اتصل بنا
 

بالصور..عمر المري يبدع في «العالم المصغر»

نيسان ـ البيان ـ نشر في 2015-09-06 الساعة 19:59

x
نيسان ـ

لا يختلف شخصان على أن للفن أشكالاً كثيرة، وكل له طريقته الخاصة التي ترسم عادة ملامح الحياة بكل اختلافاتها وتنوعها. أما الشاب والفنان الإماراتي عمر المري موظف في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، فيهوى تحويل قطع ومجسمات صغيرة يستوردها خصيصاً؛ إلى قطع أخرى كبيرة بإضفاء لمسة حياة عليها.

المري أطلق على موهبته الإبداعية تلك اسم «عالمي المُصغر». ليس هذا فحسب، إذ أوجد المري ورشة متكاملة وخاصة، يسرح فيها بخياله، ويبدأ خلالها رحلته الفنية في «الفن المُصغر»، لتجسيد ما تبدع يداه إلى واقع ملموس للمجسمات الصغيرة جداً، من خلال ابتكار بيئة جميلة لها، وإضفاء طابع خاص عليها يجعلها تلفت أنظار كل من يدخل ورشته، فكل من يراها لم يكن بوسعه إدراك أنها من إبداعه وصنع يده، بل عمل جاهز مستورد من دول تمنح مثل هذا الفن اهتماماً فائقاً.

ولأن هواية المري غريبة نوعا، فهو يتلقى دعوات من عدد من الجهات والمؤسسات ليُعرّف بموهبته التي تلقى إعجابا واستحسانا متعاظماً في كل مناسبة.

بداية الموهبة

بدأت علاقة عمر المري مع الكاميرا منذ العام 2005، حيث كان يجهل ما يتعلق بالكاميرات الاحترافية، لكن حرصه على صقل موهبته جعله يمتهن التصوير، موضحا أنه تعلم فن «العالم المُصغر» دون الحاجة للذهاب إلى معهد متخصص للتدريب، وحرص على التعلم عن طريق القراءة المكثفة والمستمرة حول هذا الموضوع، ومتابعة كل ما يتعلق بهذا الفن على «يوتيوب»، ومنها بدأ تصوير الطبيعة، والأشخاص، وتصوير الحياة البرية، إلا أنه لم يجد نفسه فيها، ولكنه تولع أكثر في تصوير «الماكرو» وبدأ تصوير الحشرات، ومن ثم كانت بدايته مع العالم المصغر «the mini world».

تصوير مقرب

وأضاف المري أن هذا الفن يعتبر نوعاً من أنواع التصوير المقرب «الماكرو» وهو ما يقوم به المصور في تقريب العدسة من الشيء الذي يريد تصويره مثل الأزهار أو أنواع الحشرات الصغيرة والدقيقة جدا.

أما الفن المُصغر فهو عبارة عن شخصيات صغيرة جدا يصل حجمها ما يقارب طول الظفر، فهي مُصنعة خصيصا لمشاريع نماذج القطارات فقط، وقام فنانون من اليابان وفرنسا وأميركا وألمانيا بوضع هذه الشخصيات على أشياء ومجالات عدة، مثل أمور تتعلق بالطبخ والمطبخ، والخضراوات والفواكه، ومن ثم تصويرها في شوارع لندن، وأوروبا وأميركا.

حياة يومية

وتابع: هناك فنانون صوروها وكأن تلك الشخصيات المُصغرة تعيش حياتها اليومية، وقد لاقت رواجاً إعلاميا قويا، كما نُظمت معارض ضخمة لهذا الفن في مختلف دول العالم. على سبيل المثال فإن الفنان الأميركي المبدع مايكل بول سميث صور مجسمات صغيرة لسيارات كلاسيكية، وأوجد لها جواً عاماً ملائماً، فبدت وكأنها حقيقية، أو أنها خدع بصرية، فعند مشاهدة الصور بمفردها لن تقول إلا أنها صور حقيقية، ولن يخطر في بالك أنها من صنع مجسمات صغيره جدا.

