اتصل بنا
 

القضاء العشائري بين سندانة المستشارية ومطرقة الصيني

نيسان ـ نشر في 2023-01-11 الساعة 23:57

نيسان ـ مع أنني أدرك أن السمين في هذا الزمن منبوذ ولو كان بالكتابة ولكنني كتبت في هذا الموضوع للأهمية ونزولاً عند رغبة شخص أشار لي بمقال حول الموضوع.
أن المتتبع للقضاء العشائري منذ زمن بعيد والعارف بأصوله يجد انه دستور ينظم حياة الناس ويحل النزاعات دون مهادنة أو ضغط من أية جهة كانت.
وجد القضاء العشائري قبل أن تتشكل الدول وتنشأ الحكومات والقاضي العشائري شخصية اجتماعية ومعرفية مرموقة تصقل شخصية المجالس والمواقف وتتوفر فيه سمات عديدة أهمها مخافة الله والمعرفة بأحكام الشريعة الإسلامية وأن يكون ذو أخلاق عالية يستوعب الجميع على اختلاف ألوانهم واجناسهم ويكون مؤتمن وأمين على الناس وعلى سلوكاتهم وتظهر لديه صفة الصدق في القول والعمل ويمتلك الجرأة أمام الجميع ولا تأخده في الحق لومة لائم.
أن القضاء يقوم على أسس واعراف وسلوم بين القبائل إطاره العام واحد وتفصيلاته وبعض انظمته تختلف من قبيلة إلى أخرى في بعض الإجراءات.
القاضي العشائري شائع الصيت بالمعرفة والصدق والأمانة وهو قاضي لجميع القبائل وليس لقبيلته فقط بعينها ولكن هناك إجراءات واعراف تنظم ذلك لا مجال لِذكرها الأن أن ما يحدث على صعيد القضاء العشائري والعشائرية بشكل عام بكل تفصيلاتها من ظهور كثير من المستشيخيين والصاق الأعراف والعادات بأشخاص جهلة لا يمتلكون أدنى مقومات المسمى هو شيء ممنهج للقضاء على النسيج الأجتماعي القيمي بين الناس.
أين هم قضاة العشائر الان من هو الذي يفرض على الناس القاضي العشائري أو المستشيخ الذي لا نراهُ ألا في الجاهات المصطنعة والمفرغة من مضمونها أو عند الدعوات التي يحجم عن تلبيتها المحترم.
أين هم اولاد وأحفاد القضاة الذين كانوا يزمجرون في المجالس كالأسود.
أين أبناء العوارف الذين يُسمع لحججهم التي تشبه عد الذهب.
أين اولاد جلساء الشيوخ ومستشاروهم.
انه زمن عزّ على المحترم أن يظهر فيه لأن البضاعة رديئة والعرض مباح بلا قيمة.
كم محترم يزور مكاتب الحكام الأداريين ومظلة العشائر التي لم يبقى منها ألا اسمها وقليل من الخييرين فيها.
للأسف ومع احترامي اليوم الحولي بسعر أمه.
من هنا أوجه نداء للناس بأن يحترموا ويقدروا المحترم وصاحب الدين والمعرفة، وأن ينبِذوا رواد الحانات والنوادي القذرة وأصحاب الأنفس الرديئة وازلام المصادر الوقحة.
وللحديث بقية.

نيسان ـ نشر في 2023-01-11 الساعة 23:57


رأي: ماجد خضر البريزات

الكلمات الأكثر بحثاً