اتصل بنا
 

اين الخلل؟

كاتب وصحافي اردني

نيسان ـ نشر في 2022-11-19 الساعة 15:25

نيسان ـ لعل أزمة الأردن الحقيقية تكمن في العجز عن تشخيص واقع البلاد، استنادا للحقائق العلمية والعملية بعيدا عن العواطف او عواصف الغضب.
الأردن الدولة هي نتاج عامل خارجي، تمثل في سقوط الدولة العثمانية، وعامل داخلي كان جنينيا لا يرقى لمستوى بناء كيان وطني مكتمل الأركان.
الشعب الأردني هو تجمع من الفلاحين والبدو لا يمتلك إطار مديني او برجوازية وطنية لها مشروعها، لذلك كان العامل الخارجي وتحالفاته الداخلية هي العوامل المنشأه للدولة.
كانت القومية (مصر العراق سوريا) واليسار ( الاتحاد السوفيتي، يوغسلافيا ودول المعسكر الشرقي) هي البوابة لللاردنيين الفقراء للتعلم واكتساب المعارف، وهو ما أسس لنخبة وطنية ذات وعي بذاتها ومحيطها، رغم تواضع اسهامهم في خلق رواية اردنية مستقلة حول البلد والناس.
شكل انهيار المعسكر القومي والشرقي في إغلاق تلك البوابة أمام فقراء العالم الثالث وتحديدا الاردنيين، فكانت اردنة التعليم من خلال انتشار الجامعات المحلية والتي ان كانت توفر التعليم للشباب الأردني الا انها كانت عاجزة عن توفير الثقافة والوعي والبيئة المناسبة لتجاوز الفقر المعرافي والحضاري، ما أسس للأجيال من الشباب بثقافة سطحية مغرقة في المحلية، انعكس ذلك كله على النقابات والاحزاب ومؤسسات الدولة وهو من نرى نتائجه اليوم في حالة الهشاشة العامة.
في مقابل هذا المسار كان نادي النخبة يمتلك المال والفرص للنخراط في الجامعات الغربية ليعود هو أيضا بثقافة ليبرالية لا علاقة لها بواقع البلاد واحتياجاتها.
نحن اذا أمام استعصاء بالغ العمق ولتجاوزة نحتاج فعلا لمعجزة ربما يوفرها الانترنت والعولمة والفضاء المعرفي المتاح .
دون ذلك فإن طرفي المعادلة اردنيا شعب ونادي نخبة لا يتوفر لأي منهم القدرة على الإجابة على سؤال ما العمل.

نيسان ـ نشر في 2022-11-19 الساعة 15:25


رأي: منصور المعلا كاتب وصحافي اردني

الكلمات الأكثر بحثاً