تحديات وإبداع

ولدى سؤاله عن التحديات أو الصعوبات التي واجهته إثر ممارسته لهذه الموهبة؟ أجاب: وجدت صعوبة كبيرة في الانطلاق بموهبتي التي تحتاج إلى دقة كبيرة ومهارة وإبداع، لأن الأشياء التي أستخدمها أحولها بعد تصويرها إلى أشبه ما يكون إلى حياة واقعية بأحجام كبيرة، ولا أخفي بأنني أتعامل مع مجسمات معقدة لصغر الأحجام وصعوبة الحصول عليها، وبدأت فعلياً البحث عنها خارج حدود الدولة، وطلبت كميات كبيرة منها، كما أنجزت ورشة خاصة في المنزل، ومن ثم تعمقت أكثر في هذا الفن.

التحدي الآخر كان حينما تعمق المري في هذا الفن بشكل كبير، حيث وجد أن القليل في العالم من يهتم به، إلا أنه لاقى تشجيعاً كبيراً من المحيطين به، لاسيما من أسرته وأصدقائه المقربين، وحتى الموظفين الذين يعملون معه.

مواقع التواصل

وبادر المري بترويج موهبته عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، ووجد اهتماما كبيرا من المتابعين، بأسئلتهم واستفساراتهم المتزايدة، وإعجابهم بهذا الفن الراقي. كما أنه ومن خلال حسابه الخاص على «انستغرام»، تواصل معه الكثير من الشباب والفتيات لمعرفة ماهية هذا الفن، وكيفية الحصول على هذه الشخصيات الصغيرة والدقيقة، وهو لا يبخل في تزويدهم بمعلومات وافية بهدف نشر فن «العالم المُصغر».

كتاب الإمارات

يسعى المبدع الإماراتي عمر المري حالياً لإنجاز عمل جديد عبارة عن كتاب يتضمن مختلف الصور التي تجمع بين المجسمات ولمساته الخاصة التي تروي الحياة في دولة الإمارات. ويقول: دولتي هي الأجمل والأروع في عين كل من يقدرها ويعرفها جيدا بل ويزورها، هذه هي نظرتي لوطني الذي أعشقه وأحاول جاهدا أن أرسم معالمه في عملي الفني، وذلك من خلال تحقيق الانسجام الجميل بين مجسماتي الصغيرة وبثّ الحياة فيها، وبين رؤيتي الإبداعية في التقاط صور لها، مؤكداً أن الفن المُصغر يحتاج إلى من يقدره ويفهمه، ومعبراً عن أمله في أن يصبح هذا الفن مطلباً لدى كثير من المعجبين والمقتنعين بالفكرة.

أفكار

100 لقطة إبداعية تنافس بعضها جمالاً

حينما يستورد الفنان عمر المري مجسماته الصغيرة التي لا تكاد تصل إلى حجم أو طول الأصبع، فإنه يفكر ملياً كيف يبدع في إيجاد جو وبيئة مناسبة وجميلة لها، فالفكرة هي القاعدة الأساسية لتأسيس اللقطة الفوتوغرافية المتوائمة والمتكاملة.

وفي ورشته، يحتفظ المري بأكثر من 100 لقطة إبداعية لمجسمات تسابق نفسها في الأناقة والجمال، منها مجسمات لرجل يقطع الأشجار في الحقل، وأخرى لشخص يعزف على «البيانو» المتمثل في ذاكرة هاتف صغيرة، وأخرى لأشخاص يلعبون كرة القدم ومبتهجين في الوقت ذاته بفرحة الفوز.

وأكد المري أن للقطاته الرائعة تكويناً وقواعد من مسافة وظل ونور وخلفية وطريقة استخدام الكاميرات و«الزوم والفلاش» وغيرها.

موهبة

الفارق في تطبيق قواعد فنية

قال فنان «العالم المصغر» إن الفارق بين المصورين يكمن في تطبيق القواعد اللازمة بحس فني رفيع، وهو ما يتصل بالموهبة التي هي أساس كل نجاح، موضحاً أنه يحرص على ربط التكوين أو القاعدة التصويرية بالرسالة التي يريد إيصالها من خلال الفكرة، وقد يضطر في كثير من الأحيان إلى كسر القاعدة لإرسال شعور أو رسائل أخرى.

نيسان ـ البيان ـ نشر في 2015-09-06 الساعة 19:59

الكلمات الأكثر بحثاً