رحل عطا الطفيحات أبو هاني بهدوء
نيسان ـ نشر في 2022-01-03 الساعة 10:36
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
دلفت مساء إلى غرفة العناية الحثيثة بقدم مرتجفة وعيون مهزومة وقلب نازف، فكان عطا الطفيحات، ابو هاني بكامل هيبته ووقاره، فيما يتحوطه أبناؤه وبناته ومريدوه، وقد شعروا بدنو أجله.
تأملته بصمت لبرهة، ثم هربت منه ومن رجفة علي ومن نفسي ومن ذكرى ظل بها ابو هاني كريماً شامخاً ببساطته حد الفراسة.
ولد ابو هاني على حافة الفقر، ولد وحيداً وعاش يتيماً يلوذ بنفسه وفقره كلما اشتدت عليه النوائب، فمات كثيراً بمحبيه وجيرانه ومريديه.
لم تعتد الناس ان تقرأ شيئاً عن فقير ولد في شعاب البؤس وعاش عمره على ضحكة.
اعتدنا القراءة عن رؤساء وزارات ووزراء ومسؤولين نهبوا ونهشوا البلد من كتفها الى قلبها، لكننا لم نقرأ سطراً عن شخص اسمه عطا الفرا.
تعالوا احدثكم عن عطا الفرا ..
عطا الفرا أبو هاني ولد وعاش يتيما، وحين شقشقت شمس الصبا صار راعياً في بطون وادي الهيدان وجباله المنتصبة شاهداً على فقر المكان ووعورته.
تمرد كثيراً على قسوة حياته وبرودة يتمه، وقرر أن يبني عشيرته بنفسه؛ فتجند بالعسكرية والتاج بهيبة قائد.
أحبه لأنه بساطتنا المفقودة، أحبه لأنه وجعنا النازف، وقهرنا الازلي، أحبه لانه اليتيم الطاهر، أحبه لأنه الأب الحاني، ولأنه العطوف ولأنه المعطاء، ولأنه الرجل الضحوك في زمن العهر القاهر.
هو وهج المروءة، ومسك الإنسانية، هو خليط من محبة وفقد وأبوة في زمن التوحش والسادية.
"هذا كروز الفايسوري اعطيه لليتيم"، هذه وصية أبي هاني لابنه علي عقب كل غربة سريعة له، والقصد أنا.
هو اليتيم الاول وانا اليتيم الثاني..
كان ذلك قبل أكثر من ربع قرن، حين أخذته الاقدار الى الشحن البري بعد أن افنى زهرة شبابه في العسكرية.
حينئذ بدأ أبو هاني نظم طوق أسرته بحب وإتقان، ففي العسكرية أطلق أول صلية من ذخيرة عز وحب.
وداعاً يا حبيبي ..
دلفت مساء إلى غرفة العناية الحثيثة بقدم مرتجفة وعيون مهزومة وقلب نازف، فكان عطا الطفيحات، ابو هاني بكامل هيبته ووقاره، فيما يتحوطه أبناؤه وبناته ومريدوه، وقد شعروا بدنو أجله.
تأملته بصمت لبرهة، ثم هربت منه ومن رجفة علي ومن نفسي ومن ذكرى ظل بها ابو هاني كريماً شامخاً ببساطته حد الفراسة.
ولد ابو هاني على حافة الفقر، ولد وحيداً وعاش يتيماً يلوذ بنفسه وفقره كلما اشتدت عليه النوائب، فمات كثيراً بمحبيه وجيرانه ومريديه.
لم تعتد الناس ان تقرأ شيئاً عن فقير ولد في شعاب البؤس وعاش عمره على ضحكة.
اعتدنا القراءة عن رؤساء وزارات ووزراء ومسؤولين نهبوا ونهشوا البلد من كتفها الى قلبها، لكننا لم نقرأ سطراً عن شخص اسمه عطا الفرا.
تعالوا احدثكم عن عطا الفرا ..
عطا الفرا أبو هاني ولد وعاش يتيما، وحين شقشقت شمس الصبا صار راعياً في بطون وادي الهيدان وجباله المنتصبة شاهداً على فقر المكان ووعورته.
تمرد كثيراً على قسوة حياته وبرودة يتمه، وقرر أن يبني عشيرته بنفسه؛ فتجند بالعسكرية والتاج بهيبة قائد.
أحبه لأنه بساطتنا المفقودة، أحبه لأنه وجعنا النازف، وقهرنا الازلي، أحبه لانه اليتيم الطاهر، أحبه لأنه الأب الحاني، ولأنه العطوف ولأنه المعطاء، ولأنه الرجل الضحوك في زمن العهر القاهر.
هو وهج المروءة، ومسك الإنسانية، هو خليط من محبة وفقد وأبوة في زمن التوحش والسادية.
"هذا كروز الفايسوري اعطيه لليتيم"، هذه وصية أبي هاني لابنه علي عقب كل غربة سريعة له، والقصد أنا.
هو اليتيم الاول وانا اليتيم الثاني..
كان ذلك قبل أكثر من ربع قرن، حين أخذته الاقدار الى الشحن البري بعد أن افنى زهرة شبابه في العسكرية.
حينئذ بدأ أبو هاني نظم طوق أسرته بحب وإتقان، ففي العسكرية أطلق أول صلية من ذخيرة عز وحب.
وداعاً يا حبيبي ..