اتصل بنا
 

خطيب المسجد الأقصى يدعو لشد الرحال للأقصى ويحذر من اعتداءات 'إسرائيلية' في رمضان

نيسان ـ نشر في 2024-03-11 الساعة 16:43

x
نيسان ـ في خضم استمرار عدوانالاحتلالالإسرائيلي على قطاعغزةلليوم الـ 157 على التوالي وتهديدات العدو لمنع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى خلالشهررمضان، دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى شد الرحال للمسجد الأقصى، مشددا على أن أجواء العبادة يجب أن تكون “دون تنغيص وعرقلة وتوتر”، وحذر من “مفاجآت” إسرائيلية خلالشهررمضانالمبارك الذي بدأ الاثنين في معظم الدول.

وقال صبري، في مقابلة مع وكالة الأناضول: “تضاربت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في موضوع السماح أو عدم السماح للمسلمين بالصلاة (في المسجد) وتقييد الأعمار، فكأن الأقصى ملك لهم، وهذا الأمر المستغرب”.

وأكد أن “الأصل أن المسلم يأتي إلى الأقصى دون إعاقة أو عرقلة، وأن المسلمين بشكل عام حريصون على الصلاة في الأقصى خلالشهررمضانالمبارك، الآلاف، بل عشرات الآلاف، تزحف إلى الأقصى فيرمضانفي صلوات الفجر والعشاء والتراويح وأيام الجمع”.
ولاحظ أن “العالم بشكل عام، سلط الأضواء على الأقصى بمناسبة قدومشهررمضانالمبارك، وكأن سلطاتالاحتلالتريد أن تعطي تبريرا للتضييق على المصلين في رمضان، امتداد للأشهر التي مضت منذ قيام الحرب على غزة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ الماضي 2023، يشنالاحتلالالإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلَّفت 31,112 شهيدا، فضلا عنإصابة67,984 شخصا من المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، عدا عن الدمارا الهائل بالبنية التحتية للقطاع.
وقال صبري: “في رمضانات السنوات السابقة، كان هناك افتعال مشاكل وتوترات من سلطات الاحتلال؛ لأنه لا يريد أن يشاهد عشرات الآلاف يحتشدون في الأقصى، ولكننا نؤكد أنرمضانهوشهرالعبادة المميزة من المسلمين وينبغي أن تكون أجواء العبادة مهيأة لهم دون تنغيص ودون عرقلة ودون توتر”.
وأضاف: “هناك مؤشر على أنالاحتلالسيقيد الأعمار (…) لا توجد دولة فيالعالمتقيد الأعمار في أماكن العبادة إلا سلطات الاحتلال؛ لأنها طامعة بالأقصى وتسعى بكل الطرق لفرض السيادة على الأقصى”.

حكومة متطرفة
وأشار صبري إلى أن “الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية تخضع للتطرف؛ لأن الجماعات المتطرفة أصبحت مسؤولة في الحكومة”.
ورأى أن هذا يعني أن الوقت وقتهم في تنفيذ أطماعهم، ولكن المسلمين تخدمهم الأجواء الرمضانية في تثبيت حقوقهم الشرعية المستمدة مناللهسبحانه وتعالى وليس من هيئة أمم ولامجلسأمن، فقراراللههو الذي يسري، وأن المسلمين ملزمون بتنفيذه.
وحذر من مفاجآت (إسرائيلية) قد تحصل هذا الشهر، ولذا ينبغي على المسلمين أن يكونوا متنبهين ويقظين وحذرين، ونداؤنا هو نداء الرسولمحمدصلىاللهعليه وسلم في موضوع شد الرحال إلى الأقصى.
وبعد أن حث على شد الرحال إلى المسجد، استدرك: “سبق أن صدرت الفتوى الشرعية بأن كل مَن يُمنع من الوصول إلى الأقصى يصلي حيث يُمنع وله الثواب كثواب مَن يصلي داخل الأقصى”.
تصريحات تحريضية
وحذر صبري من خطورة التصريحات التحريضية من جانب مسؤولين إسرائيليين، بينهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وعدّ أن “التحريض متوقع؛ لأن تصريحات بن غفير وغيرهم بدأت منذ أيام لمنعالناسمن الوصول إلى المسجد الأقصى”.
وشدد على أن “تصريحاته (بن غفير) كانت متطرفة وغير مسؤولة؛ لأنه أصلا لا يحق له أن يصدر مثل هذه التصريحات؛ لأن الأقصى أسمى من أن يخضع لتصريحات أو لقرارات محاكم، فالأقصى للمسلمين بقراراللهسبحانه وتعالى”.
صبري رفض محاولات مسؤولين إسرائيليين شيطنةشهررمضانبزعمهم أنهشهرعنف، وأكد أن “شهررمضانالمبارك هوشهرعبادة واعتكاف وشهر القرآن الكريم، والتشويش علىرمضانمبرمج من قِبلالاحتلالوبعض الدول الغربية لإعطاء فرصة للاحتلال بمنع المسلمين من الوصول إلى الأقصى”.
وأضاف: “لو جاء مليون مسلم إلى الأقصى لما حصل أي إخلال بالأمن ما دامالاحتلالبعيدا عن المسجد، ولكن ما نشاهده أيام الجمع هو أن الأقصى يصبح ثكنة عسكرية وكذلكمدينةالقدسوجميع الممرات المؤدية الى المسجد، وهذا المظهر هو الذي يوجد التوتر أصلا ولا مبرر له سوى دب الذعر والخوف في قلوب المسلمين ولمنع أكبر عدد ممكن من الوصول إلى الأقصى”.

