اتصل بنا
 

قهوتي.. و يأسي.. وبعض الأشياء

نيسان ـ نشر في 2021-11-21 الساعة 17:25

نيسان ـ مقدار ملعقة صغيرة في علبة القهوة، لاشك أنها لاتفي بالغرض المطلوب لإعداد فنجاني الأول، للاستفاقة على مفارقات النهار الجديد.
أقنعت نفسي بعبث المحاولة وقررت الإنعتاق من هذه العادة، وماذا يعني أن يمر الوقت بدون قهوة؟ لماذا لا أجرب رؤية أخرى لممارسات الاستيقاظ الروتينية؟
فتحت الفيسبوك لإشغال بعض الوقت، لفتني أحد الإدراجات، يتحدث صاحبه عن قصة غريبة، مفادها أن هناك حكي عن بيع مدينة البتراء، ارتعدت فرائصي خوفا، تذكرت حلما رأيته منذ أيام، لقد رأيت مجموعة من الناس تفكك واجهة الخزنة الشهيرة، لم أخبر الحلم لأحد، سيقال لي" أضغاث أحلام" تعصف بليلك الطويل.. نظرت من النافذة، هالني منظر لمعان الطريق بعد أن غسله المطر،إنه يبرق كزبدية قيشان، خرجت أمشي لعل أغير مراق صباحي، حدثت نفسي بما صار وبما قد يصير من ألم.
تقززت حواسي عندما وقع نظري على بصقة بصقها مستهترا يجهل معنى الانتماء للوطن، تصاعدت درجات عصبيتي، فبصقت من شدة الحنق فوق هلامية بصقة المجهول، تبا لي... لقد زدت الأمر سوءا، قررت إصلاح خطيئتي المخجلة، وأين.. إنها بالقرب من محل فلافل ترللي ، نقلت بعض التراب الطري وحثثته لأخفي الجريمة المزدوجة، لقد تغير المشهد، فبدأت الصورة أشبه بوحمة في خد الطريق المسكين.
أسرعت السير كي أتجاوز رائحة المقالي التي أكرهها..... عادت السماء تمطر، دخلت إلى أقرب سوبرماركت وكأنني هاربة من كوميديا الأخطاء، تظاهرت باستعراض بضائع الرفوف المتنوعة، استفسرت عن كثير من الأسعار المستعرة، يدي تطقطق بجيبة معطفي... يا للهول، كل ما معي لا يتجاوز فراطة دينار ونصف، لم يكن من ضمن مخططي التسوق أطلاقا، كنت أبحث عن الجمال..لابد أني سأزعج التاجر نهاية المطاف... بكم عبوة القهوة هذه؟ بدينار وخمسة وسبعين...ألا يوجد أرخص منها؟!..... زممت شفتي.. المبلغ لا يكفي... حسنا.. سأمر بالمخبز وأعود لاحقا لأشتري.... لقد شغل الأطفال المكان ولم يعد الأمر محرجا....... عدت إلى البيت مذعورة كنملة سليمان.. أقنعت حالي أن الشاي بالميرمية هو ما يتطلبه هذا الجو وليست القهوة التي تنام في العبوة المزركشة بالكتابات.. .... إنها تمطر من جديد .. نفثت زفير يأسي على الزجاج.. فكرت أرسم قلب حب وأكتب أسم زوجي..فاليوم مقدسيا بامتياز... تراجعت عن الفكرة.. فكتبت.. ارجوكم اتركوا لنا إلا البتراء..!!!

نيسان ـ نشر في 2021-11-21 الساعة 17:25


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً