الأردن بين حزبين: تيار عبد الهادي وإرادة نضال
نيسان ـ نشر في 2022-08-17 الساعة 07:57
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
هكذا كانت تسير أمورنا الحزبية الرسمية قبل نحو عقدين من الزمان؛ بهدف انتاج خلايا حزبية رسمية لمواجهة المد الحزبي الإسلامي، آنذاك خرج الرسمي علينا بخلايا حزبية اسمها (التيار) وزعيمه الكبير عبدالهادي المجالي رحمه الله تعالى.
المجالي رجل دولة، لا أحد يختلف على ذلك، بالنسبة الى عقل الدولة الرسمي، فالمجالي كان ملاذاً، وله باع سياسي عميق، إضافة الى كونه ابن البيروقراطية الأردنية، ولما شكّل المجالي الحزب، انتسب الناس لحزب عبدالهادي، وليس لحزب التيار، فالتيار هو عبدالهادي ببساطة.
وباعتباره (فكاك نشب)، يلجم الشر ويطيب خاطر الدولة، فمن كان يطمح ان يصبح مديراً كانت القناة عبدالهادي المجالي، ومن يحلم ان يكون يكون راعي ديانا ويبيع بطيخ، لم يجد طريقاً له سوى التيار وزعيمه.
الناس ببساطة تدفقت، لكن انتظروا. هذا ليس حزباً، هذا أسلوب أردني في التعيين، او طريق واصل بين الطموح الفردي والتعيين، أما الحزب فشأن آخر.
انتبه القوم وأنهم يواجهون المد الإسلامي بشخص همّه الأول ان يجري تعيينه في الدولة بمنصب كذا، وبآخر يرتدي ما لذ وطاب من الأحلام؛ بدءاً في (المخترة) والوجاهة وليس انتهاء في خوض الانتخابات البرلمانية.
المد الإسلامي استمر، واستطاع مواصلة تمدده، فيما نهض نموذج حزب التيار سنة او ربما سنتين، ثم أفل بهدوء.
بالطبع كان حزب التيار شكلياً ككل حزب، له مكاتب وأرقام هواتف ومدراء فروع، وكل ما يحبه قلبك، في عمان والمحافظات والمخيمات، لكن هذا امر مختلف عن شكل الحزب الذي نعرفه وتعرفه البشرية.
لم يشكل عبدالهادي المجالي حكومة بدفع من حزبه، سواء كانت هذه الحكومة برلمانية او تقليدية، وربما ما كانت تخشى منه الدولة في حال شكل المجالي حكومته استنادا الى الحزب ان يمضي الناس في طموحهم نحو هذا النهج، وهو اخر ما تريده الدولة، بهذا المعنى كانت الدولة تطلق النار على قدمها وهي تسمح لعبدالهادي المضي في تياره.
الأكثر فاجعة، هو ان أياً من شخصيات الصف الأول في تيار عبدالهادي المجالي لم يجر تمكينه سياسيا، اذن نحن نتحدث عن فقاعة اطلقت في الهواء ثم نفّست.
نحن هنا لا نستغرب ان يكون تخريب تجربة عبدالهادي المجالي مرده صراع مراكز القوى في عمان، ربما وربما ان الغاية منه الهاء المجالي واشغاله مثلا او خلق فكرة يجادل بها المجتمع الأردني ساعة من عمره.
حاليا يراد نسخ تجربة المجالي عبر بوابة الشاب نضال البطاينة، (ذلك ان خطاب التجربة اليوم خطاب الشباب) لكن التجربة سريعا فشلت، الرجل يتحرك على اتساع الرقع الجغرافية يميناً وشمالاً، والناس هي الناس تريد منافعها لا الحزب وأدلجته ومبادئه.
اليوم يستنسخ حزب إرادة تجربة التيار خطوة بخطوة، الطموح الفردي للمنضوين الى الحزب هو هو الطموح الفردي الذي كان يدفع الشخص للانضمام الى حزب التيار، برغم ان الحزب ينفق جيدا، والمزاج العام يشتم الرعاية لإرادة.
ما يدعو الى الاستغراب ان الجماعة ما زالت لم تلتقط جوهر الفكرة الحزبية، هم يريدون طريقا آخر لتشكيل الحكومة بعيداً عن طريق التعيين المعهود، طريق سمّه ما شئت، أما القوم فيريدون ببساطة إعادة تدوير شكل الواسطات في الأردن بثوب حزبي.
صحيح أن الحزب كرؤوس وأرقام بشرية يكبر وينتفخ، لكن الفكرة الحزبية، إننا أمام حزب افراده غير حزبيين، وسيكون عليهم واجب مرافقة نضال وإنتاج أفكار حزبية عن الدولة المدنية وسيادة القانون والهوية وحقوق أبناء الأردنيات وغيرها من الملفات الساخنة.
عموماً الله يهنيكم بحزبكم وتشوفوا على وجهه الخير يا رب.
