبث، حيث يربط بين التحركين بذهابه الى أن أحدهما تم افتعاله للتغطية على الآخر.

لكن من قال إنه لا بد من تفسير لكل تصرف للحكومة في هذا الإطار، وهل يستطيع كائن من كان أن يُفسر كل تصرفات والدة العروس، وهل من تفسير أصلا لتحركات تلك الوالدة المبجلة وارتباكاتها، ألم يذهب العقل الجمعي الى التندر على ارتباكها وتحركاتها الدائرية بأن جعلها مثلا وعبرة لمن أراد ورغب بأن يعتبر فقال الأرادنة: (مثل أم العروس)، عن كل من يتحرك كثيرا دون هدف أو انتاجية.

السؤال الأهم هل سيراجع مُعد مشروع القانون تلك الرزمة التي سهرت عليها وأعدتها اللجنة الملكية للأجندة الوطنية، أم أنها ستبقى على الرف كرزمة بطاقات دعوات "كروت"حصل فيها خطأ مطبعي ما فأركنتها أم العروس لعلها تستفيد منها في عمل منزلي آخر، آخر وبعيداً كل البعد عن صلب الموضوع ، كاستخدامها لطرق الهواء أثناء حفلات "الباربكيو" أو استخدامها كـ"ستارتر" لإشعال حرائق صغيرة مستهدفة.

وقائمة المدعوين، هل أُعدت كما يليق بالمستوى الاجتماعي المرموق للمعنيين وبما يليق من تسامح؟، وهل هناك استثناءات أم عفا الله عما مضى، وبهذه المناسبة، تعالوا نعض على النواجض قليلا، على سبيل التحسر على ما أهدرنا من وقت وجهد بمناسبة اعتمادنا تشكيل قائمة المدعوين بالصوت الواحد والتدخل في كل تفاصيلها، لماذا لم نترك الأمور على سجيتها، هكذا بدعوة مفتوحة يحضرها كل راغب بالفرح والسهر.

وماذا كانت ستفرق لو حضر الى القبة بعض الملتحين؟ حقا هل كانت ستفرق كثيرا؟. على مستوى المناهج مثلا، هل كانوا "سيدعشون" المناهج أكثر؟ وهل سيغيرون دين الدولة وسيقللون من عدد المساجد؟، هل كانوا سيجرؤون على الاقتراض بهذه الشراهة؟ هل كانوا سينافسون وزارة الأوقاف؟.

طبعا الأجوبة كلها لا، والمعازيم الذين حضروا الأعراس السابقة "كفوّا ووفوّا" و"دعشوا" الأمور بما يكفي ويزيد، وفقط خسرنا المزيد من البهجة والسرور، وما كان يمكن أن يتحقق بحضورهم، وحضور الكثير من الراقصين الذين كانوا سيضفون الكثير الكثير من خفة الدم على هذا السامر العظيم .

نيسان ـ نشر في 2015-08-31 الساعة 08:53

الكلمات الأكثر بحثاً