شبكات الكراهية الاجتماعية و(سقطات لسان النخب)
نيسان ـ نشر في 2015-09-17 الساعة 20:36
لقمان إسكندر
المسؤول عن طَرْق ثقافة الكراهية لأبوابنا خلفيات عميقة من الممارسات السياسية باستغلال التيارات السياسية والاجتماعية بعضها ضد بعض بأدوات جهوية، ثم ساهمت صراعات المنطقة اليوم على تغذيتها بالنار والضجيج.
نحن مختلفون، نعم، ونجحنا في النأي بأنفسنا عن الشرر. هذا صحيح، لكن علينا أن نرى المشهد، كما هو، وليس كما نشتهي، حتى ننجح في معالجات لا تخفي الأوساخ خلف السجادة، بل تقذفها خارج البيت.
نعم .. لا الحملات التوعوية تفيد ولا القرارات الرسمية مجدية، كما لا يفيد ألف قانون وقانون يجرم الكراهية وخطابها الدامي، ما يفيد أن لا تضيع بوصلة منافساتنا السياسية الداخلية بتحويرها الى صراعات جهوية.
العالم مفتوح على (شبكات القطيعة المجتمعية) ومن المحال أن ينجح أحد في ضبطها. أما من أين نبدأ فمن رفض اعتبار الواقع (زواجا قسريا) بل وطنا نعيشه حقا.
إن اعتبار ما يشاع في المجتمع من سقطات على لسان نخب يجب أن يجري التدقيق فيه جيدا، فكلمات النخب أخطر وأشد وقعا من شبكات الكراهية الاجتماعية.
أما الاستناد للقول ان عبارة النخب سقطات غير مقصودة إنما يتجاهل وجود منظومة كاملة تستقر مصالحها على صفيح الخلافات الساخنة، وهو أخطر من ذلك يتبنى رأي أن مقترفها لم يخطئ في تموضعه، وإنما اخطأ في كشف المكان الذي يقف فيه.
روح المصطلحات وسياقاتها تشي بالكثير، وتفرزنا دون أن ندري، ثم يفهم الناس منها مواقف الرجال، وأين هم، وكيف هم، وهل بدلّوا وهل غيروا من دون أن يفكفكوا الألغاز، أو ينفتحوا على مسرح من المعلومات. والناس تراقب وتصدر أحكاما فورية على سقطات كشفت ما في شرايين القلب من ظلمة.
ما نريده هو الوقوف (هنا الآن معنا). بالمظهر والجوهر معا. نريد القلب. بشرايينه ونريد اللسان بحباله الصوتية، ونريد إيمانا ينزع الى الوطن كله، حتى وإن اختلفت المواقف السياسية.
لا نريد تعايشا فقط، ولا تقبلا للآخر. في الوطن لا يوجد آخر. ما نريده إلغاء تقية تضمر في الجلسات الخاصة همسات، وتثرثر في العلن ما يرغب الناس في الاستماع إليه، فلدى الناس آذان غير تلك المعروفة تعرف فيها. نريد جسما واحدا جوهره مثل مظهره. حديثه أمام الكاميرات مثل كلامه في غرفة نومه.