هكذا كانت تسير أمورنا الحزبية الرسمية قبل نحو عقدين من الزمان؛ بهدف انتاج خلايا حزبية رسمية لمواجهة المد الحزبي الإسلامي، آنذاك خرج الرسمي علينا بخلايا حزبية اسمها (التيار) وزعيمه الكبير عبدالهادي المجالي رحمه الله تعالى.
المجالي رجل دولة، لا أحد يختلف على ذلك، بالنسبة الى عقل الدولة الرسمي، فالمجالي كان ملاذاً، وله باع سياسي عميق، إضافة الى كونه ابن البيروقراطية الأردنية، ولما شكّل المجالي الحزب، انتسب الناس لحزب عبدالهادي، وليس لحزب التيار، فالتيار هو عبدالهادي ببساطة.
وباعتباره (فكاك نشب)، يلجم الشر ويطيب خاطر الدولة، فمن كان يطمح ان يصبح مديراً كانت القناة عبدالهادي المجالي، ومن يحلم ان يكون يكون راعي ديانا ويبيع بطيخ، لم يجد طريقاً له سوى التيار وزعيمه.
الناس ببساطة تدفقت، لكن انتظروا. هذا ليس حزباً، هذا أسلوب أردني في التعيين، او طريق واصل بين الطموح الفردي والتعيين، أما الحزب فشأن آخر.
انتبه القوم وأنهم يواجهون المد الإسلامي بشخص همّه الأول ان يجري تعيينه في الدولة بمنصب كذا، وبآخر يرتدي ما لذ وطاب من الأحلام؛ بدءاً في (المخترة) والوجاهة وليس انتهاء في خوض الانتخابات البرلمانية.
المد الإسلامي استمر، واستطاع مواصلة تمدده، فيما نهض نموذج حزب التيار سنة او ربما سنتين، ثم أفل بهدوء.
بالطبع كان حزب التيار شكلياً ككل حزب، له مكاتب وأرقام هواتف ومدراء فروع، وكل ما يحبه قلبك، في عمان والمحافظات والمخيمات، لكن هذا امر مختلف عن شكل الحزب الذي نعرفه وتعرفه البشرية.
لم يشكل عبدالهادي المجالي حكومة بدفع من حزبه، سواء كانت هذه الحكومة برلمانية او تقليدية، وربما ما كانت تخشى منه الدولة في حال شكل المجالي حكومته استنادا الى الحزب ان يمضي الناس في طموحهم نحو هذا النهج، وهو اخر ما تريده الدولة، بهذا المعنى كانت الدولة تطلق النار على قدمها وهي تسمح لعبدالهادي المضي في تياره.
الأكثر فاجعة، هو ان أياً من شخصيات الصف الأول في تيار عبدالهادي المجالي لم يجر تمكينه سياسيا، اذن نحن نتحدث عن فقاعة اطلقت في الهواء ثم نفّست.
نحن هنا لا نستغرب ان يكون تخريب تجربة عبدالهادي المجالي مرده صراع مراكز القوى في عمان، ربما وربما ان الغاية منه الهاء المجالي واشغاله مثلا او خلق فكرة يجادل بها المجتمع الأردني ساعة من عمره.
حاليا يراد نسخ تجربة المجالي عبر بوابة الشاب نضال البطاينة، (ذلك ان خطاب التجربة اليوم خطاب الشباب) لكن التجربة سريعا فشلت، الرجل يتحرك على اتساع الرقع الجغرافية يميناً وشمالاً، والناس هي الناس تريد منافعها لا الحزب وأدلجته ومبادئه.
اليوم يستنسخ حزب إرادة تجربة التيار خطوة بخطوة، الطموح الفردي للمنضوين الى الحزب هو هو الطموح الفردي الذي كان يدفع الشخص للانضمام الى حزب التيار، برغم ان الحزب ينفق جيدا، والمزاج العام يشتم الرعاية لإرادة.
ما يدعو الى الاستغراب ان الجماعة ما زالت لم تلتقط جوهر الفكرة الحزبية، هم يريدون طريقا آخر لتشكيل الحكومة بعيداً عن طريق التعيين المعهود، طريق سمّه ما شئت، أما القوم فيريدون ببساطة إعادة تدوير شكل الواسطات في الأردن بثوب حزبي.
صحيح أن الحزب كرؤوس وأرقام بشرية يكبر وينتفخ، لكن الفكرة الحزبية، إننا أمام حزب افراده غير حزبيين، وسيكون عليهم واجب مرافقة نضال وإنتاج أفكار حزبية عن الدولة المدنية وسيادة القانون والهوية وحقوق أبناء الأردنيات وغيرها من الملفات الساخنة.
عموماً الله يهنيكم بحزبكم وتشوفوا على وجهه الخير يا رب.
نيسان ـ نشر في 2022-08-17 الساعة 07:57
رأي: ابراهيم قبيلات