بابا نويل

نيسان ـ لاشك أني عرفت شخصيته للمرة الأولى من خلال مسلسلات الكرتون، لا أدري متى، لكن من المؤكد في عمر يصدق فيه الأطفال كل الأشياء، في عمر لا علاقة لهم فيه إلا بإنتظار الفرح والدهشة بعيدا عن " لهم ولنا".
كنت أصدق أن هذا العجوز بلحيته البيضاء يحمل شوالا على ظهره وهو يقاوم بجزمته أكوام الثلج ليلا، حتى قد يدخل من النوافذ ويضع الهدايا عند أسرة الصغار النيام ويذهب دون قطع وصلة أحلامهم و" أكل الرز بحليب مع الملائكة".
لم أكن أعرف أن الأباء والأمهات هم من يزودونه بالمفاجآت وعناوين أولادهم ويفتحون له باب البيت، لم اكن أعرف أن لأطفالا دين دون غيرهم، كنت أتوقع زيارته لي ذات ليلة ثلجية فهو بنظري مرتبطا بالليل، يختار من يشاء من الأطفال اللطفاء حسبما يريد هو، لم أدر أن لعيد الميلاد علاقة بظهوره.. كانت خيبتي كبيرة بعدما فرحت مرة في صباح عيد حيث وجدت حذاء أحمرا عند مخدتي، ظننته من بابا نويل ولكن جدتي أكدت لي أن جدي اشتراه أمس وجاء به عندما عاد متأخرا إلى البيت.
ظلت صورة بابا نويل في مخيلتي تلك الصورة التي لم تتجاوز عمر الدهشة والغرابة والإنتظار وتساوي الأشياء في عين الصغير... أعلم أن أحد أفراد عائلتي سيضحك وهو يقرأ هذا المنشور وسيضع لي هدية ليلا بالقرب من سريري.. معلش سأكتفي بقطعة شوكلاته وسأغض الطرف وأعتبرها أيضا هدية من بابا نويل.. عيد سعيد وميلاد مجيد وكل عام والجميع بخير.