اتصل بنا
 

وزراء وجنرالات وصغار كسبة سابقون للتعهدات الحزبية وأكشاك المعارضة وأشياء أخرى

نيسان ـ نشر في 2023-09-26

x
نيسان ـ (عاعى) ديك القن بما يلي :
في الأردن ثمة مسؤولون ووزراء وجنرالات سابقون جاهزون باتوا ينافسون صغار الكسبة على أية (صبة) سياسية، تجدهم على (الدواوير) وأطراف الشوارع و(الحواكير) يوم الجمعة، بانتظار أن يعتلوا (تندة) المركبة، وتنطلق بهم إلى أية ورشة صباحية.
مثلاً؛ يترجل (شميطلو) من باب (البك أب) فجراً على دوار (الأحزاب المسمنة)؛ فيندلق أبو مجرفة وأبو (كريك) وأبو عرباية وأبو شدوق وبأيديهم كامل متطلبات المرحلة.
تعتذر من ذاك (الطويل) أو (القصير) لا يهم، وتقول له يا أخي بدنا نصب سقفية حزب بـ(سقفية) أكبر من مقاسك، فيقسم أغلظ الأيمان أن كراسته الوطنية مليئة بكل ما يلزم من مصطلحات وأفكار ومشاريع وطنية جذابة، ثم يمسك بيدك، ويسحبك على انفراد ويسألك : كم طلب منك فلان لقاء الصبة الحزبية؟ ثم يقول أنا أعجبك بالشغل ومعي خبرات من برا كمان، وما بغلبك وما بطلب كثير.
أنت فقط تسمع ولا تجيب.
تهم بالمغادرة نحو (البك أب) أبو غمارتين، فيلحق بك ويقول همساً خلص إنت فصل واحنا نلبس. بدك حزب قرميده (فاتح عالغربي) جاهزين، بدك بدك يكون يساري ونطرشه وجه يميني برضو جاهزين، وإذا بدك كمان نعملك (خلطة) لم يسبقنا إليها الأولون برضو جاهزين.
يا معلم أحنا بتوع كله. المهم أن لا تفلت من أيدينا الورشة، فمهما كبر شأنها لن تخرج عن ثلاثية؛ إعادة التدوير أو حمل حقيبة حزبية أو مهمات موسمية.
حسناً، مجدداً تزم جثتك الباردة، وتربت على كتف (أخينا) الطامح مطمئناً شغفه بالقول "يصير" خير، ثم تسأله عن "دكانة المعارضة" فيشير إليك بسبابته نحو الجهة الغربية؛ ثم تمضي إلى حيث أكياس المعارضة تتعالى فوق الأرفف.
ما أن تركن مركبتك إلى اليمين وفي الساحة الترابية، حتى يتهافت القوم على (البك أب)، بذات الوجوه وذات الملامح وذات الأطماع.
تسالهم ألم تكونوا للتو في قلب دوار (خربوش) للطراشة الحزبية؟.
فيأتي الصوت من حناجرهم عالياً : بلا.
وماذا تفعلون هنا؟.
ندور رزقتنا.
وهل تجيدون فعل المعارضة؟
بالطبع. وما عليك إلا تجربتنا .
تخجل من نفسك، قليلاً، ثم تسألهم وين (كشك) أبو خلف لإعادة التدوير، فيجيبك أبو طويلة. يا بيك لا تغلب حالك. إحنا هنا لمساعدتك، وما عليك إلا أن تختار الوظيفة المطلوبة، ونحن لها جاهزون.
في الحقيقة، ما يحدث ليس إلا تعبيراً عن تشوهات سياسية تاريخية، وأزمة عميقة ظل صاحب القرار يؤجل معالجتها والتغلب عليها حتى ظهرت على سطحنا الاجتماعي دفعة واحدة، على شكل تنابز وردح ونواح، وتورطنا كلنا بدائرة الفرجة الرملية، وقلنا في دواخلنا إن مراكمة التقليد الرسمي بالهيمنة على مؤسسات الدولة سلبتنا حتى روح الاحتجاج.

نيسان ـ نشر في 2023-09-26

الكلمات الأكثر بحثاً