اتصل بنا
 

مات (عراب الغزو الأجنبي لبلاده)

نيسان ـ نشر في 2015-11-03 الساعة 19:06

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

مات نعم. لكنه ترك حملا ثقيلا اسمه العراق. مات .. وها سيحضرونه ليُقْبَر .. هل سيسترح الآن؟ هو - في الحقيقة - قد بدأ.

مات أم قتل؟ سواء بجلطة أو بالسم. لا فرق.

حتى وإن انشغل بعض السياسيين العراقيين في فكرة أن الجلبي لوّح قبل أيام بكشف ملفات فساد، وان يقلب عاليها واطيها.. في الحقيقة من انقلب الى (واطيها) الجلبي نفسه.

مات من ينظر إليه الغرب قبل العرب بصفته عراب الموت في بلاده.

اخضعه - إن أردت - لكل الأيديولوجيات التي عرفت في الكون. حتى في الأخلاقيات التي تعتنقها المافيا العالمية، ستخلص الى التالي: خان وطنه.

مات من انشغل سنين في إقناع جنود واشنطن ليطيروا الى بلاده. بلاده التي فقدت ملايين القتلى، وأكثر منهم من الجرحى والمشردين. ثم نجح فدخل المستعمرون الجدد العراق، بلكنات متعددة بدأت بالأمريكي ولم تتوقف عند الإيراني. فهل جعل الجلبي العراق أفضل؟

مات أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، التي سلمت له مقاليد الحكم، ثم شغل رئاسة اللجنة المالية للدورة التشريعية الحالية.

مات رئيس اللجنة المالية النيابية، أحمد الجلبي، بعد أن أصيب الثلاثاء بجلطة دموية عن عمر يناهز ستين عاماً في منزله بمنطقة الكاظمية شمال بغداد، وقضى.

مات أحمد عبد الهادي الجلبي المولود عام 1945 والحاصل على درجة الدكتوراه الفلسفية في الرياضيات,

مات من "كان" واحدا من أهم الشخصيات العراقيين الذين ساهموا بفعالية الى إدخال أحذية الجنود الأمريكان الى بلاده.

مات المطلوب لضمير الشعب العراقي خاصة والعربي عامة، قبل أن يكون أصلا مطلوبا للقضاء الأردني باتهامات تتعلق بإدارته لبنك البتراء.

مات صاحب تخصص الرياضيات من جامعة شيكاغو الأمريكية ثم بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا. مات من كان همّه معادلات ومصالح لشريحة من العراقيين دون الكل.

عرف الجلبي قبل أن يجلط ويموت، بالحظوة من قطاعات داخل الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع (البنتاجون).

ولد الجلبي لأسرة عراقية ثرية تعمل في القطاع المصرفي، وغادر العراق عام 1958 وعاش معظم حياته بعد ذلك في الشرق الأوسط وبريطانيا، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انتفاضة ضد النظام العراقي السابق، ونجح، لاحقا لكن على ظهر الدبابة الأمريكية.

مات وسيموت الجميع. لكن ماذا أبقى في ذاكرة الشعب العراقي والمنطقة عنه، وعن شريحته.. ها قد رحل وحيدا.

لا كلمات كثيرة يمكن أن تصف عراب الغزو الأجنبي لبلاده.

نيسان ـ نشر في 2015-11-03 الساعة 19:06

الكلمات الأكثر بحثاً