فامض في ركب المنافي فرصة المسحوق غُربة

نيسان ـ إبراهيم قبيلات

أتذكرون قتيبة الذي طلب من رئيس الحكومة السابق، عمر الرزاز أن يطمئنه إذا ما كانت الأوضاع ستتحسن في الأردن وإلا فسوف يستمر في البحث عن بلد يهاجر إليه؟.

أتذكرون حينها بما نصحه الرزاز؟

الدكتور عمر طلب حينها من قتيبة العدول عن فكرة الهجرة، وطالبه بالتعاون مع الجميع حتى يتحقق مراده.

هل تذكرون صاحبنا الشاعر، وهو يرد على قتيبة، إذ قال: فامض في ركب المنافي فرصة المسحوق غُربة؟

ألم تسمعوه وهو يقول له: قم وهاجر يا قتيبة لا تقم في أرض خيبة؟

أقول ذلك، بعد أن غادرنا د. عمر الرزاز برتبة رئيس وزراء أسبق، فيما لم يبق الحال على سوئه، بل صار أسوأ.

أعلم أن الناس حينها سخرت من تصريح الرزاز، ولم تضعه موضعاً جدياً.

أعلم أن الناس على التواصل الاجتماعي أوصوا قتيبة بالإسراع في الهجرة، وبالبحث عن مستقبله في بلد آخر.

ونعلم اليوم جميعنا أن الموصين حينها كانوا محقين جداً، وقد ظهر اليوم أنهم حينها كانوا محقين، والشاهد هو حالنا الذي انتهينا إليه.

تخيلوا.. استطلاع للرأي نفّذه المعهد الجمهوري الدولي انتهى إلى أن نصف الشباب الاردني راغب بالهجرة للخارج.

الاستطلاع نفسه أظهر قلة الثقة في الأحزاب السياسية وحماس تجاه الانتخابات المحلية.

فما يعني هذا؟

هذا يعني أننا أمام عدم ثقة للشباب بكل شيء، كل شيء، بأجهزة الدولة وخططها وما تقوم به، وادعاءات الديمقراطية، وبمؤسسات المجتمع المدني، وفي النهاية بالمستقبل.