اتصل بنا
 

هل إقتربت نهاية إسرائيل ؟

نيسان ـ نشر في 2023-10-19 الساعة 15:52

نيسان ـ ربما شكل يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني مع إسرائيل ، وأثبتت الأحداث فشل كل أجهزة الاحتلال مواجهة الطوفان العارم رغم كل ما تملكه من أدوات استخباراتية وعسكرية هائلة .
ذهب كثيرون إلى التحليل بأن خطوة حماس غير مدروسة ووصفوها بالانتحار السياسي في ‏ تنفيذ عملية خطرة بأجندة خارجية بحتة لا تراعي الدمار الذي قد يحصل لغزة وأهلها ، فيما ذهب المتحمسون لاعتبار ما حدث لطمة لاحتلال جاثم على أنفاس الفلسطينيين قرابة ٧٥ عاما ، واستبشروا بزوال هذه الكيان المدجج بكل أسلحة الدمار الشامل رغم ما يمتلكه من دعم غربي أعمى لا يأبه بحقوق شعب صاحب أرض وقضية .
إلى هنا تبدو الأمور في سياق طبيعي من الفعل وردة الفعل غير المتكافئة وغير القابلة للمقارنة مع فصيل مؤدلج دينيا ومقاوم لكنه لا يمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني .
بعدها ظهرت نوايا الدولة العبرية الحقيقية بالتعطش للدم والأبادة والعقاب الجماعي عبر قصف أعمى يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى إلى القضاء على البنية التحتية وقطع الماء والغذاء والكهرباء عن قرابة ٢.٣ مليون فلسطيني في غزة ٧٠٪؜ منهم مهجرون وضحايا سياسات التهجير الإسرائيلية من مدنهم الأصلية.
حرب تدمير وإبادة ممنهجة هي إذا ، امتدت إلى الدعوة علنا إلى تهجير جماعي لأهل القطاع إلى مصر في تفكير جنوني يكشف عن نوايا إسرائيل الحقيقية في تحويل الصراع عن مساره إلى تكريس نكبة حقيقية تغير خريطة المنطقة العربية برمتها وتدخلها في حرب إقليمية متعددة الجبهات والأسباب والمصوغات، ولا تسلم الضفة الغربية المحتلة فيها أيضا من سيناريوهات التهجير إلى الأردن وبذلك إنهاء القضية الفلسطينية برمتها ، تماما كما نجحت وفعلت في نكبات سابقة دون أن يرمش للضمير الدولي عين وقتها.
ما تغفله إسرائيل ومن يقف ورائها أن هذا الشعب هو صاحب الأرض والحق والشرعية وفق القرارات الدولية ،ولهذا تبدو خطة الترانسفير جنونية وتدميرية وغير قابلة للتنفيذ أصلا ، والسبب بسيط هو أن الوعي الفلسطيني راسخ بعدم تكرار. عذابات الماضي فهناك رغبة في التحدي والمقاومة من الصغير قبل الكبير والتضحية حتى آخر قطرة دم .
الحديث هنا عن٣.٢ مليون فلسطيني مرابط في الضفة الغربية والقدس و٢.٣ مليون في قطاع غزة والعدد ذاته أو يقل في أراضي فلسطين التاريخية المحتلة عام ١٩٤٨ ، ليصل إجمالي عدد الفلسطينيين في الداخل والخارج الى قرابة ١٤.٥ مليون فلسطيني ، بأستثناء غير المسجلين كلاجئين في الشتات .
من الغباء تناسي حقوق ١٥ مليون شخص تقريبا وانكار حقهم في إنشاء دولتهم المستقلة ، والمنطقي والسردية الصحيحة تقول أن كل الدعوات بانهاء القضية الفلسطينية غبية وستنتهي إلى مزبلة التاريخ آجلا مع عاجلا .
محاولات إنهاء الحلم الفلسطيني ستفشل وعلى العكس ستبقى إسرائيل مهددة وجوديًا ووظيفيا ، وستفشل كل محاولات إدماجها في منطقة لا تشبهها جغرافيا وديموغرافيا وتضاريسها عصية على غزاتها .
الطبيعي في هذه المعادلة أن تنزل إسرائيل عن الشجرة بالاعتراف بحق الفلسطينيين بالعيش الكريم على أرضهم دون المساس والتلاعب بحقوقهم ومقدساتهم الدينية ، والبديل لإسرائيل هو الصراع طويل الأجل الذي سينتهي بنتيجة حتمية وهو زوال الاحتلال ، ولا غرابة بعدم قبول هذا الشعب وشرفاء العالم لاحقا ،إلا باستعادة فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر .
الخلاصة : إسرائيل أشعلت نار الثأر والكراهية في عروق جيل متعطش للحرية وتخطى حاجز الخوف والصمت وعليها إطفائها قبل أن تحرقها.

نيسان ـ نشر في 2023-10-19 الساعة 15:52


رأي: د. محمود مشارقة

الكلمات الأكثر بحثاً