وتابع: “لذا نقول إننا لا نلتفت للتشويشات والإشاعات، فينبغي على المسلمين أن يتوجهوا إلى الأقصى، وهناك نداء بإغلاقالمساجدالفرعية فيمدينةالقدسأيام الجمع من أجل ان يتوجهالناسإلى الأقصى”.

القدس حزينة
وبخصوص الحرب على غزة، طالب صبري بضرورة وقف إطلاق النار ووقف الحرب لحفظ الدماء والأرواح، وحتى يتمكنالناسمن أداء عبادتهم بكل هدوء وبدون مصائب ونكبات.
وأردف أن الأجواء “حزينة” فيمدينةالقدسالمحتلة بسبب الحرب على غزة، موضحا: “اعتادالناسأن يزينوا الشوارع والبيوت احتفاء بقدومشهررمضانالمبارك لإظهار الفرحة والبهجة، ولكن مع أجواء الحرب المحزنة، عزفالناسعن التزيين، ولكن العبادة لا بد أن تُؤدى، فالصوم ركن من أركان الإسلام”.
صبري أكد أهمية إخراج الزكاة خلالرمضانلإغاثة المنكوبين والفقراء نتيجة الحرب.
وقال إن “الأصل أن يكون هناك وسطية في الإنفاق وعدم الإسراف وعدم المبالغة بموائد الطعام؛ لأن الصيام ليس أكل وشرب، وإنما الصوم. هو ابتعاد عن المعاصي والآثام، والتوجه نحو الصلوات وتلاوة القرآن الكريم”.
وأردف: “اعتاد المسلمون ولا يزالون أن يخرجوا زكاة أموالهم فيرمضانليكسبوا ثوابا أكبر، ونقول إن على الأثرياء والمقتدرين أن يقتصدوا بالإنفاق وأن لا ينسوا المحتجين والفقراء والمنكوبين”.
“لا بد أن تزداد نسبة الصدقات والمعونات للمحتاجين؛ لأن الحرب أثرت على كثير منالناسوتأثرت أعمالهم وأُغلقت الكثير من المحال نتيجة توقف الحركة التجارية”، كما زاد.
ومضى قائلا: “نحن بحاجة لأن نتفقد العائلات المنكوبة والفقيرة ويزداد الإنفاق، وبالتالي نؤكد على وجوب إخراج الزكاة، وهي ركن من أركان الإسلام، وهي واجبة على الغني وحق للفقراء”.
ملاحقة إسرائيلية
واتهمت سلطاتالاحتلالصبري بالتحريض، ووجهت له لائحة اتهام بداعي تقديم العزاء لعائلات شهداء.
وعن هذه الملاحقة، قال: “حسب ما ذكر لي طاقم المحامين فإن الملف التحريضي الذي قدمه متطرفون إسرائيليون هو الآن بيد النائب العام الإسرائيلي لدراسته، وسُيطلب من المحامين الرد على الاتهامات التي يتوصل إليها”.
وأضاف: “حتى الآن لم يحصل شيء عملي، ولكن في كل فترة، تضغط الجماعات المتطرفة، بمَن فيهم أعضاء كنيست، على النائب العام والمستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية للتسريع في موضوع الشكوى المقدمة ضدي”.

دعوة من الأقصى إلى المسلمين
وبمناسبةحلولرمضان، وجّه صبري دعوات إلى المسلمين في أنحاء العالم، قائلا: "نقول للمسلمين كل عام وأنتم بخير وتقبلاللهالطاعات ونسألاللهسبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصلاتنا وتلاوة قرأننا".
وتابع: "ونقول لهم تذكروا الأقصى وتذكروا الفقراء والمحتاجين، وعليهم كشعوب أن يضغطوا على حكوماتهم ليتحملوا المسؤوليات؛ لأننا لاحظنا أن الدول العربية والإسلامية، كدول، غير فاعلة في موضوع القضية الفلسطينية، رغم أن الشعوب متفاعلة، بما في ذلك الشعوب غير العربية وغير الإسلامية، وبالتالي فإن على الحكومات أن تكون بمستوى الشعوب من حيث الاهتمام بالقضية الفلسطينية".

نيسان ـ نشر في 2024-03-11 الساعة 16:43

الكلمات الأكثر بحثاً