اتصل بنا
 

الانتخابات التركية .. الناخبون يهبون العدالة والتنمية (شيك على بياض)

نيسان ـ نشر في 2015-11-01 الساعة 21:03

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية حدث يحمل معانيَ سياسية كبيرة يدركها صنّاع القرار في المجتمع الدولي، كما تدركها التيارات السياسية في المنطقة.

نحن اليوم أمام زلزال لا بد وأن يكون له ارتدادات مهمة على صعيد المنطقة، بجميع ملفاتها الساخنة.

ما يهمنا هنا هو ما تعبر عنه الانتخابات التركية هو فوز فكرة الدولة المدنية المستندة الى أطر ديمقراطية تعبر عن طموحات الشعوب. دولة مدنية ليس مهما من يقودها من التيارات والأحزاب - إسلامية كانت أم علمانية - لكن الجميع في المقابل يدرك مسبقا أن أي إخفاق سيعني أول ما يعني خسارة الحزب نفسه لمقعده المتقدم.

اليوم، لقد انتزع حزب العدالة (شيك على بياض) من الشعب التركي بأن يمضي في مشروعه السياسي حتى آخر الشوط. من هنا سيكون للحزب قريبا مواقف أشد جرأة من تلك التي وقفها قبل أشهر، وهذا ما تتوقعه الدول المعنية بالتأكيد.

لم يقرر الناخب التركي - وهو يضع ورقته في صندوق الاقتراع - مصير الدولة التركية المعاصرة وحسب، بل وجزءا مهما من مستقبل المنطقة كذلك.

عندما تجري الانتخابات البرلمانية وسط إقليم ملتهب، ثم يقرر الأتراك عدم النزول من عربة حزب العدالة والتنمية، فهذا يعني الكثير إقليميا ودوليا، سواء من حيث مستقبل تيار الإسلام السياسي المعتدل في المنطقة أو من حيث مستقبل الملفات الساخنة، وعلى رأسها الأزمة في سوريا.

لن ينام بشار الأسد هذه الأيام على سرير مريح، وهو على أية حال افتقده منذ زمن. لكن أمانيه كلها بزوال غريمه أردوغان وحزب عن المشهد ذهبت أدراج الرياح، وهو يراقب امام شاشة التلفاز تفوق أحد أشد أعدائه في المنطقة.

لقد كانت حسابات الرئيس التركي دقيقة، وهو يخوض ما كنا نظنه مغامرة. ورغم ذلك، فإن أردوغان نفسه لم يكن يتوقع أن تلامس النتائج ما حققه حزبه، لكن الشعب التركي فاجأ الجميع.

ما بعد الانتخابات وتحدي الملف الكردي

لكن هل هذا يعني أن حزب العدالة والتنمية اليوم في نزهة؟ ستمضي الاحتفالات سريعا، وسيكون على الحزب التعامل مع ملفات ساخنة أفرزتها الانتخابات نفسها، ومن بينها النتائج التي حققها الأتراك الأكراد.

حزب العدالة نفسه لم يكن يريد أن تهبط نتائج الأكراد في الانتخابات الى ما دون الـ 10% - وقد حققوا زيادة عنها بقليل - وذلك حتى لا يدفعهم إخفاقهم في هذه الانتخابات نحو العودة الى السلاح بانحيازهم لخيار البكاكا.

لقد نجح حزب العدالة بإقناع الكثير بالتخلي عن السلاح والعمل السياسي، والشاهد على ذلك النتائج الحالية التي أظهرت فشل حزب الشعوب الكردي بإقناع الأكراد وتراجعه، وهي مقدمة لتراجع أكبر في قابل الأيام مع النجاح حزب العدالة.

نيسان ـ نشر في 2015-11-01 الساعة 21:03

الكلمات الأكثر بحثاً